خبر الفصائل الوطنية لـ« فلسطين اليوم »:ننظر بخطورة لأحداث قلقيلية ونطالب بموقف حازم لحماية المقاومة

الساعة 07:26 ص|31 مايو 2009

الفصائل الوطنية لـ"فلسطين اليوم":ننظر بخطورة لأحداث قلقيلية ونطالب بموقف حازم لحماية المقاومة

فلسطين اليوم- غزة

أدانت الفصائل الوطنية الفلسطينية اليوم الأحد، الأحداث المؤسفة التي وقعت في قلقيلية في الضفة الغربية، والتي أدت إلى مقتل قائدين في كتائب القسام، وثلاثة من أفراد الأجهزة الأمنية، مطالبةً بموقف حازم لحماية المقاومة.

 

وكانت مصادر أمنية فلسطينية مطلعة أكدت أن اشتباكات مسلحة وقعت قبل منتصف الليلة الماضية بين قوات الأمن الفلسطينية وعناصر من كتائب القسام تحصنوا في أحد الأماكن بقلقيلية، أدًت إلى مقتل قائدان في كتائب القسام، وثلاثة من أفراد الأجهزة الأمنية.

وأكدت قيادة حركة الجهاد الإسلامي في الضفة المحتلة أن الأحداث التي تشهدها محافظة قلقيلية غرب الضفة تأتي في إطار الحرب التي تقودها السلطة إلي جانب العدو الصهيوني لتصفية مشروع المقاومة.

 

وأوضح "أبو القسام" أحد قادة الحركة في شمال الضفة، أن عملية محاصرة قيادات من كتائب القسام في قلقيلية إنما ينّم عن عمليات التنسيق الأمني الواسعة التي تجريها أجهزة السلطة لمحاربة المقاومة بالتنسيق الكامل مع مختلف أجهزة الأمن الصهيونية التي تعمل في ذات السياق للقضاء علي المقاومة وتجريدها من السلاح.

 

وأضاف "أن عملية قلقيلية لم تكن الأولي من نوعها، وأن مناطق مختلفة من الضفة شهدت عمليات واشتباكات بين مقاتلين وعناصر أجهزة السلطة كما حصل مرات عديدة مع القيادي بسرايا القدس علاء أبو الرب وعدد من مقاتلي الجهاد وحماس في جنين ومناطق مختلفة وأنها لم تأخذ البعد الإعلامي المطلوب لسرعة العمليات التي كانت غالبيتها تفشل".

 

وتابع "إن ما يميز ما يدور في قلقيلية هو تصميم أجهزة أمن السلطة في اعتقال المقاومين، واستهدافهم بالرصاص بشكل مباشر في محاولة لقتلهم، وهو تصعيد خطير يؤكد علي أن سلطة رام الله ليست معنية بأي حوار فلسطيني ناجح ينهي حالة الانقسام التي نبتت في الآونة الأخيرة".

 

بدوره، اعتبر اسماعيل الأشقر القيادي في حركة حماس والنائب في المجلس التشريعي عن الحركة في حديث لـ"فلسطين اليوم"، أن استهداف قادة كتائب القسام في قلقيلية دليل واضح على أن الأجهزة الأمنية باتت تشكل خطراً على القضية الفلسطينية، ويصلب موقف الحركة تجاه إعادة هيكلتها.

 

وقال الأشقر:" نحن ننظر بخطورة عالية إلى ما حدث في قليقلية، وهو يدل على أن التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية وقوات الاحتلال الإسرائيلي وصل لأعلى مدى، وأن أبناء عباس وحكومة فياض ذهبوا بعيداً عن المشروع الوطني.

 

واعتبر الأشقر، هذا العمل مدان وإجرامي، يتطلب موقفاً حازماً من كافة الفصائل الوطنية، تجاه حكومة عباس وما يحدث من قبل أجهزته الأمنية، واصفاً الأجهزة الأمنية، بالخونة والعملاء الذين يقفون يداً بيد مع قوات الاحتلال الإسرائيلي لضرب أبناء شعبنا الفلسطيني.

 

ورداً على هذا العمل، أضاف الأشقر، أنه سيتم الطلب من كافة منتسبي حركة حماس والقسام، أن يكونوا على جاهزية تامة للدفاع عن أنفسهم، كما سيتم الطلب من كافة أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بإعادة النظر في انتساب أبنائهم للأجهزة الأمنية.

 

ووصف الأشقر، ماحدث بالخيانة الواضحة، والدليل على ضياع الهوية الفلسطينية للأجهزة الأمنية والخلل في عقيدتها الفلسطينية.

 

وحول أثر هذه الأحداث على مجريات الحوار الوطني، قال القيادي في حركة حماس،:" إن ماحدث يصلب موقف الحركة بشأن إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، فلم يعد بين الأجهزة الأمنية من يعرف هل هو يدافع عن حقوقه شعبه، أم يحمل بندقية جمباً إلى جمب الاحتلال الإسرائيلي".

 

وتابع الأشقر قوله:"من طرفنا سنذهب لتوضيح الصورة ولا نقبل سوى أن توضع الأجهزة الأمنية على الطاولة من أجل إعادة هيكلتها، وإذا ما رفضوا فسيتم تحميل عباس مسؤولية إفشال الحوار الوطني الفلسطيني".

 

من جهتها، رفضت الدكتورة مريم أبو دقة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في حديث لـ"فلسطين اليوم"، عن رفضها القاطع لرفع السلاح ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ليكون حلاً للصراع.

 

واعتبرت أبو دقة، أن التناقض والاختلاف والاقتتال واستشهاد أبناء شعبنا من كافة الفصائل والقوى الوطنية لا يخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي، ومايحدث أمر خاطئ يجر شعبنا إلى ويلات عدة، في الوقت الذي تعد إسرائيل مناورة عسكرية كبيرة ستطال كل أبناء شعبنا.

 

وشددت، على ضرورة الضغط على حركتي "فتح وحماس" من أن ترتقي لمستوى التنظيمات، لأن قضيتنا الوطنية في خطر، ومايحدث جريمة بحق أبناء شعبنا، مؤكدةً على أن أفراد الأجهزة الأمنية يجب أن يقوموا بدورهم لحماية الوطن والمواطنين، أما عناصر المقاومة، فيجب أن يوحدوا صفوفهم في مواجهة المحتل الإسرائيلية.

 

عن دور الفصائل الوطنية في هذا الخلاف، قالت أبو دقة:" المشكلة ليست في الفصائل الوطنية لأنها على أرض الواقع تحاول القيام بكل ما لديها لوقف مايحدث، ولكن "حماس، وفتح" القوتين الكبيرتين التي تملكان المال والسلاح، هم على رأس هذه المشكلة. 

   

فيما أكد أبو مجاهد الناطق الرسمي للجان المقاومة الشعبية بأن جريمة اغتيال المجاهدان الشهيدان محمد السمان ومحمد ياسين هو أمر خطير وخيانة عظمى ترتكبها أجهزة أمن السلطة التي يقودها الجنرال الأمريكي دايتون .

 

واعتبر أبو مجاهد في بيان صحفي وصل فلسطين اليوم نسخة عنه أن الأجهزة الأمنية للسلطة في الضفة المحتلة أصبحت الوكيل للعدو الصهيوني في حربه على المقاومة الفلسطينية ومطاردتها وسحب سلاحها وصولاً إلى اغتيال مجاهديها بدماً بارد كما حدث في قلقيلية فجر هذا اليوم وعلى مشهد من الجميع في استخفافاً بالشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة .

 

وأوضح أبو مجاهد أن الأجهزة الأمنية للسلطة بتلك الأفعال المجرمة وانسياقها في برنامج تصفية المقاومة عبر تنفيذ الشق الأمني من خارطة الطريق , فلا يمكن القبول بمنح شرعية لأجهزة تعمل وفقاً لأجندة صهيونية أمريكية تحارب المقاومة ورجالها في ظل واقع الاحتلال بالضفة المستباحة.

 

وأضاف الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية أن العدوان البشع على المقاومة الفلسطينية في الضفة يجعل من أولوياتنا كمقاومة التأكيد على أحقية مطالبنا في ضرورة صياغة المنظومة الأمنية الفلسطينية وفقاً لبرنامج المقاومة فلا يعقل أن تستباح الضفة المحتلة من قبل الاحتلال فيما تطارد المقاومة ويقتل أبنائها بأيدي أجهزة أمن السلطة.

 

من ناحيته، دان طلال أبو ظريفة، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الحادث المؤسف، معتبراً ما جرى في قلقيلية لا يستفيد منه أي طرف ولا يخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي ولا يوفر أجواء ايجابية تمكن من توحيد جهود أبناء شعبنا ومقاومته الباسلة لمواجهة عربدة الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه، داعياً إلى تشكيل لجنة تحقيق في الحادث.

 

كما طالب أبو ظريفة بوقف كافة المناكفات والحملات الإعلامية التحريضية المتبادلة، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، ووقف انتهاك الحريات العامة والديمقراطية بالضفة الغربية وقطاع غزة، وإزالة كل العقبات التي تعكر أجواء الحوار الوطني الشامل، واستئناف عمل اللجان الخمس المتوقع عقدها خلال أسبوعين، لإنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، لمواجهة غطرسة حكومة نتنياهو- ليبرمان التي تتنكر لحقوق شعبنا، وقرارات الشرعية الدولية، وتواصل الاستيطان وتهويد القدس.