خبر مسئول عربي: أوباما يعد خريطة « نهاية الطريق » لسلام الشرق الأوسط

الساعة 07:37 ص|30 مايو 2009

فلسطين اليوم-الخليج الإماراتية

لم تنتظر إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرد “الإسرائيلي” على مطالباتها لـ “إسرائيل” بخطوات محددة وعلى رأسها وقف الاستيطان، وهو الرد المتوقع أن يحمله إلى واشنطن ايهود باراك وزير الحرب “الإسرائيلي” هذا الأسبوع، بل أعلن في واشنطن أن مبعوث السلام الأمريكي السيناتور جورج ميتشل بصدد العودة للمنطقة في السابع من يونيو/ حزيران مباشرة عقب خطاب أوباما المزمع من القاهرة إلى العالمين العربي والإسلامي.

 

وبدا واضحاً أن إدارة أوباما التي تعكف بصمت على مشروع للسلام في المنطقة، دخلت إلى مرحلة الصياغة النهائية لرؤيتها لحل هذا الصراع، وهي الصياغة التي ستضمن حسب مسؤول عربي كبير لـ "الخليج" صياغة خريطة “نهاية الطريق”، وسوف تعلن عنها لاحقاً هذا الشهر، حيث من المتوقع وحسب المصدر نفسه الاعلان عن تحرك كبير في أوائل يوليو/ تموز المقبل (الأسبوع الأول منه).

 

وعلمت “الخليج” ان خطوات إدارة أوباما المقبلة ستتضمن حال ظهور تجاوب “إسرائيلي” حقيقي مع مطالب أوباما بشأن وقف الاستيطان، ولإعداد مؤتمر دولي كبير يجمع فيه المعنيين بالتحرك على كل المسارات الفلسطيني واللبناني والسوري، وأن نتيجة الانتخابات اللبنانية لهذا السبب تنتظرها واشنطن باهتمام كبير.

 

وكانت “الخليج” قد انفردت في فبراير/ شباط الماضي بنشر تفكير إدارة أوباما الجدي في عقد مؤتمر سلام دولي على شاكلة مدريد لكن بضمانات تؤكد التنفيذ لا التسويف كما حدث في “مدريد” وما بعده.

 

وكانت إدارة أوباما قد طلبت مساعدة مصر والأردن لتهيئة المناخ عربياً لخطوة كهذه إلا أن الجانب المصري الذي أبدى ترحيباً بمساعدة واشنطن على الدفع بعملية سلام حقيقية أصر على أن تكون الخطة الجديدة مشتملة على ضمان عدم استفراد “إسرائيل” بالفلسطينيين، في ما يتعلق بالقضايا الشائكة في طريق إقامة الدولة الفلسطينية، وضرورة أن تكون جميع الخطوات بوجود ومتابعة متصلة من الفلسطينيين والجانب العربي بما فيها الدول المعنية وكذلك “الرباعية” والمجتمع الدولي، وهو مطلب حاولت هيلاري كلينتون التغاضي عنه، إلا أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أعاد التأكيد عليه.

 

وأصر الجانب العربي كذلك على أن تصيغ واشنطن رؤية متكاملة قابلة للتنفيذ كحل نهائي يقود لدولة فلسطينية تقوم على أساس حدود 67 مع “تبادل أراض” بموافقة فلسطينية ك”شرط أساسي” على أن يكون التبادل في أضيق الحدود وبنسب متكافئة من حيث طبيعة الأرض ومساحتها، وأيضاً موضوع القدس “الشرقية” كعاصمة للدولة الفلسطينية المحتلة على أساس حق العرب في القدس “الشرقية” والأماكن الدينية المقدسة مسيحية وإسلامية، وحسبما علمت “الخليج”، لم تشأ هيلاري كلينتون ومسؤولو إدارة أوباما التعليق على مسألة القدس تحديداً مكتفين بالانصات.

 

وكان أوباما قد حرص على التأكيد علناً خلال استقباله القصير للرئيس الفلسطيني محمود عباس على إعادة التأكيد على ضرورة أن توقف “إسرائيل” بناء المستوطنات ذلك في الوقت الذي قدمت تقارير إلى الرئيس الأمريكي تظهر تصاعد حركة البناء في المستوطنات، وهو الأمر الذي حاولت جماعات الضغط الموالية ل”إسرائيل” في الولايات المتحدة تصويره على أنه إشارة إلى شعور المستوطنين بأن حكومتهم بصدد اتخاذ خطوات نحو إعلان وقفها وفق الأمر الواقع.

 

وكان أكثر من ثلاثة أرباع مجلس النواب الأمريكي قد وقعوا على رسالة أعدتها “ايباك” كبرى منظمات اللوبي “الإسرائيلي” لتقديمها الى الرئيس باراك أوباما هذا الأسبوع، وتضمنت الرسالة التي وقعها 329 نائباً بالكونجرس إضافة لرسالة متطابقة وقعها 76 سيناتور بمجلس الشيوخ، تتضمن مبادئ على إدارة أوباما التأكد من تنفيذها وعلى رأسها ضمان موقف أمريكي داعم للشريك “الديمقراطي” والحليف “إسرائيل” وأيضاً التأكد من أن “يتفاوض الطرفان الفلسطيني و”الإسرائيلي” على التفاصيل” بمعنى تكريس لمطلب “إسرائيل” بالاستفراد بالفلسطينيين في مفاوضات ثنائية في ما يتعلق بالقضايا الشائكة وعلى رأسها الحدود والقدس واللاجئون- كما أسلفنا.

 

 

 

وتضمنت الرسالة أو الوثيقة أيضاً التأكيد على ضرورة أن تعمل إدارة أوباما بتسريع التطبيع بين العرب و”إسرائيل” والتأكد من التزام الفلسطينيين “المطلق” لوضع حد “للعنف والإرهاب والتحريض”، مع ملاحظة إصرار اللوبي “الإسرائيلي” على التأكيد على مصطلح التحريض مؤخراً وهو التعريف الفضفاض الذي يمكن أن يمثل باباً خلفياً وخط رجعة ومبرراً يمكن ل”إسرائيل” أن تستخدمه دوماً في حال حانت لحظة مواجهة الحقيقة. وكانت الرسالة ذاتها قد وصفت “إسرائيل” وهي توصي بمساندة الحكومة الأمريكية لها بأنها الحليف الديمقراطي الذي سيكون على عاتقه المخاطرة الأكبر في أي “اتفاق سلام” يتم التوصل إليه.

 

وواصل مبعوث السلام الأمريكي إعداده الصامت للتحرك الأمريكي الحقيقي، مع اطلاع الرئيس الأمريكي ووزيرة الخارجية على التطورات أولاً بأول، حيث كان ميتشل قد عاد من لندن قبل يومين وقابل بعد وصوله بأقل من ساعة الفريق الذي أوفده الرئيس مبارك إلى واشنطن للتشاور حول الأمر، بما في ذلك ما تم خلال لقاء ميتشل ووفد “إسرائيل” برئاسة داني ميردور وزير الاستخبارات، في لندن ومساعدي نتنياهو، وهو الاجتماع الذي نوقشت فيه قضايا متعلقة بالتدابير المقترح تبادلها بين “إسرائيل” وجيرانها، حيث تطلب “إسرائيل” فتح مكاتب تجارية مع الدول العربية نظير أن تنظر حكومة أوباما في مطلب وقف الاستيطان، وهو الأمر الذي يعني وفق المنظور “الإسرائيلي” عدم تخلي “إسرائيل” عن المستوطنات الكبرى بل التخلص من البؤر العشوائية فقط، مع استمرار السماح بتمدد المستوطنات الكبرى.

 

جاء هذا بينما، ووفق ما أكده أوباما نفسه، يجري حالياً الإعداد ووضع اللمسات النهائية لخطابه المزمع في القاهرة بحيث يتضمن دعوته لإنهاء الصراع نهائياً في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي أبلغ به الدول العربية المعنية، وحيث، حسب مسؤول كبير في واشنطن ل”الخليج” تأكد أن لدى أوباما قناعة عميقة بأن مشكلة الشرق الأوسط هي إحدى أهم، إن لم تكن المشكلة الأساسية، لعدم استقرار المنطقة ولاستمرار مشاكل أمريكا في محيط العالمين العربي والإسلامي.