خبر اللاجئون الفلسطينييون...من يتحدث باسمهم ؟! .. عريب الرنتاوي

الساعة 06:22 ص|30 مايو 2009

اللاجئون الفلسطينييون...من يتحدث باسمهم ؟!

كتب :- عريب الرنتاوي

ليست المرة الأولى التي يعلن فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس عزمه التخلي عن حق خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في العودة إلى ديارهم...وليست المرة الأولى التي يؤكد فيها أبو مازن نيته "عدم تدمير" إسرائيل، لكأن أحدا وجّه إليه "اتهاما" من هذا النوع...على أنه لم يكلف "خاطره" مرة واحدة للكشف عمّا سيفعله، وهو الممثل الشرعي الوحيد، بهؤلاء اللاجئين، هل سيعيدهم لـ"دولة البقايا" على حد وصف الدكتور علي الجرباوي الأكثر حماسا للدولة الواحدة، قبل أن يصبح وزيرا في

حكومة فيّاض الأخيرة، هل سيطلب توطينهم في الدول التي يقيمون فيها...هل سيبحث لهم عن منافي جديدة من كردستان حتى تشيلي؟

 

الرئيس عباس الذي لم يعرف عنه تواصله مع فلسطيني رام الله حيث يقيم، ناهيك عن فلسطيني الشتات والمنافي القريبة والبعيدة، يقرر من جانب واحد، ومن دون تشاور مع اللاجئين، وبالنيابة عنهم، ومن دون أن يفوضه أحد، بأنه سيتخلى عن حقهم في العودة إلى وطنهم وديارهم، وبدل أن يخبرهم مباشرة بذلك، نراه يفضل مفاتحة ممثلي "معهد واشنطن" و"جماعات الضغط" إياها بأفكاره هذه، فهؤلاء هم "الجمهور الذي يستحق المخاطبة والإقناع"، أما ملايين اللاجئين فإلى الجحيم.

 

ما الذي سيحصل للاجئين في منافيهم الدائمة، ما الذي يحصل لهم الآن، كيف يتدبرون أمر معيشتهم وصحتهم وتعليم أبنائهم وحصولهم على العمل ولقمة العيش الكريم اللائق، كيف يتدبرون حقوقهم المدنية والسياسية، أية أطر ومؤسسات تخدمهم، ما صلتهم بمنظمة التحرير وما هو موقفهم منها، أية قوى تفعل فعلها في أوساطهم، أشك أن الرئيس وقيادة المنظمة تشغل بالها بمثل هذه الأسئلة، أو ترغب في معرفة شيء عنها.

 

هل فكر الرئيس وطواقمه من المستشارين في المصائر والمآلات التي سينتهي إليها أزيد من نصف الشعب الفلسطيني، هل فاتحوا الدول والأطراف ذات الصلة بأي مستقبل سيواجه أبناء شعبهم بعد أن يحرمونهم من حقهم في العودة إلى وطنهم واحتفاظهم بهويتهم؟.

 

من حق اللاجئين، ملايين اللاجئين الذي لم يتصل بهم أحد، ولم يستشرهم أحد، أن يقولوا "لا" كبيرة لمحمود عباس وبقايا لجنته التنفيذية ولكل الهياكل المتيسبة في منظمة التحرير، ولكل الانتهازيين الذين سيبقلون بأي حل يبقيهم في دائرة الضوء والامتيازات والـ"VIP"...من حق اللاجئين أن يستمسكوا بحقوقهم الفردية والجماعية، وأن يضمنوا مستقبلهم ومستقبل أجيالهم القادمة في أية تسوية قادمة، سواء عادوا إلى بلادهم أو استقروا في أماكن تواجدهم أو انتقلوا للعيش في دولة ثالثة.

 

لا يحق لأحد أن يتعامل مع اللاجئين كفائض بشري أو كحمولة زائدة، ولا يمتلك أحد، خصوصا في ظل انسحاب بساط "الشرعية" من تحت أقدام الجميع، أن يدّعي تمثيل التجمعات الفلسطينية التي لم يزرها أحد منهم منذ سنين وعقود، لا يحق لأحد أن يختصر الشعب الفلسطيني بأبناء الضفة وحدها، أو الضفة والقطاع على أبعد تقدير.

 

وعلى الدول المضيفة للاجئين أن يكون لها رأيها فيما يجري تحضيره وتداوله من سيناريوهات لحل مشكلة قسم من مواطنيها (الأردن) أو المقيمين على أرضها، إن لم يكن من باب احترام حقوق هؤلاء ومصالحهم، فمن باب الحرص على أمنها واستقرارها، فأي حل مجحف اللاجئين، ستكون له ارتداداه ومفاعليه على هذه الدول، وإذا كان أمر كهذا آخر ما يشغل اهتمام الذين "لا يريدون تدمير إسرائيل"، فمن الواجب أن يشغل اهتمام الدول المضيفة، خصوصا الأردن الذي يستضيف القسم الأكبر منهم، ويشكلون نصف سكانه أو يزيد قليلا.