خبر جندي من لواء « جولاني »: التدريبات صعبة وقد نبكي أحياناً

الساعة 03:14 م|29 مايو 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

التقت صحيفة "هآرتس" العبرية عدداً من الجنود الإسرائيليين الذين التحقوا بلواء "جولاني" حديثاً، وتحدثت معهم بصراحة عن حياتهم العسكرية منذ بدايتها، وقد تبيّن لها من فحوى حديث الجنود أن الانتقال من الحياة المدنية إلى الحياة العسكرية ليس بالأمر السهل.

وتُوضح أنه بعد أن تعوّد الإنسان على نمط معين من الحياة وقضاء ساعات يومية بحرية كاملة، يجد نفسه أما قيود وعقبات مختلفة محتملة وغير محتملة.

وقال أحد الجنود الذي ينتمي لعائلة تعمل في الزراعة: "في الأسابيع الأولى للدخول في الجيش، يكون حال الجنود في مواقع التدريب مُثير للانتباه، حيث أن الجهد الجسدي لا يشكّل أي صعوبة بالنسبة لهم"، وأضاف "لكن الشيء الأصعب والأهم هو التغيّر المعنوي ونمط الحياة في العسكرية".

وأضاف "إن قضية بناء العلاقات ليست بالأمر السهل، كما أن البقاء مع عددٍ من الأشخاص الذين يتم التعرف عليهم لأول مرة وعلى مدار الساعة أيضا ليس سهلا، لاسيما عندما يكون منتميا لعائلة متدينة وموجود في قسم الجنود المتدينين في الجيش، حيث أن لكل كتيبة هناك دائرة خاصة بالمتدينين".

وأوضح أن المفاجأة الكُبرى في الجيش، هي عندما تسير كل الحياة الشخصية حسب التوقيت الزمني، ويجد الجندي نفسه مشغولا في معظم الأحيان وعبداً للزمن.

ووصف الجندي الانخراط مع هذا المجتمع بالأمر الصعب جدا، وأن الانفصال عن البيت أصعب بكثير، وقال "لقد جعلني هذا أشعر بقيمة البيت، من حيث الطعام والشراب، وحضور أيام السبت مع العائلة وقراءة الصحف كل صباح ومعرفة ما يدور على الساحة، أما أن تكون جندي قتالي فهذا يعني الانفصال تماما عن المحيط الخارجي".

وأشار إلى أنه وفي عام 1990 كان هناك برنامج تلفزيوني اسمه "بنادق" يهتم بمتابعة أحوال الجنود الجدد في لواء جولاني لمدة 6 أشهر، لافتا إلى أنه كانت هناك مناظر محزنة للغاية، من ضمنها جنود يتحطمون وآخرون يبكون ويحاولون الهرب من معسكرات التدريب تم ضربهم بعنف، وكان واضحا أنهم لم يعرفوا ماهية الحياة العسكرية القتالية.

وتابع: "أما اليوم فالوضع يختلف تماما، وليس من أجل الانتقال من معسكر "بيزك" في شمال الضفة إلى المعسكر الجديد بجوار كيبوتس "رجبيم" فقد أُدخِلت تعديلات كثيرة على هذه الكتيبة التي تُعتبر من أولى الكتائب في الجيش، حيث أن إدخال قادة معرفون إلى صفوفها جعل الإقبال عليها شديد والتنافس لا مثيل له، لأنها غيّرت الكثير من واقعها وأصبحت سمعتها حسنة بين كتائب الجيش المختلفة".

ونوه إلى أن هناك تغييرات في سلوكيات الضباط المدربين في معاملاتهم، حيث أصبحوا يقومون بمشاركة فعّالة مع الجندي في مشاكله واجتماعياته وخصوصياته، وأضاف "صحيح أن التدريبات صعبة، ولكن نوع المعاملة والتقرب من الجندي في كل الأحوال تساعد على التأقلم مع كل الصعاب".

وذكر أن إعطاء الجندي القدوة الحسنة من خلال الضباط القائمين على التدريب يساهم مساهمة فعالة في العطاء والارتقاء، لأن تحويل الإنسان من حياة مدنية إلى عسكرية ليس سهلا، ولذلك تُؤخذ جميع الاحتياطات مع عدم استعمال العقوبات لأتفه الأسباب.