بعد ان امتهنت سياسة بيع الدم .. ماذا بقى من السلطة ؟!- خالد صادق

الساعة 08:57 م|19 مارس 2023

فلسطين اليوم

خالد صادق

من ريف دمشق حيث سالت دماء الشهيد القائد المهندس في سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين علي رمزي الأسود, الذي كتب وصيتة الاخيرة بالدم قبل ان يرحل عن عالمنا الظالم , وخاطب الوفد الفلسطيني المجتمع في شرم الشيخ بأنفاسه الاخيرة, وروحه الصاعدة الى عنان السماء لتحلق في حواصل طير خضر حول عرش الرحمن, ان لا تبيعوا دماء الشهداء الاطهار, ولا تبيعوا اوطانكم, ولا تساوموا على حقوق شعبكم التي ناضل من اجلها عبر عشرات السنين, وقدم خلالها عظيم التضحيات, من هناك حيث ريف دمشق الى شرم الشيخ حيث اجتماع العار الذي ترعاه الادارة الامريكية, وتؤسس له "اسرائيل" بمنطقها واسلوبها الدموي المتصاعد بحق الفلسطينيين, وهى تريد ان تفرض موقفها على المجتمعين ان تبقى تمارس القتل, وتصادر الارض, وتهود المدن, وتهجر السكان, وتنتهك حرمة المقدسات, دون ان يرد الفلسطينيين على سياستها الدموية هذه, تريد "اسرائيل" ان تفرض "الاستسلام" على شعبنا ومقاومتنا وامتنا, وللأسف فهي تجد من يسمع لها, ويسوق لسياستها, ويبرر اجرامها, والسلطة بوفدها المشارك في اجتماع شرم الشيخ الامني, تذهب لهناك بضعفها واستسلامها وهوانها لتستمع لمطالب "اسرائيل" بأسلوب تنابلة السلطان, وتقدم التعهدات للمجتمعين انها ستبذل جهدا اكبر لتحقيق رغبات اسرائيل, وتمارس كل اشكال القمع ضد الشعب الفلسطيني لأجل توفير الامن والامان لإسرائيل, وتعد بان تبقى متمترسة في خندق الاستسلام والخيانة والعمالة الى ما لا نهاية, وان لا يستفزها أي فعل اجرامي صهيوني بحق الشعب الفلسطيني مهما كان حجمة, ومهما كانت طبيعته فالاستسلام هو خيارها الاستراتيجي الوحيد الذي لا بديل عنه.

  • والعجيب ان هذا الاجتماع الامني الذي يعقد في شرم الشيخ لصالح اسرائيل, ولخدمة سلامتها وامنها واستقرارها, لم يرض الاسرائيليين, فانسحب منه الوفد الامني الصهيوني احتجاج على عملية حوارة البطولية التي اصيب فيها مستوطنان صهيونيان بجراح, حوارة التي طالب ما يسمى بوزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش بمحوها عن الوجود, والتي تدافع عن نفسها من تغول المستوطنين واجرامهم, انسحب الوفد الامني الصهيوني احتجاجا على العملية, بينما لم نسمع كلمة واحدة من الوفد الفلسطيني المشارك في اجتماع شرم الشيخ احتجاجا على اغتيال "اسرائيل" للقائد على الاسود, وهان عليهم الدم الفلسطيني الى هذا الحد, وباتوا ينظرون الى استهداف الاحتلال للفلسطينيين بالفعل المشروع والمباح, فرغم انه اغتيال جبان متزامن مع مؤتمر العار الأمني, لكن يد الوفد الفلسطيني لم تكف عن مصافحة القاتل ومباركة خطواته, حتى وهم يصافحون قاتلي شعبهم يوزعون الابتسامات ليعربوا عن حالة الرضا والقبول بأساليب القتل التي تنتهجها "اسرائيل", لم يفكروا مجرد تفكير في تعليق مشاركتهم في الاجتماع المشؤوم ولو لساعة احتجاجا على ذاك الدم المهراق الذي يتدفق في ريف دمشق ومخيم جنين ونابلس واريحا, ذلك لانهم اضعف واجبن واقل من ان يملكوا خيارهم بأيديهم ويتخذوا قرارهم بأنفسهم, هم لا يمثلون شعبهم, ولا يعبرون عن ارادته الحقيقية, ولا يمكنهم ان يتحدثوا بلسانه, هم لا يمثلون الا انفسهم ومن ارسلهم الى هناك, لذلك خرجت المسيرات الرافضة لاجتماع شرم الشيخ لتعبر عن موقف الشعب الفلسطيني الحقيقي ممن وظفوا انفسهم للحديث باسم الشعب الفلسطيني, طمعا في كرسي رئاسة السلطة, فيقدمون القرابين لأمريكا و"اسرائيل" ليحظوا بالرضى والقبول.

انسحب الوفد الصهيوني من اجتماع شرم الشيخ احتجاجا على دفاع الفلسطينيين عن انفسهم, وبقى الوفد الفلسطيني في مؤتمر شرم الشيخ رغم القتل والاغتيال لقائد فلسطيني في ريف دمشق, ولثلة من المقاومين الابطال في جنين, بقى الوفد الامني الفلسطيني شاخصا امام المجتمعين يقدم ولاءات السمع والطاعة دون ان يجني ولو ثمرة واحدة من وراء هذا الاجتماع المشؤوم, والاكثر من ذلك ان الوفد الذي يمثل السلطة, قال انه ذاهب للاجتماع الامني في شرم الشيخ, وهو يعلم انه لن يحقق أي مكسب لصالح الشعب الفلسطيني, والحقيقة انه يذهب الى هناك لأنه يخشى ان ينقض اخرين على المشهد, ويأخذ الصورة, ويطرح نفسه كبديل عن رئيس السلطة محمود عباس, ذهبوا الى هناك خوفا على كرسي السلطة الممهور بدماء الفلسطينيين وحقوقهم وثوابتهم, ذهبوا من اجل التفريط في كل شيء, ورغم ذلك لم يحظ هؤلاء بالرضا, فماذا بقى من السلطة, وما الذي يمكن ان تسوقه على الشعب الفلسطيني, حتى الفتات لم يبق منه شيء, لقد حولوها الى عبء على كاهل الشعب الفلسطيني, ووظفوها لقتل احلام الفلسطينيين, لقد انتهى اجتماع