خبر الأسرى بغزة والصليب الأحمر تبحثان سبل خدمة الأسرى والتخفيف عن كاهلهم

الساعة 11:08 ص|27 مايو 2009

الأسرى بغزة والصليب الأحمر تبحثان سبل خدمة الأسرى والتخفيف عن كاهلهم

فلسطين اليوم- غزة

بحث المستشار محمد فرج الغول وزير الأسرى في حكومة غزة اليوم، مع أنطوان جراند مدير البعثة الدولية للصليب في قطاع غزة، سبل التواصل والتعاون للوصول إلى أقصر الطرق لخدمة الأسرى والتخفيف عن كاهلهم.

 

وناقش الوزير الغول، خلال لقاء عقده مع وفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر يتقدمه جراند، الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى داخل سجون الاحتلال ودور الصليب الأحمر في التخفيف من هذه المعاناة .

 

وأشار الغول إلى أن القانون الدولي الإنساني أعطى الأسير الكثير من الحقوق وحفظ له حياة كريمة داخل الاعتقال، إلا أن الاحتلال يصر على إنكار تلك الحقوق ويحرم الأسرى من أبسط مقومات الحياة، مما جعل حياة الأسرى جحيماً مضاعفاً.

 

واستشهد الوزير بحالة الأسير المحرر (محمود عزام) الذي حضر اللقاء بأنها حالة فريدة في العالم حيث اعتقل لمدة 12 عام دون تهمة أو محاكمة أو حتى اعتقال إدارى إنما كان يعتقل بشكل مفتوح طوال هذه السنوات، ثم عندما يطلق سراحه يتم إبعاده عن أهله ومكان سكنه.

 

وأوضح الغول أن أشد ما يعانى الأسرى في السجن وخاصة أسري القطاع هو حرمانهم من الزيارة منذ ما يزيد عن عامين، الأمر الذي ترتب عليه نقصان كبير في الملابس والأغراض والأموال، وهذه قضية إنسانية ليس لها علاقة بالسياسة، وكذلك قضية الإهمال الطبي للحالات المرضية داخل السجون مما يرفع أعداد الأسرى المرضى بشكل مستمر.

 

وطالب، أن يكون هناك دور أكبر لطبيب الصليب الأحمر في تقديم العلاج للمرضى وليس تقديم نصائح لطبيب السجن فقط، وكذلك حرمان الأسرى من أموال الكنتين وخاصة أن إدارة السجون لا تقدم للأسرى ما نسبته 20% من احتياجاتهم لذلك يضطر الأسرى إلى الشراء من الكنتين التي تستغل حاجة الأسرى لرفع الأسعار، ويتعمد الاحتلال حرمان الأسرى من الأموال التي يرسلها لهم الأهل حتى يعانون من الحرمان وقلة الأكل والملابس والأدوات الكهربائية وغيرها من الأغراض.

 

وأكد الغول، على أنه يدرك أن مهمة الصليب هي مهمة إنسانية، ولكن عليه أن ينقل ما يشاهده ويعايشه من معاناة إلى المؤسسات الدولية، فهو يعتبر حارس على تطبيق الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة، وعليه أن يسعى للتخفيف من معاناة الأسرى بكل الوسائل، وخاصة التسهيلات التي كان يقدمها الصليب في السابق وتوقف عن تقديمها كإيصال الرسائل للأسرى، وإيصال أموال الكنتين، والمتابعة الصحية للحالات المرضية، وإعادة برنامج الزيارات لأسرى القطاع.

 

ودعا وزير الأسرى وفد الصليب إلى ضرورة الضغط على الاحتلال للتخفيف من معاناة الأسرى، وإعادة فتح برنامج زيارات الأسرى.

 

من جهته قال جراند:"إن الصليب يتابع منذ 40 عاماً قضية الأسرى في السجون، ومطلع على معاناة الأسرى وما يتعرضون له من انتهاكات على يد السجان، ولكنه لا يملك وسائل ضغط على الاحتلال لإجباره على تطبيق القانون الدولي ووقف اعتداءاته بحق الأسرى، وكل ما يملكه هو الإقناع فقط".

 

وأوضح جراند، أنه ليس من المقبول أن تستمر إسرائيل في إغلاق برنامج الزيارات وحرمان الأهالي من زيارة أبنائهم، وأن الحجج الذي يسوقها الاحتلال لتبرير حرمان الأسرى من الزيارة غير مقبولة، وأن الصليب يحاول إيجاد كل السبل للتخفيف من أثار حرمان الأسرى من الزيارة كتوصيل الرسائل أو المكالمات الهاتفية التي أجراها الأسرى مع ذويهم بعد الحرب للاطمئنان عليهم، وزيارة مندوبين الصليب للأسرى وتطمين ذويهم عليهم.

 

ووعد مدير الصليب باستمرار الجهود و الضغط بالتعاون مع المؤسسات المعنية للتخفيف من معاناة الأسرى.

 

من جهتهم أعرب أهالي الأسرى عن سخطهم واستيائهم الشديد من أداء الصليب الأحمر، وتقصيره تجاه الأسرى، واتهموه بالوقوف بجانب الجلاد ضد الضحية، مشيرين إلى دور الصليب الأحمر المميز في أماكن النزاع في العالم وتقديم الخدمات والانجازات في كل مكان ولكن عندما يتعلق الأمر بالاحتلال والأسرى فإن الصليب الأحمر يعلن عن عجزة، بل ويصل إلى حد التواطؤ مع الاحتلال ضد الأسرى، مستغربين كيف لا يستطيع الصليب إعادة برنامج الزيارات، وإيصال أموال الكنتين إلى السجون، أو حتى الاعتراض على ارتفاع أسعار الكنتين.