خبر حيـرة إسـرائيل واحتمـالات الحـرب مـع إيـران ..حلمي موسى

الساعة 09:45 ص|27 مايو 2009

ـ السفير 27/5/2009

احتارت القيادة الإسرائيلية في ما بينها حول ما إذا كان ينبغي قيام صلة بين موضوعي إيران والمستوطنات عند الحديث مع الإدارة الأميركية. وقد تنامت هذه الحيرة أساساً في الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل استغلال التجارب النووية والصاروخية الكورية الشمالية في الضغط على إيران، وبدا أن القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية تصعد من نبرة التهديدات التي تطلقها باتجاه إيران.

ورأى المعلقون الإسرائيليون أن خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمام كتلة الليكود في الكنيست، التي ألمح فيها إلى رغبته في إزالة بؤر استيطانية لتسهيل العلاقات مع الإدارة الأميركية، يعني قبوله بمعادلة «يتسهار في مقابل نتانز». وأشار شمعون شيفر في «يديعوت أحرنوت» إلى أن نتنياهو استوعب الأمر وقبل بالضغوط الأميركية. كما أن مايا بنغل في «معاريف» أشارت إلى أنه «بعد اسبوع من عودة نتنياهو من واشنطن، بدأت ثمار الضغط الاميركي على اسرائيل في الظهور». ومعروف أن نتنياهو قال لأعضاء حزبه في الكنيست أن «هناك اهمية لعلاقاتنا مع الولايات المتحدة. ينبغي اخضاع سلم الاولويات للاحتياجات الوطنية والوصول الى الوحدة من أجل صد الخطر. الجداول الزمنية اقصر بكثير مما تبدو، والحديث يدور عن اسابيع وليس أشهراً».

ولتبرير قبوله بإزالة البؤر الاستيطانية وفق المطلب الأميركي، أضاف نتنياهو بأن «مهمة القيادة هي ازالة الخطر. من سيزيل الخطر؟ إما نحن أو لا احد. والخطر يندفع مسرعاً نحونا. الأمر الأشد خطورة على الكائن الحي يكون عندما لا يلاحظه. مهمتي هي ان اضمن مستقبل دولة اسرائيل. هذا هو الامر الاول قبل أي شيء آخر».

ولكن وزير الدفاع إيهود باراك، رفض الربط بين إزالة البؤر الاستيطانية والموقف من المشروع النووي الإيراني. وقال إنه «ينبغي العثور على سبيل للتوضيح للأميركيين أن لا صلة بين إزالة البؤر الاستيطانية ووقف المشروع النووي الإيراني. ولن تتخلى إيران عن طموحها النووي في اللحظة التي نزيل فيها آخر البؤر الاستيطانية. لذلك فإن الأمرين لا ينبغي أن يرتبطا ببعضهما بشكل مباشر». وبحسب رأيه، فإن «الأقوال والتصريحات والعقوبات لا توقف الأنظمة العاصية عن تهديد سلامة العالم».

وشدد باراك على أن «إيران لا تشكل خطراً على إسرائيل وحسب. فهي تهدد استقرار المنطقة بأسرها، وكذلك الكثير من الدول الأوروبية والإسلامية. ودول العالم الحر كما الجهات المعتدلة في المنطقة وإسرائيل، متفقة إزاء التهديدات في المنطقة».

واعترف باراك بأن إسرائيل ليست في موضع تملي فيه الشروط على الولايات المتحدة بشأن الحوار مع إيران. «فكل ما بوسعنا هو أن نبدي رأينا، بأن على الحوار أن يكون موقوتاً، وبموازاة ذلك، أن تعد خطة عقوبات شاملة وناجعة». وشدد على أنه «في ما يتعلق بنا، فإن دولة إسرائيل لا تزيح أي خيار عن الطاولة. ونحن نقصد ما نقول، وننصح الآخرين بالتصرف مثلنا. ولا ينبغي قول ما هو أكثر من ذلك».

وترجم رئيس الأركان الجنرال غابي أشكنازي أقوال باراك يوم أمس أمام لجنة الخارجية والأمن بقوله «كرئيس أركان فإن واجبي هو الاستعداد لكل الاحتمالات، وهذا ما نفعله». وأضاف ان «إيران تواصل مشروعها. وامتلاك إيران لسلاح نووي يمكن أن يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط بأسره. هناك حوار بين أميركا وإيران، نشك في أنه سينجح، رغم أنه من ناحيتنا السبيل المفضل لوقف المشروع».

واعتبر أشكنازي إيران «التحدي الأكبر والأهم. ودول المنطقة ترى في إيران مشكلة أكبر من إسرائيل، وهناك تعاون بيننا وبين الدول المعتدلة. وهذه الدول ترى في إسرائيل شريكاً أكثر مما تراها عدواً في المسألة الإيرانية».

وامتدح أشكنازي «تزايد نجاعة» الفعل المصري ضد تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، مستدركاً أنه «لا يزال هناك الكثير الواجب فعله». وبحسب كلامه، فإن النشاط المصري يعرقل التهريب ولكن لا يمنعه تماماً. وشدد على أن «السلام مع مصر ذخر استراتيجي هام» وأن «للجيش الإسرائيلي حواراً مهماً مع مصر».

وكان المراسل السياسي لصحيفة «هآرتس» ألوف بن قد كتب أن نتنياهو خرج عن «عقيدة شارون» التي ترى بأنه محظور على إسرائيل أن تترأس الصراع ضد إيران. وأشار على وجه الخصوص الى تصريح نتنياهو الذي قال فيه «اذا لم نقد نحن الدفاع ضد الخطر («الإيراني»)، ونربط الولايات المتحدة ودول العالم به، فإن احداً لن يفعل ذلك». وبعد أن يشدد على الخلافات بين نتنياهو والرئيس الاميركي باراك أوباما ينقل، بن عن شخصية أميركية رفيعة المستوى تقديرها بأن أوباما «لن يفعل شيئاً ضد الإيرانيين (إلا إذا حصل أمر شاذ وغير متوقع). وهذا يضع حكومة نتنياهو أمام القرار بأن تهاجم أو لا المنشآت النووية الإيرانية».

ويضيف بن ان «ثلاثة مبررات تطرح بشكل عام لرفض الخيار العسكري الإسرائيلي: تعقيد العملية، فيتو اميركي ومعارضة في الحكومة. وبشكل عام يفترض بأن اسرائيل ستحاول تكرار القصف المفاجئ على المفاعل العراقي في 1981 وبأن ايران ابعد من العراق ومنشآتها النووية موزعة ومنوعة. ولهذا فإن العملية غير ممكنة».

ويشير إلى أن «الحجة الثانية، المعارضة الاميركية منوطة بالملابسات. من الصعب التصديق بأن اوباما سيأمر بإسقاط طائرات اسرائيلية في طريقها الى نتانز، اذا ما فشلت كل المساعي الأخرى لوقف اجهزة الطرد المركزي الايرانية.

اوباما قال لمجلة «نيوزويك» إنه لن يقرر للإسرائيليين احتياجاتهم الأمنية. نتنياهو أحب جداً هذا التصريح».

وخلص بن إلى ان «الحجة الثالثة، كبح الجماح السياسي الداخلي، فمرفوضة تماماً: في مداولات الحكومة لشن الحرب، الوزراء والضباط يتنافسون في ما بينهم على الوطنية وليس على الحكمة والتروي. في لحظة الحسم، لم يتجرأ احد على ان يقدم لمحضر الجلسات موقفاً متردداً والمخاطرة بالتسريب الذي يعرضه كجبان بائس ويصفي له حياته السياسية. من لا يصدق، فليقرأ تقرير فينوغراد عن حرب لبنان الثانية. كل «الأبطال» الذين انتقدوا الحرب في نظرة الى الوراء، صوتوا في الزمن الحقيقي مع شنها ومع العملية البرية التي لم يؤمنوا بها. هكذا سيحصل ايضا في حكومة نتنياهو، اذا ما جلب الى الحكومة قراراً للمصادقة على عملية ضد ايران، ويقول الجيش الإسرائيلي إن لديه القدرة التنفيذية عليها. الحرب مع إيران ليست محتمة. ولكن رئيس الوزراء قام امس بخطوة اخرى في إعداد الجمهور لإمكانية أن تنشب».

من جهة اخرى، أشارت وثيقة إسرائيلية رسمية نشرت مقتطفات منها، الى وجود «علاقة» بين فنزويلا وبوليفيا والبرنامج النووي الإيراني. وبحسب وثيقة وزارة الخارجية الإسرائيلية، تساعد فنزويلا طهران في الالتفاف على العقوبات الاقتصادية التي يفرضها مجلس الأمن الدولي على إيران كما يشتبه في انها زودت الإيرانيين باليــورانيوم. كما ادعت الوثيقة ان طهران «تقيم خلايا لحزب الله في شـمال فنــزويلا وجــزيرة مارغريتا الفنزويلية»، وقد نفت فنزويلا وبوليفيا ما جاء في الوثيقة.