خبر بعد تكرار مسلسل الإبعاد..هل سيصبح قطاع غزة منفىً للفلسطينيين؟

الساعة 09:19 ص|27 مايو 2009

 

القيادي عزام: "على السلطة الوطنية أن تتخذ موقفاً أكثر حزماً لمواجهة هذا الإجراء"

المبعد دعنا:"لا نعرف إلى متى هذا الإبعاد؟"

حمدونة:" الإبعاد دليل أن قطاع غزة سجن كبير يسهل لإسرائيل استهداف من تريد"

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

عكفت إسرائيل في الآونة الأخيرة على إبعاد المواطنين الفلسطينيين إلى قطاع غزة خاصةً بعد الإفراج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وعلى الرغم من شعور جميع المبعدين بعدم الاختلاف بين غزة والضفة الغربية إلا أن هذا الإجراء يبقى تعسفياً وانتهاكاً لحقوق الإنسان خاصةً في إبعادهم عن ذويهم وديارهم.. فهل سيصبح القطاع منفىً للفلسطينيين وتستمر إسرائيل في هذا المنهج في ظل عدم وجود رادع لها؟

 

الشيخ نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اعتبر في حديث لـ"فلسطين اليوم"، ماتقوم به إسرائيل من إبعاد الأسرى إلى غزة سياسة عدوانية ضد الشعب الفلسطيني آثارها يمكن أن تنعكس على نواحي عديدة، وهو نوع من الاستهتار من المواثيق والقيم الإنسانية ومواثيق حقوق الإنسان واستمرار الاستهتار بكرامة أبناء شعبنا.

 

وأكد القيادي عزام، على ضرورة تعرية السياسة الإسرائيلية وفضحها أمام العالم أجمع، وأن تتخذ السلطة الوطنية موقفاً أكثر حزماً لمواجهة مثل هذا الإجراء التي ينتهك حقوق شعبنا، ويعزز التميز العنصري والتأكيد على استمرار نهج سلكته إسرائيل.

 

واعتبر القيادي عزام، أن هذا الإبعاد جزء من تكلفة الصراع الحالي، فالفلسطينيون يدفعون تكلفة الصراع، فبدلاً من أن يعود الإنسان إلى وطنه ودياره ينتزع من أهله ظلماً وينفى داخل وطنه وهو ظلم مستمر.

 

من ناحيته، رأى المبعد مجدي دعنا أحد مبعدي كنيسة المهد في حديث لـ"فلسطين اليوم"، أن الخطورة في مسألة الإبعاد هو أن إسرائيل باتت تعتبره منهج تستخدمه للتفريق بين أجزاء الوطن الواحد، وبين أبناء الشعب الواحد، وتواصل استخدامه مع الكثير من المعتقلين المفرج عنهم.

 

وأضاف دعنا، أن هذا الإبعاء إجراء تعسفي وإجرامي تقوم به إسرائيل ضد كل مواطن فلسطيني مناضل يدافع عن دينه وأرضه وشعبه من أجل الحد من نشاطه وقطع اتصالاته بإخوانه المجاهدين، على اعتبار أن قطاع غزة مختلف عن الضفة الغربية من النواحي الجغرافية والأمنية.

 

وكانت إسرائيل بموجب صفقة مع السلطة الفلسطينية أبعدت 26 فلسطينياً إلى قطاع غزة و13 آخرين إلى دول أوروبية لإنهاء أزمة حصار قوات الاحتلال لكنيسة المهد في بيت لحم الذي دام 40 يوماً قبل سبع سنوات.

 

وأشار دعنا، إلى أن إسرائيل قامت بإبعاد 26 فلسطينياً إلى غزة من كنيسة المهد، كما قامت بعدها بسنة تقريباً بإبعاد من 25- 30 مواطناً أخرين، تم إعادة جزء منهم ضمن اتفاق مع إسرائيل، فضلاً عن إبعادها لعدد من المواطنين المفرج عنهم من سجونها كالأسيرة المحررة شيرين الشيخ خليل ومؤخراً الأسير المحرر عبد الله عزام.

 

وقال دعنا:" نحن لا نعرف إلى متى سيتم إبعادنا إلى غزة، حيث تم إبعادنا إلى قطاع غزة ضمن صفقة مع السلطة ولا نعرف ماهيتها أو آليتها، حيث تقوم إسرائيل بالتعامل مع كل مبعد حسب ملفه الشخصي بعيداً عن صفقة الكنيسة بشكل إجمالي".

 

ولم يخف دعنا تخوفه من قيام إسرائيل بإعادة اعتقالهم بعد عودتهم إلى ديارهم في الضفة الغربية ومطاردتهم، ولكنه أكد أنهم فقدوا الأمل في العودة إلى بيوتهم وأصدقائهم.

 

من ناحيته، اعتبر رأفت حمدونة المختص بشؤون الأسرى، مدير مركز الأسرى للدراسات والأبحاث في حديث لـ"فلسطين اليوم"، أن إبعاد الأسرى المفرج عنهم إلى قطاع غزة دليل واضح على أن غزة تحولت إلى سجن كبير تستطيع من خلاله إسرائيل استهداف من تريد من ضمنهم الأسرى المفرج عنهم.

 

وأكد حمدونة، أن سياسة الإبعاد مخالفة للديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث أن اتفاقية جنيف الرابعة تنص على الإفراج عن الأسير في مكان سكناه، ولكن إسرائيل تواصل انتهاك حريته حتى أثناء اعتقاله، حيث أن القانون ينص على اعتقال الأسير في مكان سكناه أو مكان قريب منه، ولكن ما تقوم به إسرائيل مخالف للقانون.

 

وقد ضرب حمدونة في هذا الخصوص مثالاً على ذلك معاناة  أهالي جنين عندما يقومون بزيارة أبنائهم، حيث يقضون أكثر من 6 ساعات في الطريق للوصول إلى سجن النقب، فضلاً عن سياسة منع أهالي الأسرى من زيارة أبنائهم في سجون الاحتلال.

 

وبين حمدونة، أن إسرائيل قامت في الآونة الأخيرة بإبعاد العديد من الأسرى المفرج عنهم، فضلاً عن إبعاد أسرى كنيسة المهد، وهو دليل على أن قطاع غزة تحول إلى سجن كبير حيث أنه محاصر ويمكن في المستقبل استهداف الأسير نظراً لوجوده في مكان صغير ومحاصر قياساً بالمدن المفتوحة في الضفة الغربية، التي تعتبر من الناحية الأمنية مختلفة عن غزة.

 

وأضاف حمدونة، أنه في ظل صراع حكومات تبحث عن التهدئة مع إسرائيل، فقطاع غزة بالنسبة لإسرائيل منطقة آمنة، ولا يوجد تخوف أمني إطلاقاً أو شئ يهدد إسرائيل، أما في الضفة الغربية فالناحية الأمنية مختلفة من حيث تواجد المستوطنات والمناطق الجبلية التي تسمح بوجود المطلوبين لإسرائيل لسنوات طوال وأن يظلوا على هذا الحال، مما يجعل إسرائيل تقوم بإبعاد الأسرى التي ترى أنهم خطيرين إلى غزة.

 

وللتصدي لهذا الانتهاك، قال حمدونة:"يجب علينا محاكاة العالم أجمع، بدلاً من محاكاة أنفسنا بشكل تقليدي، فالتحرك الإعلامي والشعبي المحلي لم يعد له تأثير على قضية الإبعاد، نحن بحاجة إلى تدويل وتسويق قضية الأسرى والإبعاد إلى غزة على أكثر من مستوى خاصةً في المجتمع الدولي، للتأكيد على أن إسرائيل مازالت تنتهك القوانين الدولية ليس فقط حقوق الإنسان.

 

ورأى حمدونة، في هذا الخصوص، أن إسرائيل قامت في قضية الجندي جلعاد شاليط بتسويق قضيته عالمياً لتثبت للعالم أجمع أن فلسطين دولة إرهابية، وبالتالي تحظى على دعم عالمي قوي.

 

ونوه إلى أنه إذا لم يكن هناك ضغوطات على إسرائيل من قبل كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية، والتحرك الشعبي على صعيد المؤتمرات والمسيرات والاعتصامات، فسيتم زيادة نسبة الإبعاد، والذي يعتبر تحرير منقوص الحرية بسبب إبعاده عن عائلته.