خبر إلام يرمي ليبرمان من وراء طرحه النموذج القبرصي لحل النزاع مع الفلسطينيين ؟

الساعة 05:42 ص|27 مايو 2009

فلسطين اليوم : (غزة) قسم المتابعة الإخبارية

أثارت تصريحات وزير الخارجية ليبرمان والتي تحدث فيها عن تصوره لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق النمط القبرصي العديد من الاستفسارات والتساؤلات حول الموقف الإسرائيلي من خيار المفاوضات التي تثبت عدم جدواها في ظل استمرار عجلة الاستيطان والتهويد بشكل غير مسبوق .

وفيما يرى الكثير من المراقبين أن تصريحات ليبرمان تأتي في إطار التهرب الإسرائيلي من الضغط الدولي ، تقدم بعض الأطراف العربية الرسمية عروضا سخيةً لهذه الحكومة العبرية على أمل التوصل إلى اتفاق يلائم المواقف الإسرائيلية ولا يلبي الحد الأدنى من المطلوب فلسطينياً .

ماهية النموذج

الدكتور رائد نعيرات أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح أكد أن النموذج القبرصي الذي طرحه ليبرمان من لندن يتهرب من الاستحقاقات والمطلوب دوليا.

وأضاف:" النموذج القبرصي نشأ نتيجة لعملية تبادل سكاني بين شطري الجزيرة ، على اثر ذلك أصبح القبارصة اليونانيون يعيشون في شطر من الجزيرة والقبارصة الأتراك في الشطر الآخر. وبات الطرفان قادرين على التعايش بعد اتفاق سلام أمر واقع. فالشطر اليوناني من الجزيرة هو المعترف به دوليا كدولة قبرص (إسرائيل بالطبع ستكون هي الشطر القبرصي اليوناني) بينما الجزء التركي يتمتع بالحكم الذاتي ولا يعترف به سوى تركيا ويعتمد اعتمادا كليا عليها.

ورأى نعيرات أن ليبرمان يسعى من وراء هذا الاقتراح إلى تحقيق هدفين رئيسيين يتمثل الأول في عدم حصول الفلسطينيين على دولة مستقلة معترف بها دوليا كما يطالبون هم وأغلبية دول العالم وعدم حصولهم على اعتراف سوى من الدول العربية ، بالإضافة إلى التخلص من المواطنين العرب داخل الدولة العبرية وترحيلهم إلى الأراضي الفلسطينية مما يتيح تكوين دولة يهودية نقية خالصة وهو ما أعلن عنه ليبرمان خلال حملته الانتخابية حول يهودية الدولة تحت شعار " لا مواطنة بلا ولاء لإسرائيل ".

هاجس الديموغرافيا

من جانبه أكد العضو العربي في الكنيست أحمد الطيبي أن الاقتراح الإسرائيلي يأتي في إطار استهداف القضية الفلسطينية وفي احد جوانبه يستهدف التواجد الفلسطيني في أراضي 48 ، بعد أن أصبحت لعبة الأرقام لا تسير وفق المأمول إسرائيليا وأصبح سلاح الديموغرافيا حاضرا وهاجسا يقلق قادة الاحتلال ويستدعي تخوفهم من الصمود والتشبث الفلسطيني بالأرض رغم كل عمليات الإغراء المادي والابتزاز اللاأخلاقي .

وذكر الطيبي أن ترحيل مئات الآلاف من الفلسطينيين من مناطق عام 1948 إلى مناطق عام 1967 في مقابل ضم نحو نصف مليون مستوطن يهودي في المناطق المحتلة عام 1967 بمستوطناتهم إلى تخوم دولة الاحتلال سيعمل على تكوين كيانين منفصلين (واحد لليهود وآخر للفلسطينيين) بحيث يكون خيار "حل الدولتين" قد تحقق، ولكن مع شرط الأخذ في الاعتبار الأدوار التي يجب أن تقوم بها الدول العربية، كما تريد حكومة الاحتلال لتشجيع "الإسرائيليين" على الانخراط في مثل هذا الحل.

وأضاف الطيبي :" ضمن الأفكار التي ذكر أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حملها معه عند عودته من واشنطن عقب لقائه الرئيس أوباما ، تشمل تعديل مبادرة السلام العربية لاحتواء "حق العودة" ووضع جدول زمني لتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، وأن يدخل العرب "كشريك" في مجمل العملية كلها وليس فقط السلطة الفلسطينية.

تهرب وتواطؤ

بدوره أكد المحلل السياسي عصام براهمة أن ليبرمان سعي من خلال طرحه للنموذج القبرصي لتعقيد حل الدولتين ومطالبة الفلسطينيين برفض هذا الخيار بعد الترحيب الذي قدمته منظمة التحرير بهذا الخيار.

وأشار براهمة إلى جملة من التصورات الإسرائيلية التي أعلنت قبل اقتراح ليبرمان الفاشي للتهرب من استحقاقات عملية السلام ، وأضاف : " الحكومة اليمنية الاحتلالية لن تقدم أي جديد على صعيد المفاوضات بل تكرس جل وقتها واهتماماتها من أجل تعزيز الاستيطان في الضفة ومواصلة سياسة التهويد في القدس المحتلة ". وعلق براهمة على الدور العربي غير المبرر والذي بدأ يتسرب حول تعديل المبادرة العربية غير المقبولة وطنيا بشكلها الحالي ودون تعديلات قد تطيح بحق العودة للفلسطينيين مقابل كيان فلسطيني يمتلك حكما ذاتيا منقوص السيادة ويفتقد لكل أسس الدولة المستقلة ".

وبين براهمة أن الخيار القبرصي يتيح لإسرائيل عدم التصادم مع الإدارة الأمريكية المنادية بخيار الدولتين عبر موافقة إسرائيل على الخيار من حيث المبدأ ولكن وفق النموذج القبرصي ، وأضاف :" الإدارة الأمريكية لن تمارس ضغوطاً حقيقية على دولة الاحتلال بل ستسعى إلى موائمة نفسها مع مثل هكذا تصورات ونماذج غير مقبولة فلسطينياً وتحمل في مضمونها حل الدولتين العام .