خبر مصير مجهول يتهدد 600 فلسطيني في تجمع شرقي القدس المحتلة

الساعة 07:59 م|26 مايو 2009

فلسطين اليوم: وكالات

يتهدد التهجير تجمع وادي أبو هندي إلى الشرق من قرية أبو ديس، بين مستوطنتي "معاليه ادوميم" و"كيدار"، حيث يعيش في المنطقة حوالى 60 عائلة فلسطينية، يقدر عدد أفرادها بنحو 600 نسمة، يعيشون في بيوت من الصفيح ويقاسون ظروفاً حياتية صعبة ومحبطة للغاية.

وكان ما يسمى بـ "ضابط الإدارة المدنية" الإسرائيلي، في نيسان (إبريل) الماضي، أجرى جولة ميدانية برفقة (مختار التجمع) أبو يوسف، لاطلاعه على مسار الجدار الذي سيقام في محيط التجمع، حيث تبين أن المخطط المعد، سيعزل التجمع كلياً من جهة الغرب، أي جهة التواصل الوحيدة مع القرى المحيطة، وهي: (أبو ديس والسواحرة والعيزرية)، في حين ستبقى منطقة الشرق وهي منطقة تدريبات عسكرية، مفتوحة حسب زعم الاحتلال، وهذه المنطقة عدا عن كونها مغلقة عسكرياً، فهي لا تفضي إلا إلى البحر الميت، عبر طريق طويلة و شديدة الوعورة لا يمكن اجتيازها إلا باستخدام الحيوانات، بمعنى آخر، تتجه نية الاحتلال لدفع سكان التجمع إلى الرحيل بصمت من تلقاء أنفسهم، بعد عزلهم عن محيطهم بالكامل، دون أن يثير ترحيلهم ضجة إعلامية.

وأكد المختار أبو يوسف، أن آليات عسكرية باشرت العمل في محيط مستوطنة "كيدار"، التي سيتم إلحاقها بمعاليه ادوميم، حسب المخطط الذي أعلن عنه بداية الشهر الحالي، بضم 12.000 في تلك المنطقة لصالح ربط مستوطنة "كيدار" بمستوطنة "معاليه ادوميم" عبر إضافة نحو 3000 وحدة سكنية استيطانية في تلك المنطقة.

وأضاف أبو يوسف لـ "قدس برس" أن هذه الوحدات التي يجري العمل لإنشائها، ستقوم على أنقاض تجمع وادي أبو هندي الواقع بين المستوطنتين، ما يثير فزع الأهالي من مصير مجهول، ومرعب بات على الأبواب، حسب تحذيره.

وناشد المختار أبو يوسف كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية، والإعلامية إبداء مزيد من الاهتمام بقضيتهم، عبر كافة السبل المتاحة، لان استمرار تهميشهم و الصمت على ما يلحق بهم، سيدعم الاحتلال في تنفيذ مخططاته.

معاناة بدأت منذ 12 سنة

في تشرين الأول من العام 1997، قامت قوة كبيرة من جنود الاحتلال يرافقها الدوريات والآليات العسكرية بمداهمة وادي أبو هندي، شرق أبو ديس، وهدموا مضاربهم التي تؤويهم وحظائر الأغنام والبركسات الزراعية التي يمتلكونها، على محتوياتها، بالإضافة إلى مدرسة ابتدائية مكونة من الصفيح، وأحدثوا دمارا شاملا بممتلكاتهم من الأعلاف والذخائر وصادروا الخيش وألواح الصفيح وصهاريج المياه وتركوهم في العراء.

بالرغم من ذلك، قرر أهالي التجمع، البقاء في مواقعهم وعدم الرحيل عنها، خاصة بعد اطلاعهم على معاناة أبناء عمومتهم من السلامات الذين تهجروا قبلهم وذاقوا المرارة من تجربة التوطين وخطر مكب النفايات، على صحة أبنائهم وسلامة مواشيهم.

وبقي أبناء العشيرة صامدين في الأرض لمدة 14 يوما في العراء، بعد ذلك توجهوا إلى محكمة الاحتلال مطالبين بإيجاد حل لمشكلتهم، وبعد شهر تقريبا نجحوا بانتزاع أمر احترازي يقتضي السماح لهم بإعادة مساكنهم إلى وضعها وإعادة ممتلكاتهم المصادرة لحين دراسة وضعهم والبت بقضيتهم ومصيرهم، وبعد شهرين حصلوا على قرار مشابه بإعادة بناء المدرسة.

أوضاع صعبة

وللضغط عليهم، لإجبارهم على ترك أراضيهم، تحرم سلطات الاحتلال سكان التجمع، من أدنى الخدمات التي يحتاجها الإنسان، حيث يضطر سكان وادي أبو هندي، إلى السير مسافة أربعة كيلو مترات ونصف عبر طريق غير معبدة وغير مؤهلة، للوصول من والى التجمع، حيث يواجههم في منتصف الطريق عبّارة للمياه أقيمت تحت جسر، يعلوه طريق استيطاني يربط بين مستوطنتي معاليه ادوميم وكيدار.

وهذه العبارة، هي المدخل الرئيسي والوحيد لسكان التجمع، وفي فصل الشتاء تمتلئ هذه العبارة  بالطين والوحل  ما يؤدي إلى انسدادها بالكامل ويصبح التنقل من خلالها خطيراً وصعباً للغاية.

ويوجد في التجمع مدرسة مكونة من الصفيح، يدرس فيها 130 طالباً من التجمع والتجمعات المجاورة، وذلك من الأول الابتدائي وحتى الصف التاسع، ووضعها بائس جدا، كونها من الصفيح، فهي حارة جدا في الصيف وباردة جدا في الشتاء.

بعد الصف التاسع ينتقل الطلاب للدراسة في القرى المجاورة مما يضطرهم إلى السير مسافات طويلة على الأقدام للوصول إلى العيزرية وأبو ديس والسواحرة، كما ويضطر الطلاب الذين يدرسون في قرية السواحرة إلى السير عبر تلة  تقع عليها مستوطنة كيدار ويتعرضون بذلك إلى مضايقات شديدة من قبل المستوطنين، هذا بالإضافة إلى وجود حاجز الكونتينر، وبالتالي يزداد معدل التسرب من المدارس وخاصة في صفوف الإناث.

ولا يوجد في التجمع عيادات صحية ولا إسعاف يصلها، مما يشكل خطرا على حياة الأهالي، خاصة في ظل انتشار الأفاعي والزواحف، أو في حالة وجود أي طارئ أو عارض صحي، كما لا يوجد في المنطقة خطوط كهرباء.

ويتم تزويد التجمع بالمياه، من قرية السواحرة، بواسطة أنبوب يصل طوله 700 كم، وقطرها نصف أنش، تستخدم للاستعمال المنزلي والثروة الحيوانية، وهذا الأنبوب تالف، والكمية التي يحصلون عليها، لا تسد حاجة سكان التجمع من المياه، ما يضطرهم إلى شراء صهاريج مياه خاصة بتكلفة 150 شيكلاً بالحد الأدنى للصهريج الواحد.

ويعتمد السكان في معيشتهم على الثروة الحيوانية، إلا أن هذا القطاع، في تدهور مستمر نظراً لإغلاق المراعي وارتفاع أسعار الأعلاف، إذ يوجد في التجمع ما يقارب 4000 رأس ماشية حالياً، من أصل 12000-15000 في السابق.

الجدار

ويؤكد أبو يوسف أن  قرار قوات الاحتلال الأخير بتعديل مسار الجدار في المنطقة "سيؤدي إلى عزل سكان واد أبو هندي بين جداري معالي ادوميم وكيدار، ويمنع تواصلهم بالقرى المجاورة لهم من جهة الجنوب والشمال، ومنطقة شرق هي منطقة تدريبات عسكرية ومحميات طبيعة  وبالتالي لن يكون لديهم أي منفذ للعالم الخارجي.