خبر العالم يترقب قمة مانشستر يونايتد وبرشلونة

الساعة 01:58 م|26 مايو 2009

 

فلسطين اليوم/ وكالات

يدخل كل من مانشستر يونايتد الانكليزي وبرشلونة الاسباني المباراة النهائية من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم غداً الأربعاء على إستاد اولمبيكو في العاصمة الايطالية روما وهما يضعان أمامهما هدف إنهاء موسمهما الاستثنائي بطريقة مثالية لأن مانشستر توج بثلاثة ألقاب حتى الآن وجاءت في كأس العالم للأندية ثم كأس رابطة الأندية المحلية المحترفة وأخيراً الدوري المحلي، فيما يسعى برشلونة ليصبح أول فريق إسباني يتوج بثلاثية الدوري والكأس المحليين ومسابقة دوري أبطال أوروبا.

 

ومن المؤكد أن الانكليز فرضوا أنفسهم المعادلة الأقوى على الإطلاق في هذه المسابقة في الأعوام الأخيرة إذ سيتواجدون في المباراة النهائية للعام الخامس على التوالي (ليفربول 2005 و2007 وارسنال 2006 ومانشستر-تشلسي 2008) والسادسة عشرة في هذه المسابقة بصيغتيها القديمة (كأس الأندية الأوروبية البطلة) والحديثة.

 

ويخوض فريق "الشياطين الحمر" النهائي للمرة الرابعة في تاريخه بعد 1968 عندما فاز باللقب على حساب بنفيكا البرتغالي 4-1 بعد التمديد في ملعب ويمبلي، و1999 عندما تغلب على بايرن ميونيخ الألماني 2-1 في مباراة شهيرة أقيمت على ملعب "نوكامب" تخلف فيها صفر-1 حتى الدقيقة الأخيرة، و2008 بتغلبه على مواطنه تشلسي بركلات الترجيح 6-5 بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي على ملعب  "لوجنيكي" في موسكو.

 

ويخوض برشلونة بدوره النهائي للمرة السادسة في تاريخه بعد 1961 عندما خسر أمام بنفيكا 2-3، و1986 حين خسر أمام ستيوا بوخارست الروماني بركلات الترجيح صفر-2 بعد  تعادلهما صفر-صفر في الوقتين الأصلي والإضافي، و1992 عندما فاز على سمبدوريا الايطالي 1-صفر بعد التمديد، و1994 عندما خسر أمام ميلان الايطالي صفر-4، و2006  عندما توج باللقب على حساب ارسنال 2-1.

 

مواجهة بين الخبرة والشباب

 

ستكون موقعة "اولمبيكو" مواجهة بين الخبرة والشباب، العنصر الأول متمثل بمدرب مانشستر الاسكتلندي اليكس فيرغوسون، والثاني بمدرب الفريق الكاتالوني جوسيب غوارديولا الذي يسعى إلى أن يسدل الستار على موسم أول رائع له على مقاعد التدريب،  ليظفر باللقب للمرة الثانية بعد أن تذوق طعم التتويج بلقب المسابقة الأوروبية الأم عام 1992 عندما كان لاعبا في صفوف الفريق.

 

المفارقة، أن فيرغوسون (67 عاماً) خاض موسمه الأوروبي الأول كمدرب موسم  1978-1979 مع مواطنه ابردين، أي عندما كان غوارديولا (38 عاماً حالياً) في السابعة من عمره فقط.

 

ويقف الرجلان في روما أمام تسجيل انجاز تاريخي، ففيرغوسون سيصبح ثاني مدرب يتوج باللقب في ثلاث مناسبات بعد الراحل بوب بايسلي الذي قاد ليفربول إلى هذا الانجاز سابقاً، علماً بأن السير الاسكتلندي هو ثاني أكبر مدرب يتوج بلقب هذه المسابقة بعد البلجيكي رايموند غوثالز الذي قاد مرسيليا الفرنسي للقب على حساب ميلان عام 1993 وهو يبلغ 71 عاماً و232 يوماً.

 

فيرغسون: لا يمكننا التراخي

 

"من الصعب جدا تحديد السبب. هناك بعض الأمور التي تولد معك"، بهذه الكلمات لخص فيرغوسون مشواره الأسطوري مع مانشستر، معتبراً أن هذا الاندفاع لم يرثه مؤكداً من والده الكسندر.

 

وتابع "والدي كان رجلاً هادئا جداً ووالدتي كانت صاحبة العزم الحقيقي. أنا محظوظ لوجودي في النادي المناسب. هناك التوقعات التي تشكل على الأرجح السبب خلف اندفاعي- التوقعات بان يفوز مانشستر في كل مباراة- وبالتالي من الصعب جداً التراخي. لطالما حظيت بلاعبين جيدين وهو أمر هام جداً أيضاً لان الفوز هم اسم  اللعبة وإذا لم تفز فستصبح دون عمل".

 

غوادريولا: نواجه الفريق الأفضل

 

أما من الجهة الكاتالونية، فاعتبر غوادريولا بأنه "شرف كبير بالنسبة إلي أن أواجه مؤسسة هي مانشستر يونايتد بقيادة اليكس فيرغوسون"، معتبراً بأنه يواجه "أفضل فريق في العالم".

 

وتابع "مانشستر فاز بالعديد من المباريات النهائية وفرض هيمنته على كل أوجه اللعبة. عندما يهاجمون يقومون بذلك بكل ما لديهم من قوة، وعندما يحين وقت الدفاع  يقومون بذلك دون أن يتلقوا العديد من الأهداف. يملكون لاعبين رائعين في الصراعات الهوائية مثل (الصربي نيمانيا) فيديتش و(ريو) فرديناند والبرتغالي كريستيانو رونالدو، ولاعبين أقوياء في جميع المراكز، خمسة منهم يتمتعون بحس هجومي".

 

وواصل "نريد الفوز بالكأس وسندخل إلى المباراة كما الحال دائما: شجعان ومهاجمين، وهم (مانشستر) يعون ذلك. إذا لم نذهب إلى هناك (روما) للفوز فلا يجب أن نكون هناك. سنسعى للسيطرة على الكرة قبل الانطلاق نحو الهجوم، وبعدها سنرى ماذا  سيحصل".

 

وأشاد نجم الفريق الكاتالوني الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سيكون في مواجهة مميزة مع البرتغالي كريستيانو رونالدو، بمدربه غوارديولا وانتقد الأشخاص الذين اعتبروا أن برشلونة كان سيفوز بلقبي الدوري والكأس المحليين بوجود المدرب الحالي أو عدمه.

 

ميسي: أهم بطولة في حياتي

 

بدوره، قال ميسي "يعود الفضل بالمسار الذي سلكه الفريق بشكل كبير إلى غوارديولا: العمل الذي قام به، ومعرفته بشجون اللعبة، والطريقة التي حفز بها اللاعبين، لعبت دوراً أساسياً في النجاح الذي حصدناه هذا الموسم".

 

وعلى الصعيد الشخصي وصف ميسي موقعة النهائي بأنها "أهم مباراة في حياتي"، آملاً أن تكون المباراة مفتوحة من أجل إرضاء الجماهير.

 

وفي حال خرج برشلونة فائزاً باللقب، سيصبح غوارديولا (38 عاماً و129 يوماً) أصغر مدرب يحرز لقب المسابقة منذ 49 عاماً، وثالث أصغر مدرب في تاريخها، إذ يسبقه ميغيل مونوز الذي كان عمره 38 عاماً و121 يوماً عندما قاد ريال مدريد للفوز بنسخة عام  1960، في حين أن أصغر مدرب فاز باللقب على الإطلاق كان خوسيه فيالونغا بعمر 36  عاماً و185 يوماً عندما فاز ريال مدريد بنسخة 1956.

 

وسيصبح غوارديولا سادس لاعب يفوز باللقب كلاعب وكمدرب، كما سيصبح ثالث لاعب يصل إلى هذا الانجاز مع نفس الفريق بعد الاسباني ميغيل مونوز (فاز كلاعب مع ريال  مدريد عامي 1956 و1957 وكمدرب 1960 و1966)، والايطالي كارلو انشيلوتي (فاز مع ميلان كلاعب عامي 1989 و1990 وكمدرب عامي 2003 و2007).

 

مانشستر والمحافظة على لقبه

 

وسيحاول مانشستر أن يكون أول ناد يتمكن من المحافظة على لقبه منذ انطلاق المسابقة تحت مسمى "دوري أبطال أوروبا" موسم 1992-1993، والأول منذ أن حقق ميلان هذا الانجاز عامي 1989 و1990، علما بأن يوفنتوس هو آخر فريق أحرز اللقب وحل وصيفاً في الموسم الذي تلاه عامي 1996 و1997.

 

ولم يخسر مانشستر يونايتد في مبارياته الخمس والعشرين الأخيرة في المسابقة  (رقم قياسي) وتحديداً منذ أن خسر في نصف النهائي عام 2007 أمام ميلان.

 

وسيكون نهائي روما الثاني بين مانشستر يونايتد وبرشلونة على الصعيد القاري بعد أن تواجها في نهائي كأس الكؤوس عام 1991 في روتردام عندما خرج فريق "الشياطين  الحمر" فائزا 2-1 ليحصل فيرغوسون حينها على لقبه الأوروبي الأول مع الفريق بفضل  لاعب برشلونة السابق الويلزي مارك هيوز الذي سجل هدفي الفريق الانكليزي في الشوط  الثاني.

 

وكانت تلك المرة الثانية التي يرفع فيرغوسون كأساً أوروبية على حساب الفرق  الاسبانية بعد أن كان توج بطلا لكأس الكؤوس مع ابردين عام 1983 على حساب ريال  مدريد (2-1).

 

المواجهة السادسة بين الفريقين

 

ستكون مباراة غد المواجهة السادسة بين الفريقين على الصعيد القاري، والثلاث الأخيرة كانت في مسابقة دوري الأبطال موسم 1994-1995 عندما التقيا في دور  المجموعات فتعادلا ذهاباً (2-2) في مانشستر وفاز برشلونة إياباً 4-صفر في مباراة شارك فيها غوارديولا كلاعب، ليودع بعدها الفريق الانكليزي الدور الأول، قبل أن يلقى الفريق الكاتالوني المصير ذاته موسم 1998-1999 عندما تعادلا في دور المجموعات ذهاباً وإياباً بالنتيجة ذاتها 3-3، فيما واصل فريق "الشياطين الحمر" مشواره نحو الفوز باللقب ليظفر بالثلاثية بعد أن كان توج بلقبي الدوري والكأس  المحلية، ليصبح أول فريق من البطولات الأوروبية الخمس الكبرى يحقق هذا الانجاز.

 

أما المواجهة الأخيرة فهي ستكون خلف الدافع الثأري لبرشلونة، لان الفريق الكاتالوني خرج على يد "الشياطين الحمر" الموسم الماضي من الدور نصف النهائي بعد اكتفائه بالتعادل ذهاباً على أرضه صفر-صفر ثم خسر إياباً في "اولدترافورد" صفر-1  بهدف سجله بول سكولز.

 

وفي مجمل المباريات التي جمعت الطرفين، فاز برشلونة في مناسبتين ومانشستر في  ثلاث وتعادلا أربع مرات.

 

وستنفرد انكلترا أو اسبانيا بالرقم القياسي من حيث عدد الألقاب في هذه  المسابقة بعد أن رفع مانشستر الموسم الماضي رصيد بلاده إلى 11 لتتعادل في المركز الأول مع ايطاليا واسبانيا، علما بأن الفرق الايطالية خسرت في النهائي في 14  مناسبة، مقابل 9 للأسبان و5 للانكليز بعد إضافة تشلسي إلى لائحة الفرق الوصيفة في 2008.

 

ملك إسبانيا يحضر المباراة

 

في سياق متصل، سيحضر العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس ورئيس وزراء إسبانيا خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الذي يجمع غداً الأربعاء في روما بين برشلونة الاسباني ومانشستر يونايتد الانكليزي.

 

وسيجتمع الملك خوان كارلوس بالرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو قبل المباراة كما أعلن الديوان الملكي الاسباني.

 

يذكر أن وجود الملك وثاباتيرو يعتبر فأل خير لبرشلونة الذي توج بطلاً لدوري أبطال أوروبا عام 2006 في باريس أمام ناظري هذين الاثنين.