خبر كاتب واعلامي: اتهامات « دير شبيغل » لحزب الله جزء من سيناريو دولي لإشعال فتنة طائفية

الساعة 01:30 م|26 مايو 2009

فلسطين اليوم: وكالات

أكد إعلامي وناشط سياسي سوري معارض أن الاتهامات التي كالتها صحيفة "دير شبيغل" الألمانية لحزب الله على خلفية علاقته باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، هي تكرار لمعلومات كان قد سمعها من مصدر قضائي من المحكمة الدولية ونقلها لديبلوماسي فرنسي رفيع المستوى للتعليق عليها، ونشرها في موقع "الحقيقة" الالكتروني في 24 كانون أول (ديسمبر) من العام الماضي، وأشار إلى أنها جزء من سيناريو لإشعال الفتنة الطائفية في المنطقة.

وأوضح الناشط السياسي السوري المعارض الكاتب والإعلامي نزار نيوف في تصريحات خاصة لوكالة "قدس برس" أن تقرير "دير شبيغل" الذي اتهم حزب الله بالتورط في اغتيال الحريري لم يحمل أي جديد فيما يتصل بالسيناريو الذي كان قد نشره هو في صحيفة "الحقيقة" نهاية العام الماضي نقلا عن المصدر القضائي الدولي، وقال: "لقد حدثني مصدر قضائي من المحكمة الدولية يجيد العربية بطلاقة عن أن لديه معلومات وصفها بـ "المؤكدة" عن أن شعبة المعلومات في وزارة الداخلية اللبنانية زودت لجنة التحقيق الدولية بأدلة تتهم حزب الله باغتيال الحريري، وذكر أن الخطوة المقبلة هي إطلاق سراح الضباط الأربعة المعتقلين في لبنان على هذه الخلفية فور تسلمها الصلاحيات من القضاء اللبناني، وأن قرار الاتهام سيشير بإصبعه إلى كوادر من حزب الله على رأسهم عماد مغنية وعبد المجيد غملوش والحاج سليم".

ونوه إلى أن المصدر الديبلوماسي الفرنسي قد ذكر له أن الملك السعودي أخبر وليد جنبلاط بالتفاصيل في 4 شباط (فبراير) من العام الماضي قبل اغتيال عماد مغنية بأسبوع واحد، خلال زيارته الطارئة إلى الرياض وتعهد بجلب نصر إلى المحكمة الدولية من رقبته! كما أخبر بأن هذه الرواية نسجت في الرياض وواشنطن، و"شعبة المعلومات" وستطلق حملة اعتقالات واسعة ضد عملاء الموساد في لبنان قريبا بهدف تبييض سمعتها الوطنية قبل إقدامها على اتهام حزب الله باغتيال الحريري، كما قال.

وأكد نيوف أنه وإن كان يعتبر من الناحتين السياسية والفكرية خصما أيديولوجيا لحزب الله، فإنه بالنسبة لاتهام من هذا النوع لا بد أن يكون حذرا، وقال: "أنا خصم أيديولوجي لحزب الله ولكل حركة أصولية فأنا شيوعي، ولكن عندما يتعلق الأمر بجهة تقاتل إسرائيل أنا لا يمكن أن أقف على الحياد، وعندما يتعلق الأمر بحركات فتنوية تأتي من "دير شبيغل" أو من غيرها فأنا لا يمكن أن أقف على الحياد، وأنا أرى أن هذا الحديث الذي نشرته "دير شبيغل" هو سيناريو لإشعال الفتنة بين السنة والشيعة يبدأ بأفغانستان ولا ينتهي بالمغرب".

ورفض نيوف اتهام حزب الله أو سورية مباشرة بالعلاقة بعملية اغتيال الحريري، وقال: "عندما يتعلق الأمر بأمر كهذا فأنا لا يمكنني إلا أن أكون حذرا، صحيح أنني أحد شهود المحكمة الدولية، وقد تحدثت إلى لجنة التحقيق مرتين في هذا الموضوع، ولكنني هنا أنا حذر جدا ولا أقبل أن أدلي بشهادة كاذبة ضد النظام السوري الذي سجنني ظلما وعدوانا، ولا ضد حزب الله، قد تكون هناك اختراقات مالية أو استخباراتية، إلا أن ذلك لا يلغي أن الأمر يتعلق بوجود جهات لبنانية وعربية ودولية تعمل لتوريط حزب الله في اغتيال الحريري، وتجريمه قانونيا وتحويله إلى عصابة إجرامية، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة للقضاء عليه بعد أن فشلوا في استئصاله سياسيا وعسكريا"، على حد تعبيره.

وكشف نيوف النقاب عن أنه طالب لجنة التحقيق الدولية بأن تستمع إلى آخر صحفية أجرت لقاء مع رفيق الحريري قبل وفاته، وهي لارا مارلو ذات الجنسية الفرنسية والبريطانية والأمريكية، وهي زوجة الكاتب البريطاني روبيرت فيسك، وقال: "لقد سألت لورا مارلو رفيق الحريري قبل وفاته بأيام معدودة: هل تلقيت أي تهديدات؟ فأجابها: "لم أتعرض لأي تهديد ولا أشعر بأي تهديد"، وهذا يؤكد عدم دقة الإشاعة التي تم ترديدها كثيرا عن أن الرئيس بشار الأسد قد هدد شخصيا رفيق الحريري، وهو تهديد أستبعده شخصيا ليس لثقة في الأسد نفسه ولكن لأنه لا يمكن أن يقول عبارات أعتقد أن من يرددها فقط هم ضباط الاستخبارات".

وعما إذا كان يعتقد أن النظام السوري بريء من تهمة ارتكاب جريمة اغتيال الحريري، قال نيوف: "لقد سئلت هذا السؤال من قناة "الجزيرة" الفضائية قبل الآن، وأجبتهم بأنه لو تعلق الأمر بعهد حافظ الأسد لأجبت من دون تردد أن أجهزة الاستخبارات لا يمكن أن تغتال أي شخصية خارج سورية إلا بقرار مركزي من الرئاسة أو بعلمها على الأقل، أما في عهد بشار الأسد فقد تغير الأمر وتحول الأمن إلى مجموعة دكاكين، لكنني مع ذلك أستبعد صلة الرئاسة به، وفي حال ثبتت علاقة سورية بعملية الاغتيال فقد يكون الأمر عبر وسيط مدسوس، لا سيما أن الاستخبارات السورية مخترقة بدليل أن عماد مغنية تم اغتياله في قلب المربع الأمني تحت مرأى ومسمع الاستخبارات السورية ذاتها"، كما قال.