كيف فاجأت عملية "الجيبات المشتركة" موقع "إيرز" العسكري؟

الساعة 01:36 م|06 مارس 2023

فلسطين اليوم- الإعلام الحربي

لأنهم الشهداء، وسام وشرف الأمة، أشراف أمتنا، هم قلاع شامخة بتواضعهم، أسود الميدان بعزيمتهم، هم أقوى من الفولاذ، وأصلب من الصخر، عقيدتهم ثابتة، الإيمان في صدورهم، والتقوى والحياء صفتهم لا تلين عزيمتهم ولا تنحرف بوصلتهم عن فكرهم القدس هدفهم، وفلسطين من النهر للبحر مطلبهم وحقهم الوحيد والمقــّدس، إيمانهم بعدالة قضيتهم وأنهم على الحق المنهجي، وأنهم على خطى الرسول ماضون ولفكر الإسلام حاملين وسائرين رغم الصعاب والمتاعب.

تفاصيل العملية

استهدفت التجمع العسكري الصهيوني والبوابات وأبراج المراقبة العسكرية عند معبر "ايرز". حيث قام المجاهدون بتصميم وتجهيز جيبات عسكرية من نوع "قيادة"، وذلك بعد دراسة نظرية وعلمية لهيكلية الجيبات العسكرية الصهيونية من نفس النوع . حيث تم تصفيح أحد الجيبات العسكرية ضد الرصاص، وتم التأكد من قوة التصفيح بإطلاق النار عليه عن قُرب، وهو الجيب الذي قام بنقل أفراد "الوحدة الخاصة" المكونة من أربعة مجاهدين إلى داخل الموقع الصهيوني في إيرز".

وفي الساعة 09:20 صباحاً من يوم السبت  6/3/2004م، بدأت العملية العسكرية المشتركة، حيث قامت سيارة باص من نوع "فلوكس وجن"، ومجهزة بمواد شديدة الانفجار ، يقودها أحد المجاهدين، بالتقدم نحو بوابة "المنطقة الصناعية"، وعند وصوله قام بتفجير الباص في برج مراقبة أعلى الجدار، مما أدي إلى فتح الطريق على مصراعيه أمام جيبات المجاهدين " .

تقدم "الجيب المصفح" وبداخله أربعة مجاهدين من "الوحدة الخاصة" إلى بوابة المنطقة الصناعية، وقام بإنزال مُجاهدَينْ اثنين مكان انفجار الباص، حيث قاما بالانتشار بالمنطقة، وواصلوا التقدم وهم يطلقون النيران على أبراج المراقبة العسكرية الصهيونية بشكل مباشر، وقد دام الاشتباك أكثر من (20 دقيقة)، وأثناء انسحاب المُجاهِدَين إلى خارج أرض المعركة، قامت إحدى الدبابات الصهيونية وبشكل هستيري بإطلاق عدة قذائف تجاههم، الأمر الذي أدي إلى سقوط القذائف على موقع "الأمن الوطني الفلسطيني"، مما أدي إلى ارتقاء شهيدين من قوات "الأمن الوطني الفلسطيني".

"الجيب المصفح" واصل تقدمه إلى داخل عمق الموقع الصهيوني، وقام بكسر عدة حواجز في الطريق، وذلك ليفتح الطريق أمام "الجيب الثاني" المفخخ بالمتفجرات، والذي أتى مسرعاً إلى داخل الموقع الصهيوني وبالتحديد نحو بوابة "الممر الآمن" حيث يتواجد الجنود الصهاينة المصعوقين من هول الأحداث المتتالية، وقام سائق الجيب بتفجيره وسط الجنود الأمر الذي أدى إلى سقوطهم بين قتيل وجريح.

بعد ذلك استمر تقدم "الجيب المصفح" نحو مكاتب "V.I.P" الصهيونية، وترجل الُمجاهِدَينْ من الجيب وباغتوا الجنود الصهاينة بإطلاق النار عليهم بشكل مباشر وبكثافة، داخل غرف التفتيش، الأمر الذي أدى إلى سقوطهم بين قتيل وجريح، واستشهاد المُجاهِدَين .

وبعد عودة المُجاهِدَين من أرض المعركة تحرسهم رعاية الله وحفظه، رَووا أنهم شاهدوا عدد من الجنود الصهاينة يُولون الدُبر هاربين من مواقعهم أذلة خائفين .

عملية مشتركة

وأعلن بيان عسكري مشترك صادر عن سرايا القدس وكتائب الشهيد عز الدين القسام وكتائب شهداء الأقصى المسئولية المشتركة عن عملية معبر بيت حانون الاستشهادية واختراق كافة إجراءات العدو الأمنية بعملية نوعية جديدة فاجأت العدو الصهيوني، وأربكت صفوفه حيث تقدم مجاهدونا الميامين المكللين بتوفيق الله تعالى بتشكيلة من عدة مجموعات وعدة آليات باص وجيبين عسكريين أحدهما مصفح "مضاد للرصاص" والآخر عادي وقد طلي الجيبين بألوان جيبات الصهاينة من نوع "جيبات القيادة"، وقد استغرق تجهيز الجيبين مدة ليست بالقصيرة والاحتفاظ بهما لدينا من مدة طويلة حتى يأتي المكان والزمان المناسبين، وفي صباح هذا اليوم السبت 17 محرم 1425 هـ الموافق 6/3/2004م.

تحرك مجاهدونا الأشاوس بآلياتهم فتقدم الباص في البداية وتفجر على بوابة المنطقة العسكرية في حاجز إيرز مما فتح الطريق على مصراعيه أمام الجيبين العسكريين الخاصين بالمجاهدين للتقدم نحو عمق المعسكر الصهيوني وبعد وقت طويل تم تفجير الجيب الأول في منتصف المعسكر وتقدم الجيب الثاني المصفح مخترقا العمق الميداني للمعسكر ثم ترجل منه أربعة مجاهدين من "الفرقة الخاصة" والذين تم تدريبهم بعناية فائقة وعلى أعلى المستويات وبدأوا بالاشتباك المباشر مع الجنود الصهاينة الذين صعقوا من هول المفاجأة فالجيبات العسكرية تشبه إلى حد كبير جيباتهم التي يستقلونها، وبقي الاشتباك مستمرا لفترة طويلة، ثم انسحب اثنان من المجاهدين عائدين إلى قواعدهما بسلام، وقد تكتم العدو في هذه المعركة البطولية على خسائره الفادحة التي نؤكد أنها كانت عملية ناحجة ومتميزة ولكن العدو يحاول إخفاء خسائره للتغطية على فشله.

منفذو العملية

نفذ هذه العملية ثلة من الشهداء الأبطال هم: الاستشهادي / مهتدى محمد المبيض من حي الشجاعية بمدينة غزة من سرايا القدس، والاستشهادي / محمد جهاد أبو دية من حي الزيتون من كتائب الشهيد عز الدين القسام، والاستشهاديان / حاتم محمود طافش من مخيم الشاطئ وعمر حسن يعقوب أبو سعيد من حي الشيخ رضوان من كتائب شهداء الأقصى.

الاستشهادي مهتدي المبيض في سطور

ولد الاستشهادي المجاهد "مهتدى المبيض" في مدينة غزة في حي الشجاعية ونما وترعرع بين أزقتها في أسرة ملتزمة وبيئة محافظة وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة حطين والإعدادي في مدرسة الفرات .

كان المجاهد "مهتدى" أول ما التزم مع رجال الدعوة وكان يخرج معهم والتزم في عدة مساجد وكان يتحلى بالأخلاق الحميدة والحسنة وكان لسانه دائم على الذكر والتهليل والتسبيح وفي آخر الأمر وقبل استشهاده التزم في مسجد الرحمن والقران.

كانت معاملته مع أهله معاملة حسنة فكان نعم الابن ونعم الأخ فكان يسامح الكبير ويعطف على الصغير وكان دائما كثير المزاح مع أهله وكل أصدقاءه وما عرف به انه كان يقوم الليل ويصوم النهار وكان يتمنى الشهادة في سبيل الله.

التحق الاستشهادي مهتدى بحركة الجهاد الإسلامي في 2002 وكان من اشد الشباب حرصا على الرباط في سبيل الله وعرف بحبه للمهمات وطلبه لها كما طلبه للشهادة وكأن جسده لا يطيق العيش في هذه الدنيا الفانية كان محبا للمخاطرة بنفسه في سبيل الله بائعا نفسه لله فأصبح باحث عن الشهادة أينما وجدت .

كلمات دلالية