خبر نزع السلاح مجرد ذريعة -هآرتس

الساعة 08:32 ص|26 مايو 2009

بقلم: امير اورون

 (المضمون: شروط نتنياهو على الفلسطينيين بما في ذلك نزع السلاح مجرد ذريعة لمنع اقامة الدولة الفلسطينية - المصدر).

وزارة الدفاع الامريكية قررت قبل اسبوع بأن اسرائيل هي "اكبر حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط". البنتاغون ابرز هذا الشعار في قناتها التلفزيونية وعلى موقع الانترنت الخاص بها ومن خلال بيان الناطق باسمها في معرض وصفه لزيارة نتنياهو لوزير الدفاع روبرت غيتس.

هناك صدفية قليلة جدا في مثل هذه العبارات التي تأخذ بالحسبان مشاعر العرب بالاهانة ايضا. ادارة اوباما واكثر من سابقاتها تريد تهدأة اسرائيل مواطنين وقادة فالطريق نحو الانفجار قصير اذا ما اصيب اسرائيل بالعصبية والجزع الوجودي.

ولكن في نفس السياق تماما واصل الرائد جيرمي روس المذيع الشاب لاذاعة الجيش الامريكي – اذاعة عسكرية حقيقية لا تتناول الا قضايا الجيش والامن – وحدث مشاهديه عما فعله نتنياهو في واشنطن:- مباحثات حول "عملية السلام مع فلسطين" قالها هكذا بصورة واضحة وبلا مواربة :- فلسطين.

نتنياهو يخدع نفسه ان كان يعتقد انه قادر من خلال تفوهاته ان يمنع اقامة دولة فلسطينية. محبطوا اقامة هذه الدولة هم الفلسطينيون انفسهم الذين يستطيعون تغيير سلوكهم العملي واللفظي واثارة حركة عالمية تغرق المعارضة الاسرائيلية لهذه الدولة. نتنياهو يخشى في الوقت الحالي من ترديد عبارة "الدولة الفلسطينية"، هو يختبيء من وراء صرعة مكشوفة. طرح شروط تفرغ المصطلح من مضمونه الامر الذي يضمن الرفض الفلسطيني او يتيح له البرهنة. عن ان الكيان الفلسطيني الناشيء سيكون دولة فعلا.

الفزاعة البالية في ترسانة نتنياهو هي نزع السلاح. تحديد استخدام الوسائل العسكرية باحجام وكميات ونوعية ومناطق تمس بسيادة تلك الدولة. اسرائيل ستصر على نزع السلاح في المناطق الفلسطينية التي ستصبح خارج سيطرتها هي والمجال الجوي والبحري والالكترو- مغناطيسيي المحيط بها. ولكن ان استجاب الفلسطينيون وقبلوا هذه الاشتراطات فهذا يعني انهم لن يمتلكوا دولة كاملة – وهو الامر الذي اردنا ان نبرهنه سلفا.

في واقع الامر، ليست هناك في العالم دولة واحدة كبيرة او صغيرة، انفصلت كليا عن نظام الرهبنة سواء سمي "نزع السلاح" او دمج ضمن المواثيق التي تقلل من الاستخدام للمقدرات.

نظام الهدنة بين اسرائيل وبين مصر وسوريا والاردن تضمن مناطق منزوعة السلاح بمنطقتي النقب وسيناء وشمالي غور الاردن وفي صيغة اخرى في جبل المشاهد في القدس. في غياب السلام الاطراف التي تتوصل لاي تسوية خرقت اتفاقيات نزع السلاح وتسببت من خلال ذلك بتصعيد ادى الى حروب جديدة. الملحق الامني لمعاهدة السلام المصرية الاسرائيلية تضمن تنازلا اسرائيليا بدرجة قليلة عن التبادلية، عن حق في السيادة بنشر دباباتها على الحدود المتفق عليها. ومن قبل ان تضم هضبة الجولان فعليا وقعت على اتفاق فصل القوات مع سوريا الذي يقيد تحركات الجيش الاسرائيلي في المنطقة التي تدعي اسرائيل انها لها. نتنياهو في جولته الاولى كرئيس للوزراء لم يعمل على الغاء هذه القيود التي تقيد من السيادة الاسرائيلية.

من الواضح ان الدولة الفلسطينية ستكون مجردة من الجيش الهجومي سيحظر عليها ادخال جيش اجنبي. هذا ما كان الوضع عليه في الضفة الغربية تحت الحكم الاردني حتى 67 (وجزئيا في غزة تحت الحكم العسكري المصري) دبابات الفاتون الامريكية اعطيت للملك حسين ضمن شروط حديدية ليست ملائمة للاردن. عندما خرق الشرط ونشأ تهديد مدرع لوسط البلاد دخل الجيش الاسرائيلي للضفة الغربية واحتلها. اسرائيل التي لم ترغب في اعادة الضفة للاردن من خلال اتفاق ينظم النزع الجزئي لسلاح المملكة الهاشمية، ان رغبت الان – وستحصل – على نزع سلاح دولة باكملها. عندما تصل الصواريخ من مسافة 600 و 1300 و 2000 كيلومتر، لا يعتبر نزع السلاح المجاور كافيا بل ضروريا واسرائيل لن تتنازل عنه وهي محقة في ذلك.

نزع السلاح هو مجرد ذريعة. نتنياهو لا يريد دفع ثمن السلام الذي سيزيد من أمن اسرائيل، من خلال اخلاء المناطق والمستوطنات واقامة فلسطين بسيادة محدودة كما جرت العادة في العالم. يبدو ان السبب الحقيقي يجب ان نجده في نفس نتنياهو واصوله العائلية: والده بنتصيون نتنياهو يعارض الدولة الفلسطينية حتى ان كانت منزوعة السلاح ورئيس الوزراء الذي تلقى منه في اكثر من مرة انتقادات وملاحظات حادة بما في ذلك علانية يخشى من ردة فعله. نتنياهو يفضل سلامة بيته الداخلية على السلام بين الدول.