خبر حكومة نتنياهو بدأت تثير قلق الإسرائيليين..!

الساعة 06:37 ص|26 مايو 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

قبل أن تعبر حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو, مدة الشهرين من سلطتها, بدأ العديد من أصحاب التجارب في إسرائيل يعبرون عن قلق صريح من سياستها الرفضية, بعضهم يحذرون من خطر الصدام مع الإدارة الأمريكية الجديدة, بقيادة الرئيس باراك أوباما, وبعضهم يحذرون من التدهور الأمني الذي يقود إلى شلل اقتصادي, وبعضهم يحذرون من تدهور حربي مباشر على كل الجبهات.

بيد أن الكاتب والسياسي الأكثر خبرة, ايتان هابر, يحذر من ضربة عسكرية شبيهة بحرب أكتوبر ,1973 التي كانت قد صدمت إسرائيل بالمفاجأة الكبيرة, وانتهت بمقتل 2700 جندي إسرائيلي.

وحرب أكتوبر كما هو معروف وقعت بعد سنوات من الغطرسة الإسرائيلية بأن العرب لن يجرؤوا على محاربتها بعد هزيمتهم في نكسة .1967 ففي حينه نجحت مصر في تعزيز هذه القناعة لدى القادة الإسرائيليين.

وقد قال الجنرال ايلي زعيرا, رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية يومها, ان نجاح مصر في تضليلنا بأنها لا تنوي الحرب يعتبر أحد أكبر عمليات التضليل في علم المخابرات في التاريخ. وقد فوجئ الإسرائيليون ليس فقط بأن العرب حاربوهم, بل أثبتوا خلال المعارك قدرات كبيرة تفوق كل التصورات الإسرائيلية.

ويروي هابر انه في يوم 3 تشرين الأول عام ,1973 أي قبل حرب أكتوبر بثلاثة أيام بالضبط, شارك بوصفه مراسلا عسكريا لصحيفة يديعوت أحرونوت, في اجتماع احتفالي أقامته قيادة سلاح المظليين بمناسبة 25 سنة على قيام إسرائيل, حضره 3000 ضابط من الجيش النظامي أو الجيش الاحتياطي أو من المتقاعدين الذين خدموا أو يخدمون في سلاح المظليين. وقد توجه رئيس الأركان يومها, دافيد العزار, الى الصحافيين وقال لهم انه زهق من الخطابات ولم يعد يرغب في تكرار أقواله عن ان شيئا لن يحدث على الجبهة وأن العرب لا يجرؤون على القتال ضد إسرائيل. ولذلك لا ينوي إلقاء خطاب. فراحوا يحثونه على تغيير رأيه, فهم يريدون عنوانا للصحيفة في اليوم التالي, ولا بد أن يقول شيئا. فقال. وكانت أقواله تكرارا فعلا.

ويقول هابر انه بعد ثلاثة أيام نشبت الحرب المفاجئة وسقط العديدون قتلى, وبينهم عدد من الضباط الذين حضروا ذلك الاجتماع.

ويضيف: قبل تلك الحرب بسنوات كتب عديدون وحذروا ان  الوضع لن يستمر على ذلك النحو من الجمود وان الحرب ستنفجر إن آجلا أو عاجلا, وان الرد الإسرائيلي كان متبجحا بأن الجيش الإسرائيلي هو الأقوى والذي ليس له مثيل ونحن أسياد البلاد ونسيطر في كل العالم ونحن ونحن ونحن.. وهذا يحصل اليوم أيضا. فلنتذكر فقط ذلك الاجتماع لضباط المظليين وماذا حصل بعده...

وفي الصحيفة نفسها يكتب عمانوئيل روزين, أحد كبار المعلقين السياسيين, في الصحيفة نفسها ان قادة إسرائيل الحاليين يستخفون بالرئيس باراك أوباما ويرون انه شاب متحمس و سياسي ساذج بلا تجربة و غدا يصحو من أحلامه ويبدأ برؤية الواقع و أمثاله من ذوي العواطف والحماس يصلحون للحرب وليس للسلام, وهذا فضلا عن التصريح الوقح الذي أطلقه أحد مرافقي نتنياهو في زيارته الى واشنطن, حين قال ان فكرة الدولتين للشعبين هي فكرة غبية وصبيانية.

ويقول روزين: قد يكون أوباما متحمسا ويحتاج الى وقت حتى يفهم أمورا معينة, وقد يكون قليل الخبرة في أمراض الشرق الأوسط وعليه أن يتعلم أشياء جديدة عن تأثير الروايات التاريخية المتضاربة بين الفرقاء, وقد يكون عليه أن يعبر دورة يفهم فيها مدى تأثير رجال الدين من الشعبين, الإسرائيلي والفلسطيني, على الحياة السياسية والجماهيرية, وعندئذ سيكون حتما أكثر حكمة في اقتراحاته وطلباته الحازمة. ولكن هذا لا يعفي من رؤية الحقيقة الأكبر وهي ان أوباما يمثل الدولة العظمى في عالمنا وهنالك حدود لما يمكن عمله أم تصعيده ضده. فالرجل مصرّ على عمل شيء, وذلك لخدمة مصالح الولايات المتحدة, ومن حسن حظنا انه يبدي مثابرة فاعلة في الإصرار على صنع السلام في الشرق الأوسط.

ويتابع روزين: أنا شخصيا كنت أفضل لو ان مناحيم بيغن (رئيس الحكومة الإسرائيلي الذي وقع على اتفاق سلام مع مصر سنة 1978 في كامب ديفيد) وأنور السادات (الرئيس المصري الذي وقع اتفاقيات السلام مع إسرائيل) هما اللذان يقودان الشعبين اليهودي والفلسطيني. ولكن في غيابهما, فإن البديل هو أوباما. وهو صاحب حلم ويستطيع. يستطيع على الأقل أن يصبح الأخ الأكبر للطرفين والأكثر مسؤولية, وبـ أفكاره الصبيانية, سينقذنا جميعا.