عملية استشهادية تفجيرية في مفترق بيت ليد

الساعة 08:49 ص|01 مارس 2023

فلسطين اليوم

بقلم: أ. ياسر صالح

وحدة الأرشفة والتوثيق في مؤسسة مهجة القدس

ورد خبر العملية في الموقع الإخباري (y.net) بتاريخ 09/09/2001م؛ في التفصيل: "كان أمس الأحد يوم عمليات دموية في شوارع الوطن، مخرب فجّر سيارة مفخخة بتقاطع بيت ليد حوالي الساعة 13:10 ظهرًا، المخرب قُتل و12 شخصًا أصيبوا، نقل المصابين للمشافي (هيليل يافيه) و(مائير) و(ليناداو)، أكدت الشرطة أن السيارة المفخخة كان مخططًا لها الوصول إلى داخل مدينة نتانيا حسب المعلومات وفجّر المخرب السيارة، لأنه لاحظ سيارة من سيارات مصلحة السجون من خلفه وسيارة شرطة كذلك".

"من التحقيق في الحادث تبين أن السيارة المفخخة وصلت من جهة الشرق ووقفت على التقاطع على الإشارات الضوئية بجوار حافلة، وفجر المخرب السيارة المفخخة، وتمزقت السيارة المفخخة، واشتعلت النيران ولحقت النيران بسيارات أخرى، وكذلك الحافلة ومن حسن الحظ كانت الحافلة فارغة". وحسب شاهد عيان من ريشون ليتسيون: "سمعت صوت الانفجار ورأيت دخانًا كثيفًا أوقفت السيارة على الجانب وجريت لمكان العملية، وكان الناس في حالة فزع وبعضهم يصرخ وفي المحيط اشتعلت السيارات بالنيران وهرب الناس من حرارة الحريق".

سائق الحافلة عبد الزبارقة من قلنسوة وصل للتقاطع بعد أن أنهى إنزال التلاميذ بكفار يونا قال: "كنت في طريقي لمدرسة دروريم حتى أقوم بجمع التلاميذ وكان بجواري سيارة بيضاء، وسمعت انفجارًا ورأيت دخانًا وتكسر زجاج الباب، ومن حظي أن انفتح الباب فهربت بسرعة من الحافلة، وأعتقد لأن زجاج الحافلة معتم لم يعرف المخرب أن الحافلة فارغة من الركاب".

أطفأ رجال الحماية المدنية كل السيارات المحترقة وتبين من الفحص أن العبوة عبارة عن قذيفة هاون، وقامت الشرطة بإفراغ المكان من الناس وقامت بتفتيش المكان خوفاً من وجود عبوات أخرى.

وقد ورد الخبر في صحيفة القدس العربي يوم الاثنين بتاريخ 10/09/2001م، في الصفحة الخامسة: "تم تنفيذ عملية استشهادية بعد ظهر أمس الأحد في بيت ليد وهو مفرق كبير شرق منتجع نتانيا في شمال إسرائيل، أسفرت عن استشهاد منفذها الفلسطيني وجرح 3 أشخاص حسب ما أفاد التلفزيون الإسرائيلي الرسمي استنادًا إلى مصادر في الشرطة".

WhatsApp Image 2023-03-01 at 8.47.52 AM.jpeg
 

"فبعد 3 ساعات من هجوم نهاريا انفجرت سيارة ملغومة قرب حافلة إسرائيلية خالية عند تقاطع بيت ليد المزدحم قرب مدينة نتانيا، وقتل شخص تقول الشرطة أنه على الأرجح المهاجم واندلعت النيران في الحافلة".

ونذكر بأن الشهيد عبد الفتاح راشد رحمة الله؛ شارك في عام 1989م في عملية خطف لتاجر الذهب اليهودي مشعانيا في مدينة طولكرم، وتفاصيل هذه العملية مرفق في الأسفل.

ورد الخبر في تقرير جهاز الأمن العام (الشاباك)، قضية خطف شاؤول مشعانيا بطولكرم وتحريره (1989م).

"في مساء تاريخ 23/08/1989م، خُطف في مدينة طولكرم شاؤول مشعانيا يهودي من أصل سوري وهو أحد سكان بيت يام وهو تاجر ذهب، توجه إلى المدينة في إطار تجارته الذهب، وفي تاريخ 25/08/1989م وفي أقل من 48 ساعة من ساعة الاختطاف وجد مشعانيا وحرر، وذلك نتيجة عمل التحقيق السريع لجهاز الأمن العام وبمساعدة الجيش".

معلومات أولية عن الخطف:

"تم معرفة خطف مشعانيا بتاريخ 23/08/1989م الساعة السادسة مساءً بعد أن أبلغ سائق سيارة من سكان طولكرم، شرطة طولكرم وبلغ عن خطف يهودي ركب معه". تم استدعاء السائق للتحقيق على أيدي رجال المخابرات قال: "أنه سائق ينقل المسافرين من طولكرم إلى قلنسوة". وفي يوم نقل لقلنسوة يهودي كبير السن وأشخاص آخرين وصل مجموعة شباب وأنزلوا من السيارة الركاب وتحت تهديد السلاح أجبروني لنقل اليهودي لمنطقة الوادي بين قرى سفارين وبيت ليد، وبعد وصولهم لمنطقة حفتسيم نزل الشباب ومعهم اليهودي وأمروني للعودة للمكان الساعة الرابعة مساءً إلى منطقة طولكرم.

وحسب كلام السائق: "وحين عودته للمكان لم يجد اليهودي، وعاد حينها إلى طولكرم وبلغ الشرطة وأضاف أنه لا يعرف الخاطفين".

WhatsApp Image 2023-03-01 at 8.47.55 AM.jpeg
 

"في هذه المرحلة لم يتلق أحد أي خبر عن فقدان أي شخص من إسرائيل".

"ومن التحقيق مع تجار الذهب في مدينة طولكرم والذين استدعوا في نفس المساء إلى بناية الجيش، وضح أحد تجار الذهب أن في المدينة سمع خبر خطف يهودي لقبه "أبو موسى" المعروف بمجيئه للمدينة على خلفية تجارة الذهب، وضح التاجر أن أبو موسى ذهب ليبقي سيارته بمحطة البنزين بقلنسوة وليعود بسيارة أجره إلى طولكرم، نفس التاجر أبلغ أنه سمع من ابن عمه أنه رأى اثنين من المطلوبين من سكان المنطقة خالد قطو وعبد الفتاح راشد الملقب "بالكوشي"، وحسب كلامه تعقبوا اليهودي وخطفوه على مدخل أحد محلات الذهب بالمدينة".

بائع المحل في التحقيق قال: "أن أبو موسى وصل إلى المحل وعلى المدخل حاول شابين لمهاجمته، وحسب كلامه أدخل أبو موسى للمحل للدفاع عنه وتهدئته، وبعد اختفاء الشابين أرسله إلى محطة التاكسيات".

في هذه المرحلة استدعي سائق التاكسي للتحقيق في البداية قال: "أن الخاطفين كانوا غير ملثمين، وكيف لم يتعرف على أحدهم انتهى التحقيق معه بعد أن اعترف في التحقيق أنه عرف الملقب بالكوشي وهو الذي قام بعملية الخطف ومعرفة الكوشي عن طريق جاره والذي كان مع السائق في السيارة".

الشابان المذكورين في الخطف معروفين لمديرية الأمن العام والذين حاول اعتقالهم في تاريخ 22/08/1989م على خلفية عمليات وتجاوزات في المنطقة ولكنهم لم ينجحوا.

المعلومة الجديدة عن قيامهم بالخطف زادت في ضرورة اعتقالهم وللعمل على اعتقالهم تقرر اعتقال أحد سكان المنطقة خالد مرمش والمعروف بعلاقته بالكوشي.

ففي تاريخ 24/08/1989م على الساعة الرابعة صباحًا اعترف مرمش على أنه بعد انتشار خبر الخطف التقى الكوشي والذي أخبره عن مسئوليته عن عملية الخطف هو وخالد قطو ومع شباب آخرين من القرى المحيطة ومن بينهم صبحي خلف أحد سكان قرية عبوش.

واعترف مرمش أن الكوشي أخبره أن مشعانيا موجود في منطقة قرية عبوش، واعترف أن الكوشي قال له أن سيارة مشعانيا أخذت من محطة البنزين بقلنسوة ونقلت لطولكرم، وتم تأكيد هذه المعلومة من صاحب محطة البنزين ومتأخر كثيرًا في ذلك اليوم وجدوا السيارة محروقة.

WhatsApp Image 2023-03-01 at 8.47.57 AM.jpeg
 

وبمتابعة المعلومة بأن مشعانيا في قرية عبوش تقرر البحث في القرية عن مشعانيا أو أحد خاطفيه وخلال البحث اعتقل صبحي خلف وتم التحقيق معه ميدانيًا، في البداية نفى أي علاقة بالخطف ونتيجة لتحقيق جدي ليلة 24-25/08 اعترف خلف أن الكوشي طلب منه تزويد مشعانيا بالطعام والماء في البئر المحتجز فيه، ووافق خلف لإيصال المحققين لمكان البئر المحتجز فيه مشعانيا.

في هذه المرحلة تم التجهيز في جهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش لإنقاذ مشعانيا، وواصل خلف مسئول المنطقة الوسطى مردخاي وقوة من اليمام إلى مكان احتجاز مشعانيا في صباح يوم 25/08 حوالي الساعة العاشرة والنصف وفرض منع التجوال على قرية عبوش.

أوصلهم خلف لبئر الماء، وأزال غطاء عن فتحة البئر والذي عمقه 5 مترًا، ووجد في البئر مشعانيا بصحة وعافية والذي أنقذ منه على يد ومساعدة ضابط في الجيش.

بعد الإنقاذ لمشعانيا وفي نفس اليوم تم اعتقال المطلوبين الكوشي وقطو واعتقل الاثنين في بيت أحد مساعديهم.

وفي التحقيق مع الخاطفين قالوا: "أنه بعدما أصبح مشعانيا بأيديهم أرادوا استغلال ذلك بإجراء صفقة تبادل للأسرى وتحرير الأسيرين الشيخ عبد الكريم أحد قيادات حزب الله في لبنان ونضال زلوم أحد قيادات الجهاد الإسلامي في محافظة رام الله والذي نفذ عملية طعن بيافا بالقدس في تاريخ 03/05/1989م، وقتل في العملية اثنين وأصيب ثلاثة آخرين".

الخاطفين كان جزء منهم جهاد إسلامي، والجزء الآخر فتح واعترفوا بقيامهم بمجموعة من عمليات الإخلال بالنظام والإضرار بالمشتبهين بالعمالة مع "إسرائيل" والكوشي اعترف بضرب يهودي جاء للشراء من سوق طولكرم قبل أسبوعين.

اعتقال المتورطين بالخطف، انتهى بعد شهرين في أكتوبر عام 1989م واعتقال رئيس الخلية رشاد جبارة ونائبه محمد صالح صيفي.

وورد الخبر في صحيفة حدشوت يوم الجمعة بتاريخ 25/08/1989م، ويوم الأحد بتاريخ 27/08/1989م، والصور المرفق من صحيفة حدشوت.

حديثنا في المرة القادمة عن عملية استشهادية تفجيرية على مدخل كيبوتس شلوخوت

01/03/2023م