خبر نوال السعدي تروي لـ« فلسطين اليوم » تفاصيل اعتقالها الصعبة

الساعة 06:18 ص|26 مايو 2009

فلسطين اليوم-غزة

في ظلمة زنزانة التحقيق استحضرت نوال السعدي "49" عاما، أياما طويلة مرت عليها...تذكرت أبنائها التوأم "إبراهيم وعبد الكريم" شهداء مخيم جنين، و ابنها الثالث عز الدين الذي كان من المفترض أن تستقبله بعد أربع سنوات قضاها في السجن، و زوجها الذي لا تعرف نهاية لسجنه، وشقيقها محمود المعتقل أيضا، " قضيت في التحقيق أيام صعبة جال في خاطري كل شئ والاهم أبنائي خارج المعتقل الذين باتوا بلا أم ولا أب" قالت.

 

و نوال التي أفرج عنها قبل أيام " 24- 5-2009" بعد قضائها ستة أشهر، كانت قد اعتقلت من منزلها في المخيم في السادس من كانون أول الماضي" قبل العيد بيومين" كما تقول، و انتهى بها الأمر في سجن تلموند للنساء بتهمة " زوجة قائد للجهاد الإسلامي".

 

تقول:" كانت الساعة الثانية فجرا عندما سمعت احدهم يطرق بوابة المنزل، عرفت على الفور أنهم "جيش" فهذه ليست المرة الأولى، ما أن فتحت الباب حتى هجم الجنود و بينهم مجندة إلى داخل المنزل، و أمرونا بالخروج بالكامل إلى خارج المنزل، و ما أن خرجت من المنزل حتى قامت المجندة بتكتيفي و جري معها إلى جيب الاعتقال، و لم اعرف ما جرى بعد ذلك".

 

و بينما كانت السعدي في معصبة العينين في جيب الاحتلال، كان الجنود يحطمون كل ما يجدونه إمامهم من أثاث في البيت:"خلال فترة اعتقالي لم يقم أبنائي بإصلاح أي شئ، و عندما عدت إلى المنزل لم اصدق ما رأيت، لقد دمروا المنزل بالكامل". تقول السعدي.

 

و من مخيم جنين إلى مركز تحقيق الجلمة:" وصلت إلى مركز تحقيق الجلمة بقيت هناك 26 يوما بالتحقيق القاسي كل الحديث كان يدور فقط عن أبو إبراهيم " الشيخ بسام السعدي" لم يكن هناك أي جديد حاولوا الضغط عليه من خلالي".تقول.

 

و الشيخ بسام السعدي و المعروف انه من قادة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، كان قد أمضى خمس سنوات متتالية في السجن و حين انتهاء فترة محكوميته مددت له محكمة الاحتلال دون أي سند قانون الاعتقال الإداري و منذ أعوام يقبع الشيخ السعدي في الاعتقال الإداري المتواصل.

 

و لم يكن هذا الاعتقال الأول فقبل عام تقريبا اعتقلت و قضت 22 يوما في مركز التحقيق في الجلمة، و بعد ذلك تم الإفراج عنها.

 

و بحسب السعدي فأن أسوء ما مرت فيه هو خروج ابنها "عز الدين" بعد أربع سنوات من اعتقاله دون أن تتمكن من استقباله في البيت، وذلك بعد ثلاثة أشهر من اعتقالها.

 

و عن أوضاع المعتقل تقول السعدي أن وضع المعتقلات أسوء بكثير من قبل، فإدارة المعتقل تسحب انجازات الأسرى يوما بعد يوم، و خاصة الأسيرات اللواتي شهدن تضيقا كبيرا عليهن و خاصة بعد فشل إبرام صفقة الأسرى مع الفصائل الفلسطينية الخاطفة للجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط".

 

تقول:" الأسيرات في المعتقل يعانين الكثير في الفترة الأخيرة، و خاصة أثناء تنقلاتهن في الزيارة المحاكم، حيث لا تراعي إدارة السجن كون الأسيرات محجبات و تجبرهن على ارتداء الملابس الخاصة بالمحكمة " قميص و بنطال" مما يشكل ضغطا نفسيا عليهن، و في كثير من الأحيان يتم الاعتداء عليهن بالضرب و الشتيمة بسبب رفضهن ذلك".

 

و تتابع السعدي:" كانت تنقلات الأسيرات تتم في الصباح غالبا، الآن يتم نقل الأسيرات بعد منتصف الليل من السجن لحضور المحكمة أو في حاله الإفراج، و في سجن الرملة القريب يتم تجميعهن و هناك تتعرض الأسيرات لكافة أنواع المضايقات و خاصة بما يتعلق بالتفتيش العاري و فرض لباس المحكمة".

 

و في سجن الرملة حيث تفضي الأسيرات في بعض الأحيان أياما في انتظار "البوسطة" لنقلها للمحكمة، تحتجز الأسيرة في ظروف غاية في السوء، بحسب السعدي، فالغرف لا تحتوي على حمام أو اسرة للنوم.