خبر رفح: المواطنون في حالة خوف وقلق بعد شائعات بقرب تنفيذ غارات على الأنفاق

الساعة 05:26 ص|26 مايو 2009

فلسطين اليوم : محمد الجمل

سيطرت حالة من الخوف والقلق على معظم سكان شرق مدينة رفح بعد قيام طائرات حربية إسرائيلية بإلقاء آلاف المنشورات، حذرت من خلالها سكان المناطق القريبة من "خط التحديد" بعدم الاقتراب من الخط المذكور لمسافة تصل إلى 300 متر.

وبعد إلقاء المنشورات سارع عشرات المزارعين ورعاة الأغنام ممن يتواجدون عند الأطراف الشرقية من بلدة الشوكة والقرى والبلدات المحيطة بها إلى مغادرة أراضيهم، كما بدأت بعض العائلات ممن تقع منازلها في مواجهة خط التحديد بمغادرة منازلها خشية أن يكون ذلك مقدمة لعدوان إسرائيلي جديد أو لعمليات قصف مشابهة لتلك التي كانت تنفذ إبان الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

من جهته، أكد المزارع محمد الكاشف الذي يمتلك أرضا زراعية في محيط مطار ياسر عرفات الدولي، أن المنشورات أشعرته بالقلق والخوف، خاصة أن قوات الاحتلال تمنع منذ سنوات أي شخص من الاقتراب من "خط التحديد" لمسافة قد تزيد على 500 متر.

وأعرب الكاشف عن اعتقاده بأن المنشورات ربما تكون محاولة تبرير مسبقة لجرائم قد تنوي إسرائيل تنفيذها بحق المزارعين والمواطنين من سكان شرق المحافظة، مرجحا أنها تعطي الحرية لجنود الاحتلال كي قوموا بقتل أي فلسطيني يرونه، حتى لو كان يبعد مسافة كبيرة عن الخط المذكور.

أما المزارع عبد الله معمر، فأكد أن المنشورات وما رافقها من نشر لأعداد من الدبابات على طول "خط التحديد" ربما ينذر بموجة تصعيد إسرائيلية جديدة شرق محافظة رفح.

وأوضح أن هذا الإجراء التعسفي سيحرم مئات المزارعين من الوصول لأراضيهم الزراعية لرعايتها، ما سيؤدي إلى جفاف المزروعات والأشجار مع حلول فصل الصيف.

المواطن بلال العبسي الذي يقيم في قرية النصر الملاصقة لبلدة الشوكة، أكد أن مشهد المنشورات خلال نزولها من الطائرات تسبب في حالة ذعر كبيرة بين المواطنين، خاصة أنها أعادت للذاكرة مشاهد الحرب الأليمة.

وأوضح العبسي أن عددا من العائلات التي تقطن قرب "خط التحديد" بدأت على الفور بمغادرة منازلها خشية تعرضها للأذى.

شائعات بقرب قصف الأنفاق

وكانت شائعات كبيرة ترددت في مختلف أنحاء محافظة رفح، أمس، حول قرب تنفيذ الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مكثفة على منطقة أنفاق التهريب.

وعزز التحليق المكثف للطائرات الإسرائيلية بأنواعها في أجواء محافظة رفح عامة، والمناطق الجنوبية منها بصورة خاصة، تلك الشائعات، ما دفع مالكي الأنفاق والعاملين فيها لإخلائها لتبدو المناطق الحدودية أشبه بمناطق أشباح.

ودفعت أجواء القلق والتوتر التي خيمت على مناطق جنوب المدينة معظم المواطنين ممن يقطنون قرب الحدود المصرية الفلسطينية إلى إخلاء منازلهم خشية أن يصابوا بأذى في حال نفذت تلك الغارات.

ويشير المواطن سامي أحمد من سكان جنوب المدينة إلى أنه اضطر لمغادرة منزله والتوجه إلى منزل شقيقه الواقع في منطقة شمال المحافظة للحفاظ على سلامة أبنائه، موضحا أنه سيقضي هناك عدة أيام إلى حين يتضح الأمر.