خبر عقيد في جيش الاحتياط الإسرائيلي: مناوراتنا تُقلق العرب ونحاول من خلالها إثبات قدرة الردع

الساعة 08:21 ص|25 مايو 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

زعم العقيد في الاحتياط والمؤرخ في قسم التأريخ في الجيش الإسرائيلي سابقا الدكتور "إيجال إيال"، أن المناورات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل تُقلق الدول العربية المجاورة لها، وخاصة المناورات الواسعة النطاق، التي قد تُفضي إلى مهاجمة دولة ما.

وقال: "نحن قبل أن نقوم بأي مناورة، نُرسل برسائل تُهدّئ من روع من يُحيط بنا، خاصة وأن البعض يفسر النوايا الحسنة بتفسيرات خاطئة وتُصبح الأمور لديه أكثر جدية"، مضيفا "نحن نعيش في شرق أوسط يشوبه كثير من الشكوك و التوترات، والتهديدات فيه كثيرة، ولا يوجد طرف يصدق الآخر".

وادعى "إيال" أن الذي يمنع الأمور أن تتجه نحو التصعيد العسكري، هو قوة الردع التي تتمتع بها إسرائيل، مضيفا "نحن لدينا ذكريات سيئة في موضوع المناورات العسكرية، فكلنا نذكر جيدا مناورة أكتوبر التي قام بها الجيش المصري، واختتمها بالحرب على إسرائيل، ولذلك محاولات التهدئة من روع المجاورين دائما ما تُحاط بعلامات الاستفهام".

وبيّن العقيد في الاحتياط أن الكل يريد أن يعرف ما الذي تُخفيه إسرائيل من وراء المناورات التي تُجريها، بالإضافة إلى أن الجميع يُجري تقديرات لمدى القوة الإسرائيلية من خلال تدريباتها، منوها إلى أن هذه هي طبيعة الشرق الأوسط الذي تعيش فيه إسرائيل.

وأشار إلى أن إسرائيل ألغت قبل عامين مناورة كان من المفترض لها أن تجري في هضبة الجولان، حتى لا يُفهم الأمر على غير محله من قِبَل السوريين، وقد تم نقل المناورة إلى الجليل.

وتابع: "كنّا حينها نمر بظروف سياسية معينة في صراع متواصل مع الفلسطينيين، وخاصة حركة حماس ومع حزب الله، وكانت هنالك مطالبات في إسرائيل تقول نحن حاربنا حزب الله فلماذا لا نواصل على الجبهة السورية، وقد كان حينها قرار نقل المناورة من هضبة الجولان إلى الجليل أمرا صائبا وفي محله".

ونوّه المؤرخ الإسرائيلي إلى أن التدريب الإسرائيلي الكبير المزمع إجراؤه قريبا في الجبهة الداخلية، يهدف إلى الاستعداد الشعبي والوقوف على القدرات العسكرية، وأضاف "في تقديري تهدف هذه المناورة للوقوف على قدرات إسرائيل العسكرية والجاهزية العسكرية".

واعتبر أن القيام بمناورة كهذه وتداولها في الإعلام بشكل موسّع، لن يكون شيئا عابرا، بل إن هدفه إيصال رسالة معينة لطرف ما، وقال: "أنا لا أريد أن أتعمق أكثر في هذا الشأن، ولكن يجب على الجيش مواصلة القيام بمناورات كهذه حتى يعرف مدى جاهزيته واستعداده".

واستطرد قائلا: "رأينا ما الذي جرى في حرب لبنان الثانية، والعبرة الأهم التي أدركها الجيش إثر حرب لبنان الثانية، وهي أنه يجب على الجيش أن يجري مناورات و يتدرب جيدا على الانتقال من وضعية لوضعية أخرى في لبنان".

ولفت "إيال" إلى أن الجيش وبسبب قلة تدريباته ونشاطه الميداني المُتواصل، نسي أمورا هامّة تتعلق بالعمل العسكري الميداني، موضحا أن الجيش حين يفقد القدرة العسكرية الأساسية له فإنه يفقد قوته التي يعتمد عليها.

ورأى العقيد في الاحتياط أنه يجب القيام بمناورات واسعة على شتى المستويات المدنية، بالإضافة إلى منظومة الاتصال في إسرائيل والمستوى العسكري.

الجدير بالذكر أن الحكومة الإسرائيلية أقرت تنفيذ مناورات الجبهة الداخلية والتي ستبدأ في أواخر هذا الشهر وتستمر حتى اليوم الثاني من الشهر القادم.