خبر سوريا: لننصت ونتحدث .. هآرتس

الساعة 07:48 ص|25 مايو 2009

بقلم: أسرة التحرير

تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق اول أمس قابلة للتفسير على وجهين متضاربين، او مكملين، كل حسب موقف المحلل. فقد قال الاسد ان فشل العمل السياسي لاستعادة المناطق التي احتلتها اسرائيل في عام 1967 يبرر "المقاومة" وهو التعبير الذي تستخدمه في الغالب منظمات كحزب الله وحماس. ويمكن تطبيقه ايضا على النشاط العسكري لدول كسوريا. المسار المفضل بالنسبة لسوريا، اضاف مع ذلك الاسد، هو السلام. فهل هذه دعوة الى السلام ام تهديد بالحرب؟ الجواب على هذه المعضلة يوجد بقدر كبير في الجانب الاسرائيلي.

الحكومة السابقة، برئاسة ايهود اولمرت، ادارت مع الاسد مفاوضات غير مباشرة بوساطة تركية. ولم تصل المفاوضات الى مستوى الاستنفاد، وبالتالي ليس الى اللقاءات المباشرة، التي ابقاها الاسد الى ما بعد صعود ادارة براك اوباما. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مستعد لاستئناف المفاوضات، ولكن "بدون شروط مسبقة"، أي ليس من النقطة التي توقفت عندها المحادثات في القناة التركية او في جولات المحادثات السابقة بين سوريا واسرائيل. ويأمل نتنياهو على ما يبدو في أن موقف اوباما المتصلب تجاه سوريا، طالما بقيت تساعد بالسلاح حزب الله، تسمح لنشطاء الارهاب بالتسلل من حدودها الى العراق وتحتمي في ظل الاسياد الايرانيين، سيوفر على اسرائيل الحاجة للحوار مع دمشق بجدية والوصول الى نهاية المسيرة – أي اعادة هضبة الجولان حسب قرار 242 لمجلس الامن في الامم المتحدة.

المسألة السورية دحرت الى هوامش التصريحات العلنية في اعقاب لقاء اوباما – نتنياهو الاسبوع الماضي، ولكن عند التلويح  بأمل التقدم نحو سلام اقليمي، فان المعنى الاساس هو تحقيق تسوية مع الدولتين المحاذيتين لاسرائيل من الشمال، سوريا ولبنان، اضافة الى المسار الفلسطيني. ثمن التسوية من جانب اسرائيل واضح. السوريون من جانبهم يفترض أن يدفعوا الثمن بالانقطاع عن ايران، بوقف المساعدة لنشاط حزب الله ضد اسرائيل وبطرد قيادات الارهاب الفلسطيني من دمشق. وحتى الان تملص الطرفان من دفع الثمن ولكن الرفض الاسرائيلي يبقي المبادرة بيد الاسد (واوباما)، ومن شأنه أن يوفر لسوريا المبرر لضربة عسكرية قصيرة واليمة، لتحطيم الجمود السياسي. من الافضل الانصات انصاتا شديدا لاقوال الاسد، والعودة للحديث معه، دون ابطاء.