خبر افتتاح أول قاعدة بحرية فرنسية في الخليج اليوم

الساعة 06:55 ص|25 مايو 2009

فلسطين اليوم-وكالات

يصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى ابوظبي اليوم الاثنين في زيارة رسمية تستغرق يومين يلتقي خلالها مع رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان وولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد ال نهيان.

وقال مصدر مسؤول ان ساركوزي سوف يقوم بافتتاح اول قاعدة بحرية عسكرية فرنسية في ابوظبي بحضور ولي عهد ابوظبي ثم يضع حجر الاساس لمتحف اللوفر. ويتوجه بعدها الى قصر المشرف لعقد جلسة عمل مع رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان.

تشكل القاعدة العسكرية الفرنسية التي سيفتتحها الرئيس نيكولا ساركوزي الثلاثاء في ابوظبي نقطة ارتكاز مميزة لسفن البحرية الفرنسية في منطقة الخليج الاستراتيجية.

ولن تكون القاعدة اولى القواعد العسكرية الفرنسية في الخليج فحسب، بل ايضا الوحيدة في الخارج في غير افريقيا.

ومن المقرر ان يتم خلال الزيارة توقيع اتفاق جديد للتعاون العسكري بين البلدين يحل محل الاتفاقية التي تم التوقيع عليها في مطلع التسعينات.

وقال الرئيس ساركوزي ان علاقات الصداقة القائمة بين فرنسا والإمارات تستمد قوتها من التمسك المشترك بقيم الحوار والتسامح والسلام وان دولة الإمارات قطب للإعتدال والإستقرار في منطقة هي أشد ما تكون بحاجة إليهما.. معربا عن سعادته بزيارة الدولة للمرة الثانية منذ كانون الثاني (يناير) العام الماضي.وقال في حديث لوكالة أنباء الإمارات 'وام'، 'لقد كانت زيارتي الأخيرة في كانون الثاني(يناير) 2008 والتي مضى عليها أكثر من عام بقليل قد أتاحت فتح صفحة جديدة من الصداقة بين بلدينا من خلال الإعلان عن قرارين كبيرين : إطلاق تعاون فرنسي إماراتي في المجال النووي السلمي وإنشاء فرنسا لقاعدة عسكرية دائمة لها في أبوظبي'.واضاف 'تندرج زيارتي اليوم بشكل كامل في إطار هذه الديناميكية الجديدة حيث سأفتتح القاعدة الجديدة المشتركة للجيش الفرنسي في أبوظبي وسيشكل هذا الحدث لحظة هامة'.

وكشف ساركوزي النقاب عن ان هذه القاعدة أنشئت بناء على طلب من السلطات الإماراتية، وقال انها تشكل بحق مرحلة تاريخية في علاقات الصداقة بين البلدين مشيرا الى إن فرنسا ومن خلال وجودها العسكري الدائم تتعهد بكل تصميم بالوقوف إلى جانب أصدقائها الإماراتيين لتحقيق أمنهم، فكما ' يقال الصديق وقت الضيق ' .وقال مخاطبا دولة الامارات'كونوا على إطمئنان بأن فرنسا ستقف إلى جانبكم إن حدث وتعرض أمنكم للتهديد، إن فرنسا ومن خلال هذه القاعدة الأولى لها في الشرق الأوسط تظهر استعدادها لتحمل كل مسؤولياتها لضمان استقرار هذه المنطقة الضرورية للتوازن العالمي'.واضاف قائلا 'ستترافق زيارتي مع حدث آخر أحرص عليه من كل قلبي حيث سيتم فيها تدشين أعمال بناء متحف اللوفر أبوظبي على جزيرة السعديات.. وأريد هنا أن أشيد بالخيار المستقبلي للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن زايد آل نهيان المتمثل في الرهان على المستقبل وعلى الشباب عبر الاستثمار في التعليم والأبحاث والثقاقة .. حيث تشكل المؤسسات كاللوفر أبوظبي والسوربون أبوظبي آفاقا جديدة لصداقتنا وهي مثال ملموس لحوار الثقافات، هذا الحوار الضروري لعالمنا والذي تلتزم به كل من فرنسا والإمارات العربية المتحدة بشكل كامل'.وقال 'سنتطرق بطبيعة الحال إلى موضوعات أخرى كثيرة مع الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وسنتناول بوجه خاص كل الأوجه الأخرى لتعاوننا الثنائي، كما سنتناقش أيضاً بشأن عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية، منها مثلاً الأزمة الاقتصادية والوضع في الشرق الأوسط وطبعاً إيران'.وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني قال ساركوزي 'إن الأزمة الإيرانية وهنا أقولها بوضوح هي أحد أكثر التهديدات خطورة على الأمن العالمي، لقد كان موقفي واضحا دائما ولم يتغير أبدا : أعتبر أن إمتلاك إيران للسلاح النووي هو أمر غير مقبول .. منذ عام 2003 اتبعت فرنسا مع شركائها الأوروبيين خيار المقاربة المتوازنة القائمة على الحزم والحوار وهذا يعني أننا قدمنا للإيرانيين عروض تعاون طموحة جدا بما في ذلك التعاون في المجال النووي السلمي بشرط أن يحترموا إلتزاماتهم الدولية وأن يتنازلوا عن أنشطتهم للإنتشار غير القانوني، وبما أن السلطات الإيرانية لم تستجب لهذه الاقتراحات قمنا بتشديد سياسة العقوبات والعزل'.واكد ان 'خيار الإدارة الأمريكية الجديدة في الإنضمام إلينا على طريق حوار حازم هو خبر سار لأن ذلك يزيد من حظوظنا في إقناع السلطات الإيرانية بأن من مصلحتها ومن مصلحة شعبها أن تستجيب لطلبات المجتمع الدولي.. ولأني مقتنع بأن هذه المقاربة تظل الوسيلة الأفضل وربما الوحيدة لحل هذه المسألة سلمياً..هل سيكون ذلك كافيا .. لست أدري ولكني أتمنى ذلك طبعا ولكن على السلطات الإيرانية أن تختار الآن بين العودة إلى كنف المجتمع الدولي أو العزلة المتزايدة'.