خبر شرطة غزة تلقي القبض على محتال محترف لكنه نجح في الفرار من السجن بحيل ذكية

الساعة 06:00 ص|25 مايو 2009

فلسطين اليوم : غزة

دخل رجل قمحي اللون طويل القامة يبدو من ملامحه وألفاظه الأناقة والتدين إلى مركز للأزياء في منطقة غرب غزة وبدأ بقياس بعض الملابس حتى قرر شراء بنطال وقميص ، وعندما وصل الدور لدفع ثمنها تعذر بأن المبلغ داخل سيارته في الخارج وطلب من أحد الموظفين مرافقته لمنحه إياه .

 

فور وصول المشتري والموظف إلى السيارة المتوقفة في الخارج من نوع سبارو وبداخلها سائق ، فتح الرجل الباب وعرَض الموظف لرائحة نفاثة أصابته بدوار ، وانهال عليه بالضرب ودفعه إلى داخل السيارة ، وألقوه في منطقة خالية بحي الزيتون .

 

انتحال شخصية

 

الشكاوى المتتالية التي وصلت إلى جهاز المباحث وبعد عملية بحث وتحر أوجدت قناعة لدى المخبرين أن الجاني واحد ، واستغل صفاته الشخصية التي تؤهله لأن يتقمص رجل مقاومة مرة ، وضابط شرطة مرة أخرى ، ورجل قانون في مرة ثالثة لتنفيذ سطوه والسلب المسلح حيث أن تلك المواصفات لا توحي للمواطنين بأنه محتال .

 

ودارت الشبهات لدى المباحث حول " خ.ز" الذي سجن في مرات سابقة على ذات التهم وكان يستغل حيل مشابهة لتمرير سرقاته ، وقد خاض المخبرون معركة البحث عنه .

 

وفي ذات مرة دخل " خ.ز" معرضا لبيع الملابس واختار ما يناسبه ، وخرج بها تحت تهديد السلاح حيث أشهر مسدسه في وجه مسئول المعرض ، وهو ما تسميه المباحث بالسلب المسلح.

 

ولم تتوقف الشكاوى التي وصلت المباحث العامة على نطاق محافظة غزة فحسب بل امتدت لتطال محافظة الشمال ، حيث تقمص المحتال الملتحي شخصية الرجل المقاومة بلبس حزام عريض ووضع حوله "مخشير" ، ومسدس بلاستيكي "لعبة" ، وهاتفين محمولين ، وذهب لجزار الساعة السابعة صباحا وطلب منه ستة وثلاثين كيلو من اللحم يريدها لإعداد غذاء في المسجد ، على أن يحضر له ثمنها البالغ تسعمائة شيقل بعد ربع ساعة فقط .

 

وعلى ما يبدو أن الشخصية التي ينتحلها السارق لا توحي للباعة بأن هناك نية للنصب والاحتيال ، حيث بقي البائع في الانتظار دون أن يعد ذلك الشخص لتسديد ثمن اللحوم.

 

تحر واعتقال

 

وقد ارتدى "خ.ز" ملابس شرطي برتبة ملازم ودخل إلى بوتيك لبيع الملابس النسائية في جباليا ، بحجة أنه سيختار ملابس لزوجته على أن يذهب للبيت لتقيسها ومن ثم يعود لتسديد المبلغ .

 

وفي موقف آخر انتحل فيه شخصية ضابط شرطة أيضا دخل المحتال إلى محلا لبيع البراويز وطلب مجموعة مميزة ، وخرج لجلب المبلغ من سيارته ، إلا أنه حصل عليها ولاذ بالفرار.

 

ويبدو من طبيعة السرقات التي ينفذها المتهم أنه يهدف لتجهيز منزله وتلبية احتياجاته واحتياجات زوجته دون أن يدفع أي مقابل .

 

ويقول مدير محافظة غزة في جهاز المباحث أن المعلومات التي وصلته من الملازم أول منار الحداد مدير مباحث العباس كرست جهودهم لملاحقة المشتبه به الرئيس "خ.ز" الذي بات من المؤكد أنه من يقف وراء جميع تلك السرقات .

 

وكثفت المباحث في جميع محافظات غزة من ملاحقتها للمشتبه به بعد تعميم صدر من مدير جهاز المباحث المقدم عبد الباسط المصري بضرورة العثور عليه ، حتى تمكنت مباحث خان يونس من إلقاء القبض عليه جنوب غزة .

 

وقد اعترف "خ.ز" خلال التحقيق بجميع التهم الموجهة إليه ، وتم تحويله للنيابة لاستكمال التحقيق والإجراءات القانونية ، بعد حجزه في سجن غزة المركزي ، إلا أنه تمكن من الفرار بحيل ذكية مستغلا حالة الإخلاء وتعاطف السجانين .