خبر ايران ستصنع لنا السلام-هآرتس

الساعة 10:03 ص|24 مايو 2009

 بقلم: تسفي بارئيل

 (المضمون: الربط بين ايران والسلام في الشرق الاوسط كما فعل اوباما غير صحيح ولكن اسرائيل بحاجة للسلام من دون هذا الربط ايضا - المصدر).

برقية وصلت في هذا الاسبوع الى ديوان بنيامين نتنياهو تقترح المسار التالي: فلتفكك البؤر الاستيطانية ولترفع الحواجز بين المدن ولتفتح المعابر لغزة ولتعلن عن عزمك وقف البناء في المستوطنات. في المقابل نحن نتعهد بتجميد تخصيب اليورانيوم مع اللحظة التي ستهدم فيها اخر بؤرة استيطانية. الاستمرار في التجميد سيكون معتمدا على المرحلة التالية التي ستبدأ بعد ثلاثة اشهر. حينئذ سيكون عليك ان تتوصل الى اتفاقيات مع الحكومة الفلسطينية حول مسار الحدود النهائي بين اسرائيل ودولة فلسطينية بما في ذلك في القدس والاعتراف بالدولة الفلسطينية. في المقابل سنمدد تجميد تخصيب اليورانيوم لعام اخر. وخلال هذا العام يتوجب عليك ان تفكك المستوطنات او ان تتوصل الى اتفاق مع الحكومة الفلسطينية حول مستقبلها. مع انتهاء هذه المرحلة سنقوم بتفكيك المنشآت النووية في نتاناز وآراك وسنضع كل برامج بناء الذرة في بلادنا تحت تصرف اللجنة الدولية للطاقة النووية. ونعلن عن انهاء المشروع النووي. ايران، أنا اتعهد لن تعود تهديدا وجوديا لاسرائيل. التوقيع علي خامنئي القائد الروحي الاعلى لايران.

الرد الذي ارسلته القدس لطهران تضمن ثلاثة كلمات: "لن نخضع للابتزاز".

ان كان هذا السيناريو يبدو خياليا وعن حق، فهو يعبر ايضا عن الشك الكبير بصدد صدق نظرية الربط المغرية التي تقترحها ادارة اوباما على اسرائيل بين السلام الاسرائيلي العربي وبين القضاء على المشروع النووي الايراني. هذه النظرية التي حبست اسرائيل نفسها وحبست واشنطن معها بكلتا يديها، ترتكز على ثلاثة افتراضات: ان الدول العربية تنظر للتهديد الايراني كما تنظر اليه اسرائيل والثاني ان العملية الامريكية ضد ايران ستحظى بالشرعية العربية اما الافتراض الثالث فهو نتيجة للافتراضين السابقين: ايران ستخاف كثيرا من التضامن العربي – الامريكي – الاسرائيلي فتقوم من تلقاء نفسها بايقاف اجهزة الطرد المركزية.

ولكن ليس واضحا بعد ان كان القلق العربي من ايران نابعا من قضية الذرة اكثر من كونه نابعا من التأثير السياسي الذي تكتسبه ايران لنفسها في جزء من الدول العربية والاسلامية.

الحوار الذي يسعى اوباما لفتحه مع ايران هو الذي يعزز الخوف من مكانتها الصاعدة ويتناقض كما يبدو للوهلة الاولى مع تصوره الخاص والقائل ان من الواجب انشاء ائتلاف عربي اسرائيلي لعزل ايران. ولكن عندما يربط اوباما تأثيره على ايران بعملية السلام الاسرائيلية العربية – لن يكون محك شرعيته في نظر قادة الدول العربية خصوصا المعتدلة من خلال طريقة معالجته لايران، وانما من خلال سياسته نحو اسرائيل. السؤال هو ان كانت البرهنة عن قدرته على اقناع اسرائيل ستعطي له ضوءا اخضر من قبل العرب للتحرك ضد ايران بقوة؟ وماذا ان لم ينجح في لوي ذراع اسرائيل، هل ستكف الدول العربية عن اعتبار ايران تهديدا؟ العدو المشترك كما نعلم ليس بالضرورة ضمانة للتحالف بين خصومه.

وماذا بالنسبة لتاثير التحالف العربي – الاسرائيلي – الامريكي على ايران؟ هذا التحالف قائم نظريا حتى وان لم يكن هناك اتفاق رسمي حوله. الانطباع الذي يتركه في طهران يمكن ان نراه من خلال الاسبوع الماضي مع عرض صاروخ "سجيل" المحسن. ايران لا تعتبر نفسها عضوة في جامعة واحدة مع العرب وهي تلعب في جامعة الكبار. الاهم من ذلك ان الربط بين السلام وايران قد حول ايران الى شريك في عملية السلام ومحمود احمدي نجاد الى صاحب مكانة أهم من مكانة حسني مبارك.

ولكن هناك رغم كل ذلك شيئا مثيرا في هذه الربط المصطنع بين السلام وايران. لقد تم التعبير عنه من خلال البرقية الخيالية التي ارسلت لنتنياهو. ان واجهت اسرائيل الخيار بين التهديد الوجودي وازالته من خلال تفكيك المستوطنات والتنازل عن القدس والاعتراف بالدولة الفلسطينية، فكيف سيكون قرار نتنياهو وليبرمان؟ بين مجموعة الافتراضات المعروفة لتقدير كيفية تصرف العرب وايران – لم يتم التحقق بعد من الافتراض الاساسي وهو ان نتنياهو سيفضل تفكيك التهديد الايراني على الحفاظ على المستوطنات وعدم تقسيم القدس. يبدو في الوقت الحالي ان نتنياهو ينظر للشرق الاوسط ومن دون ان يقصد كما يجدر أي كما ينظر له العرب: السلام شيء وايران شيء اخر. ان واصلنا منطق هذا النهج – من الممكن القول ان اسرائيل بحاجة للسلام ايضا من دون صلة بالتهديد الايراني. ولكن هذه مقولة يسارية في هذه الحالة.