خبر رؤيا، خطة، شيء ما -معاريف

الساعة 10:01 ص|24 مايو 2009

بقلم: ياعيل باز ميلاميد

 (المضمون: اوباما سيكون الرجل الذي سيعرض الخطة التي تشق الطريق وتهز الاطراف، ولو كان لليمين  المعتدل ايديولوجيا جديدة لكان ينبغي لها أن تقوم على أسس خطة اوباما  -  المصدر).

مرت نحو عشرون سنة منذ وفاة حلم أرض اسرائيل الكاملة ووفاة مطلب "ولا شبر"، وفي الاسبوع الماضي تبين أن اليمين فارغ. فقد سافر رئيس الوزراء الى واشنطن بينما في جعبته مشروع ما غير واضح عن اعادة فكرة الحكم الذاتي، مع مطالبة الفلسطينيين بان يعترفوا باسرائيل كدولة يهودية، وكأن احد ما يحتاج اليه. وفضلا عن ذلك كان هنا رفض فقط. لن نقسم القدس، لن نسمح بدولتين للشعبين، لن نخلق مفاوضات جدية الى أن تستوفى مطالبنا. اما ماذا نعم؟ لنرى. لننتظر. لن نقرر في هذه اللحظة.

غير أنه لا يوجد فراغ. هو غير موجود. اذا لم يكن لنا أي رؤيا، فان احدا آخر سيعرض بالنيابة عنا رؤياه. فليس الامر ان نتنياهو هو شخص لا يمكنه ان يطرح رؤيا. خطة. شيئا ما. لا يمكن ان نقول عنه بانه عديم الرؤية بعيدة المدى وفهم السياقات. هناك امور تمنعه من ان ينقلنا جميعا الى المستوى الثاني، او حتى الرابع: هو ايضا لا يزال اسيرا في ايديولوجيا الماضي، التي تربى عليها، في أن ارض اسرائيل تعود فقط لشعب اسرائيل وان من يسلم مناطق يرتكب مخالفة شديدة للغاية، حتى لو كان الحديث يدور عن مناطق احتليناها نحن قبل اكثر من أربعين سنة. نحن كنا هنا من قبل، ما يسمى. هو ايضا، عمليا، حتى وان لم يعترف بذلك على الملأ، لم يغير القرص. والموضوع الاخر هو بالطبع، رغبته في الحفاظ على ائتلافه، وعلى رأسه "الزعيم" كما يسمي الوزير ستاس مسجنكوف افيغدور ليبرمان. واذا كان هكذا هو الحال، فان اوباما هو الذي سيعرض الخطة. سيشق الطريق. سيهز الطرفين.

والحقيقة هي ان اسرائيل لا يمكنها أن تحلم حتى بخطة افضل واكثر نزاهة من تلك التي سيعرضها رئيس الولايات المتحدة الاسبوع القادم في القاهرة. وهذا بالطبع لو كنا نفهم بان هكذا لا يمكن للامور ان تستمر، وهو لن يستمر ايضا. نحن لا نفهم هذا. ما يقترحه اوباما يتطابق ايضا مع الشعار المعروف لنتنياهو: اذا اعطوا، سيتلقون. واذا لم يعطوا – لن يتلقوا. حسب الخطة المتبلورة، فان اسرائيل ستخلي فورا مستوطنات غير قانونية، وتوقف كل البناء في تلك القانونية. ومقابل ذلك سنحصل على امكانية لان نزور كسياح في الدول العربية. وحذار أن يسهل في نظرنا الامر. ففتح الحدود فقط للاسرائيليين (لا تذكر زيارات مواطنين من الدول العربية عندنا)، يوجد فيه أيضا بداية تطبيع وكذا حفاظ على أمن دولة اسرائيل في أنه لن يسمح بدخول عناصر معادية وارهابية. مطلب اقامة دولة فلسطينية يترافق واشتراط بان تكون هذه دولة ديمقراطية، دون جيش. ربما نكرر ثانية: دون جيش.

المقابل لاسرائيل هائل: علاقات دبلوماسية واتفاقات اقتصادية مع العالم العربي والاسلامي. تصوروا أي ازدهار اقتصادي كفيل هذا ان يجلبه لنا. واساس الاسس – الفلسطينيون سيتخلون عن حق العودة مقابل تعويض مالي. لو كانت هذه خطة امريكية لكان ممكنا التفكير بان زعيما اسرائيليا مثل شمعون بيرس حالم ومتفائل، كان هو الذي كتبها. اسرائيل مطالبة بان تعطي القليل، وبالمقابل تتلقى الكثير. اكثر مما كان يمكن ان نصدق. ولكن اعتمدوا على نتنياهو وحكومته في أن يفعلا كل شيء كي يردا الخطة. وهما سيقومان بمهمة الفلسطينيين الذين ليس هناك أي احتمال في أن يوافقوا على أسسها. إذ بالنسبة لهم يدور الحديث عن تنازلات بعيدة المدى، لا يوجد في اوساطهم أي زعيم حقيقي وقوي يمكنه أن يقود شعبه في هذا المسار.

لو كان اليمين الاسرائيلي المعتدل ايديولوجيا جديدة، ملائمة للعام 2009 لكان ينبغي لها أن تقوم على أسس خطة اوباما. ولكن من أجل هذا نحتاج اولا الى الاستيعاب بشكل حقيقي لحقيقة أن رؤيا أرض اسرائيل الكاملة ماتت ودفنت منذ زمن بعيد. طالما كان "الزعيم" يقرر بقدر كبير السياسة الاسرائيلية، فلا أمل لذلك.