خبر ضعف ابو مازن« الفلسطيني الجديد » -يديعوت

الساعة 10:00 ص|24 مايو 2009

بقلم: افرايم هليفي

عندما سيقف ابو مازن في البيت الابيض في بداية الشهر القادم سيلتقي الرئيس اوباما زعيما فلسطينيا يعيش فترة من الدرك الاسفل لا مثيل لها في عهد حكمه ذي الخمس سنوات.

نصف مملكته – غزة – تخضع لحكم عدوه المرير، حركة حماس. حركته السياسية، فتح ممزقة منشقة متفتتة امام ناظريه. وليس واضحا بعد اذا كان سينجح في عقد المؤتمر الذي لم ينعقد منذ عشرين سنة.

شباب الحركة يسعون الى التمرد عليه واحياء الحركة بدم جديد، فيما أن ابو مازن يدير ضدهم حربا أخيرة. مئات من اعضاء حماس اعتقلتهم قوات الامن التابعة له في السنة الاخيرة وبعضهم لا يزال يحتجز ويحقق معه قيد التعذيب الشديد.

مساعدة اقتصادية كبيرة تتدفق الى حكومة السلطة الفلسطينية برئاسة سلام فياض وتستخدم لتحسين الوضع في الضفة الغربية. اسرائيل تمد يدها لابو مازن في مساعدات مكثفة في مجال الامن لنظامه. وحدات الجيش الاسرائيلي تعتقل كل اسبوع مطلوبين، قيادة حماس في الضفة معتقلة في معظمها في اسرائيل، التي تتعاون في الفحص الامني للمرشحين للخدمة في كتائب القوة الجديدة التي تتدرب بقيادة الجنرال دايتون، ضابط المارينز الامريكي ذي ثلاث نجوم.

رغم التأييد المكثف من كل صوب ورغم القمع المركز واليومي لحماس في الضفة يعتقد رئيس المخابرات يوفال ديسكن لو أنه اجريت اليوم انتخابات في السلطة فلا ثقة أن حماس لن تحظى بالاغلبية فيها مثلما حظيت في الانتخابات العامة الاخيرة في العام 2006.

الامن الجاري لاسرائيل حيال النشاط التخريبي المعادي يتحقق بفضل النشاط الناجع لوحدات الجيش الاسرائيلي ولا تفكر اسرائيل في أن تنقل المسؤولية الامنية في الضفة الى ايادٍ فلسطينية في الفترة المنظورة للعيان. واذا ما حصل هذا على الاطلاق يبدو أن علينا أن ننتظر اقل من سنتين الى أن تبنى عشر كتائب من قوة دايتون القوة التي على حد تعبير الجنرال الامريكي ستتشكل من مقاتلين على نمط "الفلسطيني الجديد" الذي يخلقه.

من جهة اخرى، تنتظم حماس على الارض التي تخضع لحكمها، في قطاع غزة وتبلور من جديد قواتها وقدراتها. في المجال التنفيذي تفرض هي، وقفا للنار من جانب واحد وقفا تاما تقريبا، تستوعب دروس هزيمتها في حملة "رصاص مصهور" وتخلق بنى تحتية لنشاط سياسي ودبلوماسي يتجه في نفس الوقت لواشنطن، لموسكو، طهران ولدمشق.

حتى الان ردت الخطوات المعتدلة زعما، من جانب حماس ولا احد يتصور وضعها قيد الاختبار العملي. وبالعكس، استؤنفت مؤخرا الاصوات الداعية الى اسقاط حماس، توجيه ضربة قاضية لها، وهكذا ازالة التهديد عن اسرائيل وتثبيت حكم ابو مازن نهائيا. لو كان الامر ممكنا، تنفيذيا وسياسيا، فان هذه السياسة الهجومية كانت ستكون افضل من كل بديل آخر. ولو كان هذا قابلا للتنفيذ، فغريب لماذا لم تعرض هذه كمهمة رئيسة في حملة "رصاص مصهور".

عندما يعرض ابو مازن مطالبه على الرئيس اوباما ينبغي الامل في أن يطلب ايضا طرح خطته لبناء ادارة ناجعة وقوية في الضفة وغزة فيما تدحر حماس في الانتخابات القريبة التي يخطط لها للعام 2010، الى هامش الخريطة السياسية. هذه ليست خطة عملية بالطبع. فابو مازن ليس قادرا وحده على ابعاد حماس من الساحة. وحتى لو فاز في الانتخابات بالاغلبية، فان حماس ستبقى كاقلية كبيرة، متساوية القوة تقريبا.

الرئيس اوباما سيكون مطالبا بان يقرر اذا كان يريد ان يخاطر بتأييد خطوة لتصفية حماس ستبقي في أفضل الاحوال ابو مازن يعتمد على سندين – الامريكي والاسرائيلي. وفي أسوأ الاحوال ستطرح حماس التي ستنتصر في الانتخابات تحديا خطيرا اكثر بكثير امام اسرائيل والولايات المتحدة.

رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس اوباما على حد سواء لن يفرا من الحاجة الى اتخاذ القرار اذا كان الاستثمار في خلق "الفلسطيني الجديد" هو سياسة واقعة ام ربما ينبغي فحص مسارات للحوار مع "الفلسطيني الجديد" من انتاج ذاتي. أوليس هذا يستحق على الاقل فحصا جديا؟