خبر غزة :« الاستراحات » تفتح ذراعيها للبحر في انتظار صيف هادئ بغزة

الساعة 05:25 ص|24 مايو 2009

فلسطين اليوم-غزة

خيام ملونة تتوسطها مقاعد ومناضد بلاستيكية خفيفة، قلة من الزوار والمصطافين ترتاد المكان، وعدد من الشبان يمارسون تمارين رياضية خفيفة، في حين انبعثت من مكان بعيد أغنية للمطرب المصري حمادة هلال.

هذا هو مشهد شاطئ غزة يوم أمس، الذي شهد استعدادات مكثفة للصيف هذا العام مع كثير من الأمنيات بصيف أفضل من سابقه.

"نأمل أن يكون هذا العام جيداً وأفضل من سابقه"، قال زهير صرصور صاحب إحدى الاستراحات على الشاطئ وهو يجذب كرسيه ويدعونا للجلوس.

وأردف قائلاً: مع هذا الحصار الظالم لا يوجد شيء مضمون، العام الماضي تكبدنا خسائر باهظة.

استعدادات الصيف هذا العام تبدو مثل سابقاتها إلا أن أصحاب الاستراحات يأملون بأن يقبل الناس على الشاطئ لتعويض خسارة العام الماضي.

وقال صرصور الذي يعمل في هذه المهنة للسنة الخامسة على التوالي: استأجرت 1200 متر مربع من البلدية لمدة أربعة أشهر، وأحمل كثيراً من الأمنيات بصيف أفضل.

وتابع: دفعت ما يقارب 15 ألف دولار أميركي ثمناً لهذه الاستراحة، ولا أعتقد بإمكانية استعادة هذا المبلغ إذا استمر الحصار.

العشرات من الاستراحات وأماكن الاستجمام انتشرت خلال الأيام الماضية على طول شاطئ قطاع غزة، إلا أن الاستراحات الأغلى ثمناً تقع على شاطئ مدينة غزة الذي غالباً ما يشهد إقبالاً كثيفاً من المواطنين.

وأضاف صرصور وهو ينظر في أرجاء الاستراحة شبه الفارغة: يأتي الناس هنا هرباً من حر الصيف، ونحاول أن نقدم لهم خدمة معقولة.

وأضاف: نحاول قدر الإمكان إدخال تحسينات في الاستراحة لجذب الزبائن إلا أن الحصار يجعل من الأمر أقرب إلى المستحيل فكل شيء هنا ارتفع ثمنه مرات عديدة.

صرصور يستعين بنحو 15 عاملاً لتقديم الخدمة للزبائن والإشراف على نظافة المكان، وغالباً ما يشكلون عبئاً على كاهله إلا أنه مضطر لدفع هذه النفقات.

"أحاول تحسين دخل أسرتي لكن الحصار يجعل من الأمر غير ممكن"، قال صرصور وهو يراقب عدداً من العمال ينظفون الاستراحة ويضعون المقاعد البلاستيكية أمامها.

في مكان آخر، بدت استراحة "حسام" على الشاطئ هادئة هي الأخرى، إلا أن الأمل بصيف أفضل كان كبيراً لدى الموظف فؤاد قنوع الذي جلس خلف طاولة بانتظار زبائن محتملين.

قال قنوع: آمل أن يكون هذا العام أفضل من سابقه، لأن الناس لا تكف عن الذهاب إلى البحر مهما كانت الأسباب.

استراحة "حسام" تحاول استغلال خبرتها الماضية (15 عاماً) لجذب الزبائن إلا أن النتيجة تبدو غير مضمونة.

أضاف قنوع: الحصار أثر علينا ولم ندخل تحسينات جديدة وحاولنا قدر الإمكان الحفاظ على مستوى الخدمة الجيد الذي قدمناه خلال الأعوام الماضية.

الذهاب إلى البحر في الصيف يبدو لغالبية الغزيين عادة لا بد منها، وكثيراً ما تذهب العائلات إلى هناك عدة مرات خلال السنة، في حين يذهب الشبان غالباً كل يوم.

الناس يأتون إلى هنا من أجل الراحة والهروب من أجواء الرطوبة الخانقة في بيوتهم خلال فصل الصيف، قال قنوع محاولاً إشاعة أجواء من الراحة في المكان.

وتابع: رغم غلاء أسعار المواد والمستلزمات التي نقدمها للمصطافين، إلا أننا نحاول تقديم أسعار مناسبة للجميع.

بجوار الخيمة، بدأت فتيات في تقديم إرشادات لبعض المصطافين حول كيفية العناية بالبيئة خلال فترة مكوثهم على الشاطئ.

وقالت ريم، وهي خريجة جامعة تعمل في برنامج يموله برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP): نحاول حث المصطافين على الاعتناء بالبيئة ونظافة المكان، والغالبية تتفهم عملنا.

وأردفت: ما زالت الحركة على الشاطئ خفيفة للغاية، ونتوقع أن تزداد بعد الانتهاء من الامتحانات.

الاستعدادات للصيف لم تقتصر على أصحاب الاستراحات بل شملت بلدية غزة التي تعطي الرخص لهذه الاستراحات وتتابع عمل المنقذين المنتشرين على الشاطئ.

يقول مؤنس فارس، مدير التخطيط الحضري في بلدية غزة: قبل بداية فصل الصيف أجرينا مسحاً شاملاً للشاطئ وأزلنا جميع التعديات من أكشاك وخيام غير مرخصة، ثم خصصنا جزءاً من الشاطئ للمواطنين وآخر للاستراحات.

وتابع: حاولنا أن نراعي أوضاع المواطنين وأصحاب الاستراحات على أمل أن يشهد شاطئ غزة صيفاً هادئاً.

ويؤكد فارس أن البلدية زادت عدد المنقذين البحريين في المكان من أجل توفير الأمن والسلامة للمصطافين.

على شاطئ البحر سمعنا كثيراً من الوعود والأمنيات، فهل تتحول إلى واقع وينعم المواطنون بصيف هادئ رغم الحصار الخانق؟.