خيري علقم.. خلّد اسم جده الشهيد بعملية نوعية في قلب القدس

الساعة 07:40 م|28 يناير 2023

فلسطين اليوم

كشفت عملية القدس الفدائية التي نفذها الليلة الماضية الشهيد الشاب خيري علقم، وأدت الى مقتل سبعة مستوطنين عن جريمة مروعة تعرض لها جد منفذ العملية، والذي يحمل نفس اسم الشهيد قبل 25 سنة.

فقبل زهاء ربع قرن من الزمان، وتحديدا في 13 أيار /مايو من العام 1998م كان الجد خيري موسى علقم (51 عاما) ضحية لأحد المستوطنين اليهود المتطرفين؛ حينما طعنه عدة طعنات غادرة أدت الى إستشهاده فورا، ليفارق الحياة دون ان يلتفت أحد لاسم هذا الشهيد.

لم يكن علقم الحفيد ( 21 عاما) قد أبصر النور حينما تم اغتيال جده على يدي مستوطن متطرف من جماعة "كهانة حي"، ولكن بعد أربع سنوات من هذه الجريمة، رُزق والده بطفل ليمنحه اسم جده الشهيد، تخليدا له وتيمنا به.

وقال الشيخ مجدي العايدي، رئيس مركز "الرحالة" الثقافي للأبحاث وعلوم الأنساب إن العرب منذ قديم الزمان كانوا يمنحون أبناءهم أسماء أجدادهم لتخليدهم.

وأضاف العايدي:"منح الأبناء أسماء أحفادهم عادة عربية متوارثة قبل الإسلام، وحينما جاء الإسلام استمرت هذه العادة، ولكن أصبحت تتوارث بالأسماء الحسنة فقط، فيما يتم إسقاط غير الحسنة منها".

وأشار إلى أن العرب كانوا يسمون أبناءهم من الحدث الذي يدور في الأرض حين الولادة، حتى يخلد هذا الحدث، ويظل يتوارث هذا الاسم جيلا بعد جيل.

وبين العايدي أنه "من الطبيعي أن نجد هذه الأسماء تتكرر، وربما يجد الإنسان له اسما رباعيا لأحد أجداده قبل أكثر من مائة عام، وذلك بسبب تناقلها عبر التاريخ وتخليدها".

وأشار إلى أن هناك وازعاً تاريخياً، وآخر ديني لهذه العادة العربية المتوارثة، فبعض الأسماء مرتبطة بأسماء صحابة وأبطال قدموا تضحيات، وكان لهم شأن كبير.

وقال: "هذا الأسماء اخترقت كل الحدود والمعاهدات التي قسمت الوطن العربي لا سيما معاهدة (سايكس بيكو) التي قسمت الوطن العربي بين المحتلين، ونهبت ثرواتها قبل أكثر من 100 سنة".

وأضاف: "لذلك تجد أسماء قادة مغاربة يحملها أبناء فلسطين، لأن الدولة الإسلامية كانت ذات مساحة جغرافية واحدة؛ قبل أن تقسمها تلك المعاهدات بهذه الحدود المصطنعة الزائلة، كذلك فإن أسماء فلسطينيين تزين كل العواصم العربية لنفس السبب".

ومن جهتها، أكدت الباحثة في التاريخ نريمان خلة، أن منح الآباء أبناءهم أسماء أجدادهم هي ثقافة فلسطينية متوارثة على مدار التاريخ، ونراها ماثلة في الشهيد خيري علقم وغيره من الفلسطينيين.

وقالت خلة: "لو راجعنا السجل المدني للشعب الفلسطيني خلال الـ70 عاما الماضية، لوجدنا تكراراً لأسماء رباعية في سنوات مختلفة؛ مما يدلل على هذه الظاهرة المتفشية في المجتمع الفلسطيني".

وأضافت: "الشعب الفلسطيني هو مجتمع وراثي يكرم أجداده، ويهتم بتاريخه جيدا، وهذا الأمر كان أحيانا كثيرة يربك مخابرات الاحتلال، خلال بحثها عن المقاومين المطلوبين لها في حال تكرار نفس الاسم، لتلجأ إلى اسم الأم للتأكد من الشخصية أو رقم البطاقة الشخصية".

يذكر أن الشاب الشهيد خيرى علقم من مواليد مدينة القدس المحتلة، وعمرة ٢١ عاما، سماه أبوه نسبة إلى جده الحاج خيرى علقم، الذي ارتقى طعنا في القدس على يد المستوطن (حاييم فرلمان) عام ١٩٩٨، واليوم خيرى الصغير هو الشهيد الذي انتقم لجده خيري الكبير، ولشهداء جنين.

المصدر: قدس برس

كلمات دلالية