١٠ شهداء في يوم واحد

جنين والثأر المُبيت... جريمة اقترفها الاحتلال بوحشية لم يسبق لها مثيل منذ سنوات والسبب..!

الساعة 04:43 م|26 يناير 2023

فلسطين اليوم

مشاهدُ القتلِ بدمٍ باردٍ التي نفذها جيش الاحتلال في جنين، وأظهرتها عدسات الكاميرات عكست مدى الإجرام والوحشية التي استخدمها جيش الاحتلال ووحداته الخاصة المدججة بكافة أنواع الأسلحة، والسبب كان واضحاً هو كسر إرادة هذه المدينة الحرة والأبية التي لا زالت تقود لواء المقاومة في الضفة المحتلة وخاصة كتيبة جنين في سرايا القدس، والثأر من مقاوميها الأبطال الذين أذاقوا العدو الويلات في الكثير من المواقع.

حاول الاحتلال وبشتى الطرق والوسائل خلال العام الماضي ولا زال حتى اللحظة تنفيذ نواياه الخبيثة لكسر شوكة المقاومة في مدينة جنين، ولكنه لم يعلم بأن القائد والشهيد يخلفه الآلاف فـ"كتيبة جنين" لم يُكسر ظهرُها من بعد استشهاد القائد الكبير أبو الأيمن السعدي الذي أوجع المحتل في العديد من الصولات والجولات، وبقيت "كتيبة جنين" تقاوم بكل قوة وعنفوان وجاء خلفه العشرات والمئات.

وها هي جنين اليوم تقدم خيرة أبناءها المقاومين الذي تصدوا للحقد الصهيوني بكل ما يمتلكون وخاصة الإرادة والعزم الكبيرين والإيمان بالنصر، وهذا ما يؤلم الاحتلال ويجلعه يخشى "كتيبة جنين" في ظل الأوضاع السياسية غير المستقرة في الحكومة الصهيونية، كما يرى العديد من المحلليين.

استرداد الكرامة الضائعة

الكاتب والمحلل السياسي محمد جرادات، رأى أن الاقتحامات التي ينفذها جيش الاحتلال وآخرها فجر اليوم، تأتي في إطار خشية الاحتلال من تطبيق معادلة مخيم جنين في العديد من مناطق الضفة الغربية، موضحا ًأن هذه المعادلات  التي ثبتها المقاومون أذاقت العدو الصهيوني الويلات.

وقال جرادات خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "الاحتلال يدخل لمخيم جنين لكي يسترد شيئاً من كرامته التي مرغها مقاومي جنين في كل محاولة اعتقال وكل اقتحام، مشيراً إلى أن بالرغم من دخول قوات الاحتلال متخفية وبواسئل متعددة إلا أنه يقع في حقل ألغام معد مسبقاً وتأتيه النيران من كل صوب وكل حدب، واستطاع المقاومون إسقاط طائرات الدرون التابعة للاحتلال".

ورأى أن الاحتلال الصهيوني يخفي خسائره البشرية بلا شك، وخير دليل على ذلك ما أظهرته صور الجيبات التي أعطبها المقاومون وإصابة العديد من الجنود في بعض الأزقة، مشيراً إلى أن درجة الحقد الصهيوني ظهرت خلال هذه الاقتحام نتيجة هذه الخسائر التي وقعت في صفوفه.

حكومة مجرمة

واعتقد الكاتب جرادات أن الشهداء منذ محمود طوالبة وجميل العموري ووصولاً اليوم للشهداء التسعة في جنين تأتي في إطار حالة من العناد والاستعصاء الذي لا مثيل له أمام جيش العدو الصهيوني، معتبراً أن نتنياهو وبن غفير وسموتريتش يريدون أن يقولوا هناك طريقة أخرى للتعامل مع مدينة جنين ومخيمها من خلال استباحة الدماء والقتل الذي وصل لقتل مسنة 60 عاماً وإطلاق الرصاص على المستشفيات ما يوضح حجم الحقد الصهيوني على جنين.

وأضاف :"لا مبرر لكل هذه الجرائم التي ارتكبها الاحتلال اليوم في مخيم جنين إلا محاولة إخضاع مخيم جنين للاحتلال، معتقداً أن هؤلاء الشبان الصغار يدافعون عن مخيمهم وأزقة مخيم جنين، والاحتلال يدعي بأنه أحبط عملية كبيرة بأنه مجرد مبرر لعمليات القتل التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين، وحجم الاجرام الصهيوني يتضح فقط ليس خلال جريمة اليوم بل أيضا مع الشهيد اللحلوح، لأن ما يقوم به جنود الاحتلال من عمليات إعدام بدم بارد هي للتسلية والتمتع بالنظر للدماء الفلسطينية وهي تنزف".

جنين (16).jpeg
 

تطور وازدياد شعبية كتيبة جنين

وأوضح الكاتب أن "كتيبة جنين" كل يوم تتطور تتعملق وهي محط أنظار الشباب والأشبال في جنين والضفة وكل الأطفال حتى في المدارس يرسمون شعار كتيبة جنين على ملابسهم ومقتنياتهم، موضحاً أن الاحتلال من خلال حالة الاحباط التي يحاول أن يدخلها في صفوف المقاومة من خلال الإعلان الكاذب عن عدم تعرض جيش الاحتلال لخسائر؛ وهذا ما يؤجج الشباب ويجعلهم يتجهون لتنفيذ عمليات في مناطق بعيدة عن جنين".

وطالب جرادات بضرورة المحافظة على وحدة الساحات لدى الشعب الفلسطيني من تطبيق كل الشعارات التي تم النداء بها، متوقعاً أن العدو الصهيوني سيمعن في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني وهذه الجرائم لن تستثني أحداً من الشعب الفلسطيني سواء في الضفة أو غزة أو جنوب لبنان أو سوريا.

كتيبة جنين.jpg
 

حسم الصراع وتدفيع الثمن

من جانبه، رأى المختص في الشأن الصهيوني نهاد أبو غوش أن مجيء حكومة نتنياهو وسموتريتش وبن غفير أغرى الجيش الصهيوني في الاستمرار بالجرائم والمستمرة أصلاً منذ مارس الماضي، كما يأتي ذلك في ظل عدم وجود ردود فعل دولية على هذه الجرائم.

واعتقد أبو غوش في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن جريمة الاغتيال هي محاولة سياسية من قبل حكومة نتنياهو المتطرفة لحسم الصراع مع الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن أحد أهم شروط إنهاء الصراع هي محاولة إخضاع الفلسطينيين وتدفيعهم ثمن باهض لتبنيهم خيار المقاومة والاحتلال يتعامل مع المقاومة الفلسطينية بمنطق الثأر والعصابات.

نية مبيتة للقتل

ورأى أن هذه الجريمة من خلال قتل الاحتلال لعشرة شهداء بدم بارد يدل على وجود على أن نية مبيتة للقتل من الاحتلال الصهيوني، مطالبا الشعب الفلسطيني وقيادته بضرورة تغيير كل أجندة العمل الفلسطيني؛ لأن أي استمرار لحالة الانقسام الفلسطيني هو تشجيع للاحتلال على جرائمه.

وأوضح أبو غوش أن الاحتلال يبرر جرائمه الوحشية وخاصة جريمة جنين بأنها تستهدف ما أسماه بقنبلة موقوتة، بأنه كذب وهم مستمرون بالكذب بشكل يومي ولا أساس له من الصحة، مشيراً إلى جريمة إعدام الشهيد أحمد الكحلة الذي اعترف جيش الاحتلال بأنه لم يشكل خطراً على الجيش ولم يكن مسلحاً.

جنين (19).jpeg
 

ارتباط التصعيد بالقدس

وبين أنه يجب أن لا نغفل ارتباط هذا التصعيد بالأحداث في القدس والمسجد الأقصى ونهب الأراضي ومصادرتها في مناطق "ج" والاستيطان في مختلف مناطق الضفة الغربية، معتقداً أن هذه الحكومة الصهيونية هي أكثر وحشية بأنها لا تراعي أي اعتبارات أمام الرأي العام العالمي، وخير دليل على ذلك قول بن غفير "من يلقي علينا حجراً سنطلق عليه النار" وهو يدعو لشرعنة جرائم القتل.

وتوقع المختص أبو غوش، أن عملية جيش الاحتلال مستمرة ولن تتوقف فالعدوان على الشعب الفلسطيني متواصل على مدار الحكومات الصهيونية المتعاقبة، مبيناً أن الاحتلال يعتقد بأن لديه فرصة سانحة حالياً لفرض ما يسمى بـ"الحل النهائي".

ورأى أن أقصى ما سيصدر عن المجتمع الدولي لن يتجاوز بيانات ضبط النفس ووقف المواجهات لأنهم يساوون بين المجرم والضحية، مشيراً إلى أن أقصى ما سنسمعه منهم هو الأسف لسقوط مزيد من الضحايا.

حداد واشتباكات (8).jpeg
حداد واشتباكات (6).jpeg
جنين (20).jpeg
جنين (11).jpeg
 

كلمات دلالية