خبر على طريقته .. هآرتس

الساعة 09:31 ص|22 مايو 2009

بقلم: تسفي بارئيل

الاسبوع القادم كان يفترض ببراك اوباما أن يكتشف كم تصمد الخطة السياسية التي ينسجها للشرق الاوسط. فبعد ان سمع هذا الاسبوع اقتراحات بنيامين نتنياهو – والتي قارنها بالملاحظات التي سجلها لنفسه في اعقاب زيارة عبدالله ملك الاردن – سيلتقي يوم الخميس بمحمود عباس. يوم الثلاثاء كان يفترض به أن يلتقي حسني مبارك ولكن وفاة حفيد الرئيس المصري أدت الى الغاء الزيارة. ومع ذلك، فان المأساة العائلية لن تغير المسار السياسي لمبارك والذي سيتضمن جدولا زمنيا لتنفيذ السياسة الامريكية. هو وعباس سيضعان على الطاولة المبادرة العربية المعلقة بصيغة "دولتين للشعبين".

كما من المتوقع أن يطرح مبارك جدولا زمنيا لتنفيذ السياسة الامريكية. "اذا لم نرَ نهجا امريكيا علنيا ومصمما على تقدم المبادرة العربية واذا لاحظنا ان ادارة اوباما مستعدة للمساومة على مبدأ الدولتين، فسنفهم بان اوباما لا يختلف عن جورج بوش ونستخلص من ذلك الاستنتاجات"، قال لـ "هآرتس" رجال وزارة لخارجية المصرية. "نحن مفعمون بالامل في أن تكون الادارة الجديدة تفهم الضرورة لتغيير المفهوم وان اسرائيل لم يعد بوسعها ان تملي السياسة. لا ارى وضعا يخرج فيه مبارك من البيت الابيض بيدين فارغتين".

مبارك، الذي منذ 2004 لم يزر واشنطن احتجاجا على سياسة بوش في الشرق الاوسط، يجلب معه قدرته على منح شرعية عربية لادارة اوباما وتسويقه في الشرق الاوسط. ولكن لمصر سلم اولوياتها. محافل سياسية في مصر تشرح بان التصريحات العلنية ليست كافية. وكي يكون ممكنا تقدم المسيرة السياسية ينبغي ربط حماس وفتح في جملة واحدة، تقريب سوريا وشل نفوذ ايران على السياسة الاقليمية.

سجل تدفق

خريطة الطريق التي قد يقترحها مبارك على اوباما ستتضمن سجل تدفق سياسي يبدأ باعلان تأييد أمريكي للمبادرة العربية وحل الدولتين للشعبين. ويعرب عن تأييد علني لمحمود عباس الذي سيصل الى واشنطن قبل يومين من ذلك، ولكن دون اغلاق الباب في وجه حماس التي بزعم مبارك ينبغي دعوتها للانضمام الى حكومة فلسطينية تعترف بها الولايات المتحدة. وحسب التقارير المختلفة بالمناسبة، فان مصر تطالب ان ينتهي الحوار الفلسطيني الداخلي حتى بداية تموز باتفاق موقع، كجزء من حملة الضغوط على الفصيلين.

مبارك لا يتحدث مع بشار الاسد، ولكنه يؤيد المفاوضات بين اسرائيل وسوريا سواء لان الاتفاق بينهما كفيل بان يقلص حجم النفوذ الايراني في المنطقة ام لتصفية الحساب التاريخي مع سوريا، والتي هاجمت مصر على اتفاق كامب ديفيد. وسيسر مصر ان تري سوريا كم اخطأت في الثلاثين سنة التي مرت منذئذ. حقيقة أن اوباما لم يذكر اسم سوريا في كل الحوار العلني مع نتنياهو تعظم فقط مكانة مبارك. ومع ذلك، فان مصر تفضل ان تجري المفاوضات السياسية بالتدريج بحيث أن الفلسطينيين، رعاياها، يمكنهم أن يحققوا الانجازات قبل سوريا.

المشكلة الاساس لمبارك ليست فقط تشكيل مسيرة سلمية جدية ودائمة تضمن النتائج بل ضمان مكانة مصر كمحور مركزي في هذه الخطوة السياسية. من هنا الوزن الكبير الذي يوليه مبارك للمصالحة الفلسطينية واقامة حكومة الوحدة. اذا ما نجح في اقناع اوباما بتقدم المصالحة الفلسطينية ونثر تلميحات الوعود لحماس، فسيكون بوسع عباس ايضا ان يعود من واشنطن مع بضاعة هامة.

لا توجد مؤشرات كبح

يبدو أن المفهوم الشامل الذي يقترحه مبارك مقبول على اوباما الذي سبق أن عرض نظريته. الرئيس يعتقد ان السلام بين اسرائيل والعرب هو الوسيلة الانجع لصد تطلعات ايران. ممكن التشكيك بوجود صلة مباشرة بين الجبهتين. مشكوك فيه أن تكف ايران عن تخصيب اليورانيوم فقط مقابل اتفاق بين الفلسطينيين واسرائيل. جبهة عربية موحدة، تتضمن هجوما لفظيا مباشرا على ايران وحزب الله موجودة منذ الان، ولكنها لم تترك مؤشرات كبح في طهران.

سياسة ايران متعلقة اساسا بسياسة واشنطن تجاهها. كما ان لايران ثمنا هاما تعرضه على واشنطن، سواء في الجبهة الافغانية – الباكستانية ام في العراق. لي ذراع ايران من قبل واشنطن، والذي تتطلع اليه اسرائيل، من شأنه ان يبقي الولايات المتحدة دون حليف محتمل في هاتين الجبهتين ودون رافعة لاقناع ايران بالكف عن التطوير النووي.

وعليه، فان الحوار الذي يقترحه اوباما على طهران يعتمد على الاستراتيجية الجديدة التي تقضي بان من الافضل احتواء ايران في الخطوات السياسية من تطوير جبهة حيالها نتائجها غير مؤكدة او ليس للولايات المتحدة أي رغبة في السير فيها حتى النهاية، بمعنى الهجوم العسكري.

الخطوة الهامة التالية متوقعة في 4 حزيران، حيث سيلقي اوباما في القاهرة خطاب المصالحة مع المسلمين والعرب. جولة اللقاءات مع الزعماء العرب ستنتهي حتى ذلك الحين والرؤيا كفيلة بان تصبح استراتيجية وخطة عمل. الباقي متعلق بالوتيرة، بعصا الضغط الامريكية وبنتائج الانتخابات في ايران وفي لبنان. شهر تموز سيكون شهر ساخن في الشرق الاوسط.