خبر عندما يقول أوباما لان .. يديعوت

الساعة 09:28 ص|22 مايو 2009

بقلم: ناحوم برنيع

"للكلمات مغزاها"، قال نتنياهو في ختام زيارته لواشنطن. كلمات كثيرة تمت تبادلها خلال هذه الزيارة اكثر مما خطط له مسبقا. ليست كلها لطيفة. في اخر المطاف رغم الكلمات الكثيرة الطيبة التي استخرجت من قاموس كلمات الرؤساء السابقين وتمت تدفئتها من جديد تركت هذه الزيارة طعم الخصام. براك اوباما وبنيامين نتنياهو بدءا علاقاتهما بالقدم اليسرى.

وجه أوباما موجه نحو العالم العربي. ليس بسبب اصول والده الاسلامية او بسبب حبه الخفي للقرآن، وانما لان الطريق الوحيد بوجهة نظره للخلاص من العراق وافغانستان وربما ايضا ردع ايران يمر من خلال حشد تأييد حكام العالم العربي. اسرائيل هي محطة على الطريق. هي ذخر الا انها عبء ايضا.

على هذه الخلفية يتوجب فهم تركيز ادارة اوباما على ايقاف المشروع الاستيطاني. هناك جانب عاطفي هنا ايضا: الحساسية في الحزب الديمقراطي وخصوصا جناحه اليساري، بمعاناة الفلسطينيين اكبر بما لا يقاس من الحساسية التي ابداها الجمهوريون في فترة بوش. ولكن توجد هنا قبل كل شيء مصلحة قومية امريكية: المواجهة حول المستوطنات هي بطاقة دخول مريحة لادارة اوباما للعالم العربي، بطاقة دخول يقف اشخاص بارزون حتى من الحزب الديمقراطي ومن انصار اسرائيل من ورائها.

للكلمات مغزاها، لذلك هناك اهمية لما قالته هيلاري كلينتون لقناة الجزيرة القطرية في ختام زيارة نتنياهو.

"سيدتي وزيرة الخارجية" سأل المذيع، "عندما قال الرئيس اوباما انه كان يرغب بأن تجمد اسرائيل المستوطنات فهل قصد القول ان المستوطنات القائمة ستنقل مرة اخرى الى ما وراء حدود حزيران 67؟"

"هناك جزءان لهذا السؤال"، ردت كلينتون. "اولا، نحن نريد ان نرى ايقاف البناء، الاضافات والنمو الطبيعي – وكل نوع من انواع النشاط الاستيطاني. هذا ما قصده الرئيس. اضافة الى ذلك نحن سندفع لحل الدولتين وهذا الحل يشمل الحدود المتعارف عليها. ونحن نتوقع ان نرى دولتين تعيشان جنبا الى جنب دولة للفلسطينيين تكون دولة سيادية وتكون للفلسطينيين فيها سيطرة على مسائل مثل النشاط الاستيطاني".

هذه عبارات صعبة ليس فقط لمسامع حكومة يمينية في اسرائيل، وانما ايضا لمسامع الحكومات السابقة. هي تتردد عشية يوم القدس حيث يفترض ان يقوم نتنياهو بزيارة لا تنسى لمعهد الراب ذلك المعهد الديني الذي انطلق منه المشروع الاستيطاني.

اوباما وكلينتون يحرصان منذ بداية ولايتهما على اجراء المقابلات مع وسائل الاعلام العربية. اوباما وعد بان يستهل فترته الرئاسية بتصريحات يطلقها من عاصمة اسلامية. هو وفى بوعده مرتين: في بداية ولايته القى خطابا في اسطنبول وفي الرابع من حزيران سيلقي خطابا هاما جدا في القاهرة. خلال المرتين عرج عن اسرائيل. هذا لا يشير الى عدائه لاسرائيل وانما الى ان البيت الابيض ياخذ اسرائيل الان – وناخبيها اليهود في امريكا – كامور بديهية.

احد قادة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة اشتكى مؤخرا من الطريقة التي يعالج فيها البيت الابيض علاقاته مع المؤسسة اليهودية. في السابق كانوا يجمعون اليهود لاعطائهم معلومات في واشنطن او في مكالمات مؤتمر هاتفية وفقا لمؤسساتهم. البيت الابيض في عهد اوباما لا يتصرف على هذا النحو وهو الذي يختار من يتحدث معه ومتى. احد القادة اليهود الذي دعي لاجراء محادثة مع رئيس الطاقم في البيت الابيض رام عمانويل انتظر ساعتين في غرفة الانتظار. وعندما دعي للداخل بدأ كالعادة عند المعروفين القدامى باطلاق النكات الشخصية والمداعبات. عمانويل حرص على عدم الضحك.

اوباما يتمتع الان بشعبية هائلة. اتباعه يعرفون ان وضعه لن يبقى حصينا دائما ولكن شعور القوة اقوى منهم. من ناحية اخرى، تعاني اسرائيل من اثار عملية غزة. "انتم لا تتخيلون لانفسكم الى اي مدى مست مشاهد عملية غزة بصورتكم في امريكا". قاالت لنا شخصية امريكية سياسية. السخرية هي ان نتنياهو يدفع ثمن عملية لم يكن ضالعا فيها.

لن نبني من جديد

شدة الضغط في قضية المستوطنات فاجأت نتنياهو. خلال ايام حكمه الخمسين الاولى لم يبادر باية خطوة استفزازية في هذه المسألة . لم تتم اقامة مستوطنة جديدة ولم تعط تصاريح بناء. بل على العكس: قادة "يشع" اشتكوا من عدم وجود اي تغير في السياسة نحوهم رغم ان الحكومة هي حكومة يمين.

ولكن هذا الثمن الذي يدفعه لانه يرفض خلافا للحكومات الاخرى لعب لعبة الدولتين. رؤساء الوزراء تبنوا تصور الدولة الفلسطينية وواصلوا من تحت الغطاء الاستيطان كما يحلو لهم. من يلقي بالغطاء ليس من حقه ان يشتكي من البرد.

"ما الذي تريدونه مني؟" سأل نتنياهو مستشار الامن القومي الجنرال جيمس جونز في لقائهما في واشنطن. "تريدون ان اجمد كل طفل يولد؟ وكل مبنى يبنونه؟ ان ابني بصورة عمودية ام بصورة معمقة نحو باطن الارض؟"

هو واجه هجمة مركزة ومنسقة مع البيت الابيض من الديمقراطيين في الكونغرس ومن لقاء الى اخر في مقر الكونغرس ازدادت اللهجة العاطفية حدة في كلامه. "لقد قمنا باقتلاع عشرة الاف نسمة من قطاع غزة". قال "انتم تعرفون ما الذي حدث لهم؟ الاطفال يجتازون علاجا نفسيا والعائلات دمرت وهناك امراض مختلفة وغريبة تفشت في صفوفهم. وما الذي حصلنا عليه في المقابل 7 الاف صاروخ على البيوت الاسرائيلية. بامكانكم ان تطمئنوا فنحن لن نعيد بناء غوش قطيف. ولكن الشكوك يجب ان تكون موجودة. المسألة تتعلق بمناطق نزاع في اخر المطاف (اي مناطق قد يبقى جزء منها تحت سيطرة اسرائيل). يقدمون لنا مطالب قصوى ولا يطالبون الفلسطينيين بأي شيء، وما طالبوه منهم في الماضي يتلاشى ويختفي. اين النزاهة؟ التنازلات يجب ان تكون متبادلة".

ايهود باراك سيتوجه لواشنطن بعد اسبوعين. كرة المستوطنات موجودة في ملعبه بدرجة كبيرة. هو فعل قليلا جدا في هذا المجال عندما كان وزيرا للدفاع في حكومة اولمرت. ان لم يحدث شيء في البؤر الاستيطانية في الاسابيع القديمة فمن المتوقع ان يواجه هبوطا صعبا في العاصمة الامريكية.

لطيفون جدا

عشية الزيارة جرى حديث كثير حول الانسجام الذي سينشىء او لا ينشىء بين القائدين. الخلاصة كما جاءت على لسان الجانبين الانسجام لم يحدث. "كانت هناك نقاط تم التفاهم عليها واخرى لا يوجد تفاهم حولها" قال نتنياهو "ان توقعوا الصدام فهو لم يحدث وان توقعوا العناق فهو لم يحدث. ولا لوي الايدي ايضا. انا اختار التركيز على الجانب الايجابي".

طاقم اوباما قرر قبل الزيارة التجاوب مع نتنياهو في مسألتين هامتين: ايران والسلام الاقليمي. في المسألة الايرانية تراجع الامريكيين عن رفضهم تحديد موعد محدد لانهاء المفاوضات مع ايران. اوباما ذكر في ختام اللقاء علانية نهاية السنة المدنية كموعد محدد. في اللقاء نفسه تحدث عن موعد مسبق – ايلول او تشرين الاول. الموعد يرتبط باجتماع الجمعية العمومة في نيويورك في ايلول. ان لم يتم التوصل الى تقدم في المباحثات مع الايرانيين فسيكون بامكان الامريكيين ان يتحركوا لتجديد العقوبات.

التنازل الاخر الذي تم في القضية الايرانية هو استعداد اوباما لتكرار عباراته التي صرح بها ابان الانتخابات، بان كل الخيارات مفتوحة، بما في ذلك الخيار العسكري. كل الخيارات موضوعة على الطاولة. هذه العبارة ليست لفتة لاسرائيل فقط. البيت الابيض ادرك ان خطأ قد حدث في الطريقة التي توجه بها اوباما لايران واقترح عليها التفاوض. كنا لطفاء جدا ومتحمسين جدا كما يقول طرف امريكي تابع اللقاءات ومن المحتمل ان نكون قد ساعدنا احمدي نجاد في حملته الانتخابية.

نتنياهو لا يؤمن باحتمالات المفاوضات الامريكية الايرانية وامكانية الوصول الى ايقاف المشروع النووي. الادارة الامريكية تعرف انه لا يوجد اسرائيلي واحد يختلف مع نتنياهو في هذه المسألة. الخط الرسمي الاسرائيلي هو "يا ليتهم ينجحون". اسرائيل معنية اكثر بسياسة امريكية لمرحلة ما بعد الفشل.

نتنياهو اكد لاوباما ان اسرائيل تحتفظ لنفسها بحرية التحرك الكاملة لمواجهة ايران خلال المفاوضات وبعدها. "اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تهدد دولة اخرى ووجودها ذاته". قال نتنياهو لاوباما. "مسؤوليتي ليست فقط نحو اسرائيل وانما نحو مستقبل الشعب اليهودي ايضا. الشعب اليهودي عاش في بلاده الف عام وكافح الفي عام حتى يعود اليها ونحن عازمون عن الدفاع عن انفسنا في بلادنا". "انا افهم ذلك" رد اوباما.

نتنياهو يؤكد ان اسرائيل لا تتوقع الحصول على تصريح من امريكا بصدد العملية ضد ايران. "ليس هناك ضوء اخضر او اصفر او اسود" قال لنا.

الرئيس والجهاز السياسي الامريكي كله يدركون ان الذرة الايرانية لا تشكل خطرا على اسرائيل وحدها وانما على كل الدول المؤيدة لامريكا في العالم العربي وعلى الاستقرار في المنطقة وعلى المصالح الامريكية الصارخة. هذا لا يعني ان امريكا تنوي ارسال قاذفاتها الى هناك.

هناك فرق مثير، قال احد اتباع نتنياهو المرافقين، بين نظرة الاسرائيليين للذرة الايرانية وبين نظرة الامريكيين. الاسرائيليون يكبتون هم لا يستوعبون شدة التهديد وجسامته وهذه عناوين صحفية بالنسبة لهم. الامريكيون على الاقل اولئك الضالعون في القضية يدركون مدى جدية التهديد.

حكم على هذه الحكومة، كما يضيف هذا الشخص ان تتخذ خلال عام قرارا قد ينطوي على الحياة والموت بالنسبة لالاف الاسرائيليين وربما مئات الالاف. هذه ليست امورا عابرة. فهل أعدت حكومة نتنياهو لمثل هذا القرار؟ ليس بالتأكيد. نتنياهو لا يتمتع بالمرونة السياسية التي تمتع بها سلفيه. صورة حكومته في الخارج متطرفة وهي تحمل على ظهرها تراكمات خصوصا في القضية الفلسطينية تصعب عليها التركيز على ايران. الاجواء في ديوان نتنياهو هي اجواء نادي الجدل، وليس حكومة تواجه خطر الحرب. يريدون ان يكونوا صادقين هناك جدا بدرجة صبيانية.

عشية زيارة نتنياهو لواشنطن التقى مع اولمرت وطلب منه بضعة نصائح. السؤال هو كيف يمكن توحيد المصلحة الاسرائيلية مع المصلحة الامريكية وتحويل الاثنتين الى فعالتين في مواجهة ايران.

اوباما يؤكد الارتباط بين ايران وعملية السلام. الصحافيون يقولون صراحة ان اسرائيل لن تحصل على ما تريد في جبهة ان لم تعط في الجبهة الثانية.

كما ان لامريكا مصالحها الخاصة. اوباما تحدث حولها مع نتنياهو. هو ملزم بسحب قواته من العراق وهذه ليست بالبشارة الجيدة لاسرائيل ولكن ليس لديه مفر واقع. عليه ان يعزز قوته في افغانستان وان يكبح هيمنة القوة الاسلامية على باكستان. نجاحات امريكا في هذه الدول الثلاث ستزيد من احتمالية تأييد الرأي العام الامريكي لعملية عسكرية ضد ايران.

نتيناهو قال بان لاسرائيل مصالحها الخاصة ايضا. "بامكاني ان افهم مصالح امريكا" قال لاوباما، "ولكني مسؤول عن ضمان امن ووجود الاسرائيليين".

من الذي يتطوع

المجال الثاني الذي قرر الامريكيون فيه التجاوب مع نتنياهو هو موضوع التطبيع مع العالمي العربي. وفقا لخطة السلام العربية في قمة بيروت 2003، سيصل العالم العربي الى التطبيع مع اسرائيل بعد ان تتوصل الى تسوية دائمة مع الفلسطينيين. اوباما يحاول اقناع الحكام العرب بتقديم الموعد والقيام بخطوات تطبيعية بموازاة المفاوضات التي ستستأنف مع الفلسطينيين. هو يعتقد ان بامكانه ان يحرز ذلك بسبب قدرته على الاقناع وكذلك استعداده للتطوع لحل الصراع وبسبب الخوف العربي من ايران. الملك عبدالله الثاني الذي كان في واشنطن قبل نتنياهو قال له بان هذا الامر ممكن.

الامريكيون اقل ثقة بالنسبة لعبدالله الاخر ملك السعودية. السعودية احتلت جزءا هاما من زمن اللقاء الانفرادي بين اوباما ونتنياهو. الامريكيون يعرفون الى مدى تخشى السعودية من ايران ولكنهم يجدون صعوبة في تفسير نواياها تجاه اسرائيل.

نتنياهو اعلم اوباما بتحفظاتها لمبادرة السلام العربية. المسار الاقليمي ملائم في نظره ولكن ليس ضمن الشروط التي تطرحها الجامعة العربية. اوباما ينظر بايجابية اكثر للمبادرة العربية ولكنه ليس واثقا انها ما زالت على الطاولة. والى اي مدى هي مفتوحة للتحسينات.

سوريا هي علامة استفهام اخرى. طاقم مجلس الامن القومي الذي يتضمن دان شابيرا رئيس قسم الشرق الاوسط في المجلس وجيفري بلاتمان مساعد وزيرة الخارجية زار دمشق مرتين منذ بداية عهد اوباما. لم يكن السلام مع اسرائيل هدف الزيارات وانما العلاقة بين امريكا وسوريا. الامريكيون ركزوا على مشكلتين مقلقتين بالنسبة لهم: تواصل تسلل الارهابيين للعراق عبر الحدود السورية والدور السوري في الانتخابات اللبنانية. الطاقم لم يعد ببشائر خير في هاتين المسألتين. عندما جاء تمديد العقوبات على سوريا وقع اوباما على تمديدها لسنة اخرى: لم يكن امامه مفر.

الطاقم طرح ايضا في محادثاته مع وزير الخارجية السوري وليد معلم قضية غلعاد شليت. سوريا تستضيف قيادة حماس بامكانها ان تؤثر عليها للقيام بخطوة على الاقل مثل تنظيم زيارة او رسالة. الرد السوري كان سلبيا في هذه المرحلة.

السوريون يلمحون للامريكيين بان كل المشاكل ستحل ان وافقت اسرائيل عن النزول عن هضبة الجولان. الامريكيون شكاكون. نتنياهو قال لاوباما انه مستعد لاستنئاف المباحثات مع سوريا من دون شروط مسبقة. اما في اسرائيل فقد اطلق تصريحات مغايرة وقال ان حكومته لن تنزل عن الجولان باي شكل من الاشكال. ليس لدى السوريين ما يعطوه لنا في المقابل.

المليونير الامريكي رون لاودر الذي كان وسيطا بين اسرائيل وسوريا خلال ولاية نتنياهو الاولى توجه للسوريين حسب ادعائهم واقترح استئناف وساطته. هم رفضوا الفكرة فورا. من الواضح تماما ان نتنياهو لم يكن من وراء توجه صديقه لاودر فهو ليس معنيا الان بالوساطة ولا بالوسيط. في الاسبوع القادم سيصل ابو مازن الى واشنطن (مبارك الذي يفترض ان يصل من بعده الغى زيارته بسبب حزنه على وفاة حفيده). اوباما سيضطر لاعطاء شيء ما لابو مازن. نتنياهو يعرف ان اوباما سيزيد من حدة انتقاداته لاسرائيل في قضية الاستيطان. هو سيعد ابو مازن بتدخل امريكي مكثف في المفاوضات ويحاول اقناعه بان يستأنف المباحثات مع اسرائيل رغم رفض نتنياهو صراحة بمبدأ الدولتين.

اوباما، كلينتون والجنرال جونز طرحوا على نتنياهو ضائقة الفلسطينيين في الضفة وفي غزة ايضا. هم يطالبون اسرائيل بتخفيف مجريات الحياة في الضفة والسماح باعمار واسع لغزة المدمرة. اسرائيل ترفض ادخال الحديد والاسمنت الى غزة. التعليلات أمنية. ادارة اوباما لم تقتنع بان المشكلة الامنية حقيقية. نتنياهو وعد بالتحقق من الامر. هو غضب لان كل الضغط في القضية الفلسطينية يتركز على اسرائيل. في مأدبة العشاء التي نظمتها هيلاري كلينتون للحاشية الاسرائيلية حدثهم نتنياهو بنكتة يتذكرها من ايام خدمته العسكرية. "الرائد يجمع سرية الجنود ويسألهم: من الذي يتطوع للمهمة (المرهقة)؟. لا ينهض احد وعندئذ يقول ايها الجندي المبتدىء قوبلسكي انت قد تطوعت".

الجنرال جونز انفجر ضاحكا هو يعرف بهذه الاوضاع من الجيش، الاخرين ابتسموا بلباقة: اسرائيل من وجهة نظرهم ما زالت الجندي المبتدىء قوبلسكي.

الثقب في السجادة

كانت هناك احاديث شخصية قليلة جدا بين الاثنين. ميشيل وبراك اوباما لم يتعاملا مع الزوجين الاسرائيليين كما تعامل لورا وجورج بوش مع عليزا وايهود اولمرت. لم تكن هناك قهقهات متبادلة على غرار بوش واولمرت ولا زيارات ودية في الجناح السكني. نتنياهو حدث اوباما بانه عندما كان رئيسا للوزراء في الفترة الاولى جلب اطفاله معه الذين كانوا صغارا الى البيت الابيض برئاسة كلينتون وان الاثنان قد شاغبا هناك وقاما بقلب الوسائد.

اوباما حدثه عن استيعاب ابنتيه الصغيرتين في البيت الابيض. نتيناهو تطوعع له بنصيحة من تجربته: "هذا يصبح اكثر صعوبة عندما تكونان في سن المراهقة" قال. اوباما قال بان البيت الابيض بحاجة ماسة للترميم ولكن الازمة الاقتصادية لا تسمح بذلك. نتنياهو نصحه بعدم الترميم وحدثه عن انه عندما دخل الى منصبه كوزير للمالية في فترة اقتصادية صعبة جاءت اليه مصممة داخلية. "بامكانك ان تفعلي كل ما تريدين شريطة ان تكون الميزانية صفر" قال لها. "اسمح لي على الاقل بان اصلح الثقب في السجادة" قالت له. "لا باي شكل من الاشكال" قال لها نتنياهو. "هذا الثقب يساوي مليار شيكل".