خبر تل أبيب لم تعد «الطفل المدلّل» لواشنطن!

الساعة 06:56 ص|22 مايو 2009

تل أبيب لم تعد «الطفل المدلّل» لواشنطن!

تترقب الأوساط الحكومية الإسرائيلية الخطوة التالية التي سيقدم عليها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بعد لقائه الملتبس ببنيامين نتنياهو وسط خشية من تراجع مكانة تل أبيب لدى واشنطن بصفتها اللاعب الأساسي بالنسبة إليها في المنطقة

 

محمد بدير

يُصر مستشارو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على أن زيارة الأخير للعاصمة الأميركية كانت زيارة ناجحة مهّدت الطريق إلى تعاون وثيق بين الدولتين. إلا أن مبادرة السلام الإقليمية التي يعمل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على بلورتها بالتشاور مع دول عربية قد تكون، بحسب مصادر سياسية إسرائيلية، إشارة إلى تغييرٍ في السياسة الأميركية حيال إسرائيل، خلاصته تحولها إلى «لاعب كبقية اللاعبين في الساحة الشرق أوسطية»، بعدما كانت «لاعباً أساسياً يحظى بمعاملة مميزة». فإذا كانت تل أبيب الصبي المدلل لجورج بوش، فإنها ـــــ وفقاً للمصادر نفسها ـــــ لم تعد كذلك في عهد إدارة أوباما التي «لم تعد تعمل بتعاون وثيق بالتوافق مع إسرائيل».

وأوضحت المصادر، لصحيفة «معاريف»، أن «هذا هو الشعور البارز الناجم عن مبادرة أوباما ـــــ إنه يبلورها مع العرب وليس معنا»، مشيرة إلى أنّ أسباب ذلك تعود إلى إصرار نتنياهو على رفض مبدأ الدولتين «الذي يراه الأميركيون مفتاح عملية السلام وتجنيد دعم الدول العربية، لذلك فإن أوباما ينسق العملية معهم».

في المقابل، خفف مصدر سياسي آخر من أهمية التحول الحاصل في التعامل الأميركي مع إسرائيل، مشدداً للصحيفة نفسها على أن «العلاقات لا تزال جيدة كما هي الحال بالنسبة إلى مستوى التنسيق». وأضاف: «في هذه المرحلة، تجري محاولات لجسر الهوة، وهناك جهد كبير من الجانبين لمباشرة المواضيع المهمة، سواء في ما يتصل بإيران أو العملية السياسية» مع الفلسطينيين.

وأشارت «معاريف» إلى أن إسرائيل تترقب بتأهب موعد إعلان الرئيس الأميركي خطته، لافتة إلى أن «أوساط نتنياهو تأمل أن ينسق البيت الأبيض مضمون المبادرة مع رئيس الوزراء». وقال أحد المعنيين للصحيفة: «نأمل نقل الرسائل بين الأطراف وألا نُفاجأ بعد أسبوعين».

ومن المتوقع أن يبدأ الموفد الأميركي الخاص، جورج ميتشل، سلسلة من الجولات المكوكية في المنطقة بعد أن يعلن أوباما مبادرته في خطابه المقرر في العاصمة المصرية في الرابع من حزيران المقبل. وستكون مهمة ميتشل الترويج للمبادرة واستطلاع وجهات النظر بين الأطراف وتسجيل تحفظاتهم بشأنها، على أن يكوّن خلاصاته الأولية في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر. وبحسب «معاريف»، سيعمد أوباما في أعقاب هذه المرحلة إلى إعلان جدول زمني لتطبيق ما اتفق عليه «لأنه يعلم أن ما لا يحصل في العام الأول، لن يحصل بعد ذلك».

من جهتها، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن ميتشل سيصل إلى المنطقة قريباً لكي يبحث مع المسؤولين الإسرائيليين الشروع في تطبيق المطالب الأميركية، وخصوصاً في ما يتعلق بوقف البناء الاستيطاني وتفكيك البؤر الاستيطانية ورفع الحواجز العسكرية في الضفة الغربية وتوسيع أنواع المنتجات المسموح إدخالها إلى قطاع غزة «بحيث تتاح إعادة البناء فيها».

وأشارت الصحيفة إلى أن جولة ميتشل هذه تُعَدّ ارتقاء درجة في الضغوط الأميركية التي تمارس على إسرائيل، لافتة في المقابل إلى أن أوساط نتنياهو تستبعد، رغم كل شيء، أن يتمكن أوباما من استكمال رؤيته للسلام قبل خطابه المقرر في القاهرة. ونقلت الصحيفة عن أحد المقربين من رئيس الوزراء قوله إنّ من المحتمل أن يركز خطاب الرئيس الأميركي على المصالحة بين الولايات المتحدة والعالم العربي والإسلامي، لكنه لن يدخل في تفاصيل الموضوع الإسرائيلي الفلسطيني.