ماهر يونس 40 عاماً... مللتُ السِّجنَ حتى ملَّني.. واليومَ أولدُ من جديد!

الساعة 06:40 م|19 يناير 2023

فلسطين اليوم

لحظةَ وصوله لقبرِ والده في مسقطِ  رأسهِ ببلدةِ عارة بالمثلث بالداخل المحتل بكى الأسير البطل ماهر يونس، بعد أن ملًّ طولَ سنوات السجن الأربعون التي قضاها في سجون الاحتلال المجرم، وكأن لسان حاله يقول "مللتُ السجن حتى ملني" واليومَ أولدُ من جديد، فلقد تركت الكلماتُ التي قالها الأسيرُ البطل ماهر يونس أثراً كبيراً قبل يومين من الإفراج عنه في رسالة منه للشعب الفلسطيني، قائلاً: "أنتظرُ تلك اللحظة التي أكون فيها حرا بينكم، بعد أن ملت الأيام والسنوات من وجودي خلف القضبان، متشوق لمشاهدة الجماهير العظيمة التي تهتف باسم فلسطين... فأنا قدمت لوطني وضحيت لأجل شعبي، ها أنا ما زلت حياً، وقادرا أن أعيش، فبعد يومين سأولد من جديد".

ماهر اليوم يولد من جديد كما قال في يوم الإفراج عنه، وهو طائر عنقاء يخرج من تحت الرماد ولا يستسلم أبداً للاحتلال المجرم، فأنت اليوم يا ماهر تعرف معنى الحرية وتعرف معنى الحياة بعد أن سلبك الاحتلال هذا الحق طوال 40 عاماً، فالحرية لها مذاق آخر مقابل لحظات القهر والظلم داخل الأسر على مدى عشرات السنوات التي قضاها.

ماهر أنت اليوم حياً وبين أحبابك وأقاربك تتحدى الاحتلال وإجراءاته العنصرية من منع الاحتفال بك، ولا تخضع لهذا الاحتلال الفاشي كما فعل من قبلك ابن عمك الأسير البطل كريم يونس، وبالرغم من محاولات الاحتلال من منع الفرحة بالاحتفال بخروج الأسير ماهر يونس، إلا أن الفرحة وتجمع المئات حول منزل عائلته كان أكبر رد على إجراءات شرطة الاحتلال.

في أولى لحظات للأسير البطل ماهر يونس بعد تحرره من السجن ذهب لزيارة قبر والده، وقال في أول كلمة له :"كان الأمل بعد 40 عاماً أن أرى الوطن محرراً"، ولم يضيف شيء آخر حيث كان في حالة اختلطت بها مشاعر الفرح مع الحزن معاً.

مسيرتنا مستمرة

وقال يونس: "40 عامًا من الأسر رحلة صعبة وليست سهلة، لكن فلسطين أغلى من الـ40 سنة التي قضيتها في الأسر، وهذه الفرحة مقدمة للشعب الفلسطيني".

وأَضاف: "أنا على ذات الفكرة وخط النضال فلسطيني، وإن شاء الله مسيرتنا مستمرة حتى تحرير الوطن كاملًا".

وتابع المحرر يونس: "إحنا أسرى حرية ونتوق للحرية، وبدنا كل أسير يفرح بفرحة الحرية من السجون وألا يفقد أحد من أهله بسبب وجوده في الأسر".

محاولة فاشلة

المختص في قضايا الأسرى الدكتور رأفت حمدونة، أكد أن سلطات الاحتلال تحاول مرارًا وتكرارًا مع الكثير الأسرى سرقة الفرحة من قلوب الأسرى وذويهم لحظة الإفراج عنهم.

وأوضح حمدونة في حديثه لـ" وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن القصة تبدأ حين يسرق الاحتلال الأسير من رفقائه داخل القسم الذي يُسجن فيه المعتقل، واصفًا هذه السياسة الإسرائيلية بـ"القرصنة".

وقال إن الاحتلال يحرم الأسير من توديع زملائه ورفقائه من الأسرى، كما حدث مع كريم يونس، ومجددًا مع ماهر يونس، مشيرًا إلى أن الاحتلال سرق حق الأسرى في الاستقبال كباقي المعتقلين وبرفع العلم الفلسطيني.

وأضاف حمدونة أن محاولات الاحتلال لسرقة فرحة الأسرى هي سياسة فاشلة، مبينًا أن مظاهر ومشاهد الالتفاف الجماهيري حول الأسرى بعد الافراج عنهم ستبقى غصة في حلق الاحتلال.

ودعا الجميع للالتفاف الجماهيري حول الأسرى المفرج عنهم، لإفشال سياسة الاحتلال من سرقة فرحة الأسرى وذويهم.

الجدير بالذكر أن الاحتلال شدد من ضغوطاته على عائلة يونس عشية الافراج عنه أو ورفع الأعلام الفلسطينية، حيث اعتقلت شقيق كريم يونس، وشرعت في تعزيز قوات الاحتلال في المنطقة وأطلقت قنابل صوتية.

واعتقل الأسير المحرر ماهر يونس عام 1983، على خلفية مقاومته للاحتلال وانتمائه لحركة "فتح"، وذلك بعد فترة وجيزة من اعتقال ابن عمه المناضل كريم يونس، بالإضافة إلى رفيقهم سامي يونس، الذي أفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011، وكان في حينه أكبر الأسرى سنّا، وتوفي بعد 4 سنوات من تحرره

كلمات دلالية