خبر غزة : أبواق موزعي الغاز تسمع من جديد في الشوارع

الساعة 05:40 ص|22 مايو 2009

فلسطين اليوم : كتب/ عيسى سعد الله

للمرة الأولى منذ أكثر من عام ونصف العام، عاد عدد من موزعي الغاز المتجولين لمزاولة أعمالهم، في إشارة إلى توفر غاز الطهي في المحطات، ورغم الإزعاج الذي تسببه أبواق الموزعين ورنين اسطوانات الغاز للمواطنين إلا أن الأخيرين استقبلوا عودة الغاز بحفاوة غير مسبوقة.

وأحيت هذه العودة المصحوبة بالإزعاج طوال اليومين الماضيين الأمل في نفوس ربات البيوت اللواتي عانين كثيرا خلال الفترة السابقة لشح الغاز، واضطرارهن لاستخدام الأدوات البديلة المرهقة وغير الصحية.

ويقول المواطن إبراهيم عياش مازحا إنه لن ينزعج ولن يراجع هؤلاء البائعين بسبب الضوضاء التي تحدث أثناء ترويجهم للغاز، مؤكدا أن أصوات "طقطقة" الاسطوانات وأبواق سيارات الموزعين تبشر بإنهاء أزمة الغاز.

ويستخدم الموزعون المتجولون على عربات "الكارو" قضبانا من الحديد للضرب على وسط اسطوانة الغاز لتنبيه المواطنين إلى قدومهم إلى الحي، فيما تلجأ سيارات الموزعين إلى استخدام مكبرات الصوت تبث لحنا مألوفا.

وخرج العديد من ربات البيوت أمام منازلهن للتأكد مما يسمعنه، وتؤكد أم أنور التي ضحكت كثيرا عندما طلب منها أحد الموزعين المتجولين أن تعطيه الاسطوانات الفارغة، أنها لم تصدق أن هذا الشاب قد عاد لجمع الاسطوانات الفارغة.

وقالت إنها ظنت صوت "الطقطقة" شيئا عابرا ناتجا عن لعب بعض الأطفال بالقطع الحديدية أو أي شيء آخر، لكنها خرجت إلى الشارع عندما أخبرها ابنها الصغير بأن تجار الغاز قد عادوا لمزاولة المهنة بعد انقطاع طويل، وسارعت إلى تسليم الموزع الشاب اسطوانة فارغة، وعدها بإرجاعها بعد ساعات مقابل 46 شيكلاً.

ويقول الموزع نفسه واسمه أمجد أحمد، إن الغاز الآن متوفر بشكل واضح في المحطات، لذلك أقدم على جمع الاسطوانات والعمل من جديد بعد انقطاع استمر نحو عام ونصف العام.

وعبر أحمد، وهو في بداية العشرينات من عمره، عن أمله في استمرار هذه الحالة التي تتيح له فرصة عمل جيدة، خصوصا أنه يعمل في هذا المجال قبل أزمة الغاز بعدة سنوات.

وقال ضاحكاً إن الكثير من المواطنين لم يصدقوا أن الأزمة قد انتهت أو أن الموزعين المتجولين قد عادوا لجمع الاسطوانات الفارغة من الزبائن.

وأضاف إنه يضطر في غالب الأحيان إلى طرق الأبواب وإخبار المواطنين بأنه قد عاد للعمل، لافتاً إلى تفاجؤ العديد من المواطنين بذلك، خصوصا ربات البيوت اللواتي فرحن كثيراً.

وعبرت أم سامي الداعور عن سعادتها البالغة لرؤية موزعي الغاز يتجولون في الحي، مؤكدةً أنها ستبدأ بالاستغناء عن استخدام الأدوات البديلة التي أرهقت صحتها ووقتها خلال الفترة السابقة.

لكن أم سامي لن تتخلص من هذه الأدوات، خصوصاً "بابور" الكاز وفرن الطين، بسبب انعدام الاستقرار الأمني والسياسي في القطاع، متوقعة أن تعود الأزمة من جديد في أي وقت.

وتعرض المواطنون في قطاع غزة إلى أزمة نقص حادة جدا في غاز الطهي، دفعت بالمواطنين إلى ابتكار أساليب وأدوات للتغلب على الأزمة التي اشتدت خلال الحرب الأخيرة وقبلها، حيث كانت العائلة تحصل بصعوبة على عدة كيلوغرامات من الغاز كل عدة أسابيع.

يذكر أنه بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة زادت قوات الاحتلال من كميات الغاز الواردة إلى القطاع بشكل تدريجي حتى وصلت إلى كميات معقولة خلال الأيام الأخيرة، الأمر الذي جعل الغاز متوفراً في العديد من المحطات.

لكن بحسب العديد من أصحاب المحطات، فإن الأزمة ستعود من جديد في حال عرقلت قوات الاحتلال إدخال الغاز أو منعته مرة أخرى، علماً بأن معدل كمية الغاز التي تصل يوميا إلى القطاع يتراوح بين 250 إلى 300 طن، وهذه الكمية تعد كافية لتعبئة الاسطوانات الفارغة المكدسة في المحطات، لكنها لا تلبي متطلبات توفير مخزون احتياطي من الغاز في محطات القطاع.