لم يتوقع المواطن الغزّي رمضان أحمد يمتلك كنزًا في بيته دون أن يعلم حقيقته، ليبدأ بعدها رحلة من الاستكشاف في مجال الحجارة الكريمة في قطاع غزة، مكرسًا جلّ حياته في البحث عن الأشياء المميزة والصخور النادرة، ليحول منزله في نهاية المطاف إلى متحف أثرى.
ومن بين الصخور التي جمعها الستيني أحمد، حجر "سجيل" (الذي سقط على أبرهة الحبشي وجيشه بعد قدومه لهدم الكعبة المشرفة، والتي ذكرت أيضا بالقرآن الكريم في سورة الفيل).
ويقول رمضان أحمد لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "طلبت مني والدتي أثناء رحلتي العلمية في مصر عام 1978 ان أشتري لها ما يعرف بـ"الخرز الأزرق"، واشتريت من السوق الذي يضم عشرات البسطات لأشخاص من اليمن وسوريا ومصر، واشتريت بعض "الأحجار والخرز" وأعطيتها لأمي بعد رجوعي من مصر.
ويضيف: "قبل 7 سنوات رأيت أحد السعوديين يعرض صورة لحجر "سجيل" عبر الانترنت، فتذكرت أن من بين الحجارة، حجر يشبه الحجر السعودي، فذهبت مسرعًا إلى والدتي لأسالها عنه، والتي كانت تحتفظ بالخرز والأحجار داخل في خزانة قديمة".
ولاحظ أحمد وجود تشابه كبير بين الحجر الذي بحوزته، وحجر السجيل الذي عرضه الرجل السعودي.
وللتأكد من الحجر، يشير إلى أنه تواصل مع قسم التاريخ في الجامعة الإسلامية، الدكتور والمؤرخ الدولي غسان وشاح وإبراهيم أبو شبيكة، والذين أكدوا أنه "حجر سجيل"، لافتًا أن الحجر خضع للفحوصات وتم التثبت أنه حقيقي، كما تسلمت شهادة من الجامعة بشأن ذلك".
ويتابع أحمد: "حجر سجيل وزنه يبلغ 125 غرام، والمفارقة أن حروف سورة الفيل مع البسملة تساوي 125 حرفًا".
وحول هوايته في جمع الأحجار الكريمة، يذكر أنه بدأ في اقتناء الأجحار الكريمة والصخور الملونة منذ 15 سنة، مبينًا أنه يمتلك حجارة عليها رسومات أثرية وقديمة، مبديًا اهتمامه الكبير في جمع الصخور الغريبة وذات الألوان المختلفة.
ويردف أحمد: "تواصلت أيضًا مع عضو اليونسكو الدكتور هاني ضهير شاكر في الأردن، والذي أكد لي أن من بينها حجارة نادرة الوجود في العالم كله".
ويكمل: "حصلت على بعض الحجارة من المحررات بعد انسحاب الاحتلال من غزة، وتمكنت من اقتناء عدة صخور بحرية، بينهم رأس تمثال وقمت بعمل ترميم له، وهناك صخرة تزن 20 كيلو ثبت انها حجر نيزك".
ويلفت أحمد أنه لديه متحف باسمه في الجامعة الإسلامية، وسيتم افتتاحه قريبًا.
ويطمح أبو حمد إلى جانب خبرته في البناء وتشييد المباني لدعمه من قبل المؤسسات والحكومة بتوفير الأرض لبناء متحف فلسطيني ونوعي.