خبر البردويل: لغة رئيس تحرير « الشرق الأوسط » في انتقاد « حماس » مفرقة ومدسوسة

الساعة 01:05 م|21 مايو 2009

استبعد أن تكون انتقاداته تعبيراً عن موقف الرياض "الداعي لتجميع الأمة"

البردويل: لغة رئيس تحرير "الشرق الأوسط" في انتقاد "حماس" مفرقة ومدسوسة

فلسطين اليوم - وكالات

أعرب قيادي في حركة "حماس" عن أسفه الشديد للاتهامات التي كالها رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، طارق الحميد لحركة "حماس" ورئيس مكتبها السياسي خالد مشعل في إطار دفاعه عن الرئيس محمود عباس، واعتبر ذلك انحرافاً إعلامياً وسياسياً وفكرياً مقصوداً لتكريس نهج التطبيع المجاني مع الجانب الإسرائيلي.

 

وأكد القيادي في حركة "حماس" الدكتور صلاح البردويل، في تصريحات خاصة لـ "قدس برس"، أنّ حديث رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط"، عن سيطرة خالد مشعل على مؤسسات حركة "حماس" و"بيعها لإيران وسورية"، هو "كلام مغلوط ويعكس جهلاً بالحقائق في أحسن الأحوال".

 

وقال البردويل "إذا أحسنّا الظن بما قاله رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط" بحق "حماس" نقول إنه يجهل الحقائق وبعيد كل البعد عن القضية الفلسطينية ولا يعرف دماء الشهداء الذين خطت بهم "حماس" نهجها، وهو لا يعرف معنى الشورى ولا الديمقراطية التي تمارسها حركة "حماس" في مؤسساتها. وهو لا يعرف الفرق بين رجل يعيش على الدعم الأمريكي وما بين رجل خرج من باطن الأرض هو وكل قيادات "حماس" ولا يقبلون أن يكونوا ذيلا لأحد".

 

وتابع البردويل "ثم ما هذا التحامل على "حماس" وما هذا الانشغال بربط "حماس" بإيران؟ هذا هروب من استحقاق أنّ إسرائيل تذلّ الجميع، وهؤلاء يريدون غسل دماء أبناء فلسطين من الأيادي الإسرائيلية من خلال هذه الأصوات الغوغائية التي تحرف المسار وتضلل الأمة والشعوب. ولا ندري ماذا سيجني هؤلاء من وراء هذا التطبيع المجاني مع العدو!"، كما قال.

 

وأضاف البردويل "هؤلاء انسلخوا عن ثقافة أمتهم وهويتهم وكرامتهم، ولذلك: إذا أتتك مذمّتي من ناقص، فهي الشهادة لي بأني الكامل"، وفق ما ذكر.

 

وأشار البردويل إلى أنّ انتقاد "حماس" ليس مقصوداً في ذاته، وإنما هو مدخل للتشكيك في خيار المقاومة والتقليل من شأنه بما يساعد على إشاعة الهزيمة بين أبناء الأمة، وقال "برزت في الآونة الأخيرة مجموعة من الأقلام التي تتبنى نفس هذه اللغة المريضة عن قصد أو عن قلة فهم، ويبدو أنّ هذه الأقلام لا تعير انتباهاً لحركة الشارع العربي والإسلامي الفكرية والسياسية وتوجهاته العقائدية، محاولين أن يصنعوا حالة مغايرة مجافية للقيم عن طريق هذه الأقلام المسمومة"، على حد وصفه.

 

ومضى البردويل إلى القول "يبدو أنّ هؤلاء يجهلون أنّ هذا جهد ضائع"، وتابع "لذلك للأسف العتب ليس عليهم، وإنما على وسائل الإعلام التي تنشر لهم. لو كان الأمر يتعلق باختلاف في الرأي فهذا أمر مقبول، لكنه انحراف تام، هؤلاء لا يرون دماء الشهداء ولا يرون حجم الجرائم، هؤلاء ليسوا عرباً ولا ينتمون لهذه الأمة"، على حد تعبيره.

 

واستبعد البردويل أن يكون ما تضمّنه مقال الحميد في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية ذات الميول السعودية المعروفة عاكساً لموقف الرياض من حركة "حماس" ومن المقاومة ومن الصراع العربي ـ الإسرائيلي. وقال البردويل "ما يؤسفنا حقيقة أنّ هذه الصحيفة تنتمي لدولة عزيزة على قلوبنا تعمل على تجميع الأمة، ولا نعتقد أنها تقبل بهذه اللغة المفرِّقة المدسوسة، ولذلك نربأ بالمملكة العربية السعودية أن تخرج منها هذه الأقلام، وندعو لوضع حد لهذه اللغة السقيمة"، على حد ما ذكر.

 

وكان رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط"، طارق الحميد، قد نشر اليوم الخميس (21/5) مقالاً له بالصحيفة بعنوان "ما هي مشكلة عباس؟"، أشار فيه إلى وجود حملة لإظهار ضعف عباس من خلال مقارنته بـ "حماس"، وتساءل قائلاً: "فما هو مشروع "حماس" الوطني؟ وما الذي حققته الحركة منذ فوزها بالانتخابات، وانقلابها المسلح على السلطة؟".

 

وأجاب الحميد عن سؤاليه بالقول "بالطبع لا شيء سوى شرذمة القضية، ومنحها لإيران، وتعميق معاناة أهل غزة. فقد خاضت "حماس" الانتخابات الفلسطينية وهي تعلم سلفاً أنها نتيجة أوسلو، فإذا كانت الحركة ترفض أوسلو فلماذا قبلت بالانتخابات؟ ومن الظلم أصلا مقارنة عباس بمشعل، فالفارق كبير، إذ أنّ أبو مازن يقود مشروعاً وطنياً سلمياً، لم يُستخدم فيه السلاح ضد أبناء وطنه، حتى يوم خططت "حماس" لاغتياله، وكذلك يوم قامت "حماس" بانقلابها المسلح بغزة. بل ما يزال يتواصل معهم بحثا عن الوحدة وحلم الدولة بينما "حماس" تقول لأمريكا خاطبونا".

 

وأضاف الحميد "وها هي "حماس" توقف صواريخها التنكية بعد ثبوت عدم جدواها، إلاّ من حيث التنكيل بأهل غزة، وتعزيز قوة مشعل. ولذلك فإنّ استخدام السلاح ضد الفلسطينيين أمر لا يفعله عباس. أمر آخر ومهم وهو أنّ "حماس" تجد دعماً مادياً من إيران وحلفائها، وبعضهم خليجيون، كما تحظى بغطاء وتنسيق سوري، وهذا ما جعل مشعل ملكاً متوّجاً لا يجرؤ أحد من "حماس" على مناكفته، لأنه يعي العواقب حتماً. وأبو مازن لا يقمع ولا يبحث عن غطاء دولي لقمع خصومه"، على حد تعبيره.