خبر مصابو ومعاقو حرب غزة في مخيم جباليا الأكثر إصابة بالمشاكل النفسية

الساعة 10:52 ص|21 مايو 2009

فلسطين اليوم-غزة

أظهرت دراسة محلية متخصصة في المشاكل النفسية، أن المشكلات النفسية أكثر انتشاراً في شمال قطاع غزة لاسيما معسكر جباليا، بسبب تكثيف القصف والاجتياح الإسرائيلي في هذه المنطقة.

 

وأوضحت الدراسة التي أعدتها الإغاثة الطبية الفلسطينية ضمن مشروع الدعم الطارئ لخدمات التأهيل المبني على المجتمع وبتمويل من دائرة التنمية الدولية البريطانية من خلال مؤسسة التعاونية بعنوان:"المشكلات النفسية الناتجة لدى مصابي ومعاقو الحرب علي غزة"، أن منطقة  بيت لاهيا، ثم جباليا البلد، وبيت حانون، تلي معسكر جباليا في انتشار مشكلاتها النفسية بعد حرب غزة.

 

وأوصت الدراسة، بضرورة تقديم تثقيف نفسي للمريض من خلال تعليمه والتعرف على مشاكله وتغيير وجهة نظرة السلبية للإفراد نحو أنفسهم ونحو الآخرين والمجتمع، والعمل على تشجيهم وعلى تعزيز العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، وتدريب المعلمين والأهل على كيفية التصرف مع الطلاب وقت الأزمات.

 

كما طالبت الدراسة، بالعمل على توعية الأسر من خلال وسائل الإعلام المختلفة لزيادة الوعي بكيفية مواجهة الأزمات وكيفية التعامل مع الأطفال وقت الأزمات، وعقد ندوات ولقاءات تثقيفية للآباء والأمهات والمعلمين حول كيفية التعامل مع الأطفال وقت الأزمات، إضافة إلى عقد ندوات ولقاءات تثقيفية للمصابين والجرحى حول كيفية مواجهة الضغوط النفسية التي يعانون منها و تقديم الخدمة النفسية للأفراد غير المصابين.

 

يشار إلى أن الدراسة أعدها كل من، الأخصائية النفسية سماهر مطر وأسماء شحادة، وإياد المصري، فيما أشرف عليها مصطفى عابد منسق المشروع.

 

وبينت الدراسة، أن مشكلة الخوف هي الأكثر تكراراً وشيوعاً لدى مصابي و جرحى الحرب، ثم مشكلة الصدمة النفسية، ثم مشكلة القلق، ثم مشكلة العصبية يليها مشكلة الاكتئاب النفسي، واضطرابات النوم، والعدوانية، والتبول اللاإرادي والانطواء، ومص الأصبع.

 

وكشفت الدراسة، أن المشكلات النفسية أكثر شيوعاً وتكراراً لدى الذكور ويعزى ذلك إلى أن عدد إصابات الذكور أكثر من عدد إصابات الإناث، وبناء على ذلك تم التعامل مع الذكور أكثر حيث أن عينتهم أكبر فكانت الخدمات المقدمة لصالح الذكور لاسيما وأن الذكور خلال الحرب تعرضوا أكثر من الإناث للخبرات والأحداث الصادمة من حيث (فقدانهم لأصدقائهم ، تشييعهم لجثامين الشهداء ، رؤية الأشلاء ، نقل المصابين ) منهم كانوا في موضع الحدث أكثر من الإناث ، حيث أن الإناث موجودات داخل المنازل ولكن الذكور بالعكس كانوا في موقع الحدث.

 

وأظهرت النتائج، أن المشكلات النفسية أكثر شيوعاً لدى الفئة العمرية التي تتراوح مابين (13 – 18 سنة ) وأنها أقل شيوعاً لدى الفئة العمرية التي تتراوح مابين (0 – 5 سنوات ) وذلك نتيجة إدراكهم للحدث واستيعابهم له أكبر من الأطفال، حيث أن الفئة العمرية ( 0 – 5 ) لا تفهم الحدث بشكل جيد، أنهم أكثر نضجاً من الأطفال، ومن ثم يكون تأثرهم بالحدث أكبر وأكثر من الأطفال.

 

وقال عابد:" إن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها التي يتم تنفيذها في شمال قطاع غزة مع جرحي الحرب، وقد جاءت بهدف تحديد المشاكل النفسية التي يعاني منها أولئك الجرحي والمعاقين والعمل على وضع خطة لمعالجتهم".

 

وأشار عابد، إلى مطالبة الأهالى للمؤسسات الدولية إلى استمرار تقديم الخدمات النفسية لأبنائهم  لما لها من دور في تعديل سلوكهم مستقبلاً، مناشدين المؤسسات الأهلية والحكومية ذات العلاقة إلى توحيد الجهود لهذه الفئة التي باتت تعاني الكثير.