خبر اوباما يقسم القدس- هآرتس

الساعة 09:18 ص|21 مايو 2009

بقلم: يسرائيل هريئيل

 (المضمون: في يوم القدس على اسرائيل ان تؤكد انتماء القدس لها والتأكد من أنه لن يأتي بواباتها ابدا اي قوة اجنبية - المصدر).

كارهو بنيامين نتنياهو تطوعوا لدفع عدة اهداف مقدسة: انزال اسرائيل على ركبتيها ("اضغط يا اوباما. وبكل قوة") من اجل اجبارها على قبول خطة الاملاء الامريكية ("خطة اوباما") وطحن مكانة رئيس وزرائها حتى اخر قطرة.

ان كانت مسائل الاعلام في دولته تحاول تركيع نتنياهو حتى التراب فلماذا لا تستغل الادارة الامريكية بصورة بديهية وسائل اعلامها الحماسية من اجل هذا الهدف؟

هم لم ينجحوا في تركيع نتنياهو الا انهم نجحوا كثيرا في اشعال نار غريبة ("من فضلك بقوة يا براك اوباما") اقنعت من اقنعت بان من الممكن الخروج بصورة مفاجئة ومن دون اجراء اي حوار مسبق مع الحكومة الجديدة في مبادرة رئاسية معمقة لا يمكنها ان تقبل بالنسبة للاغلبية المطلقة من مواطني اسرائيل اليهود.

عدا عن مطلب ممارسة الضغط القوية على اسرائيل طالب صناع السلام اوباما ايضا بان يوقف "العلاقات الخاصة" القائمة بين الولايات المتحدة واسرائيل. ادعى اولئك الوطنيون الاسرائيليون ان هذه العلاقات ضارة للمصالح الامريكية.

هم اعتبروا عملهم هذا ايضا مباركا. خطاب "رؤية السلام للشرق الاوسط" لن يلقى في البيت الابيض ولا حتى في جلسة مشتركة لمجلس الكونغرس والنواب – وانما في القاهرة ومن خلال تجنب مقصود للتعريج على القدس (وحتى تل ابيب)؟ هذا الخطاب يمكنه أن ينشر روح السلام على ضفتي المخلص الامريكي.

اوباما يمتلك معرفة قليلة في التاريخ والايديولوجية وسيكولوجية المقاومة العربية لقيام دولة اسرائيل. ولكن لديه استراتيجية: تبريد العلاقات مع الاسلام. تتضح اذا العملة النقدية التي ستنتقل للتاجر ولكن اولئك الذين بنوا الخطة والتي بصورة عابرة تماما تتساوق مع افكار اليسار المتطرف في اسرائيل (هذا اليسار الذي يخرج نشطاؤه ويدخلون الى مكتب رام عمانويل واشباهه) عبروا عن طموحهم وغطرستهم التي ستتسبب في حرق طبختهم.

لم يظهر بعد زعيم عربي سياسي او ديني، ليعبر عن موافقته بالتنازل عن حق العودة هذا التنازل الذي يعتبر لبنة مركزية في خطة اوباما. ايضا فكرة تدويل البلدة القديمة وتسليمها للامم المتحدة هي فكرة فارغة. اليهود المصهورون فقط – من الممكن ان يكون مثل هؤلاء في اسرائيل ايضا – هم الذين يستطيعون تجنيد رئيس مبتدء من اجل ذلك لانه غير مطلع على العمق الذي تصل اليه صلة اليهود بعاصمتهم وخصوصا منطقة الحوض المقدس.

اوباما القى في الاجواء كرات كثيرة وكثيرة جدا. ساحر من امثاله ايضا لن ينجح في التقاطها كلها مرة واحدة الكرة الاخيرة الثقيلة بصورة خاصة قد تسقط على ساقه ولكن ايضا على ارجل كل سكان المنطقة الذين سيدفعون الثمن الذي سيلحقه بهم من يريد تغيير مجريات الامور (قسريا). هذا ما سيحدث ايضا ان لم يقم بربط المبادرات المعزولة التي طرحها وبسرعة مع الواقع – ايضا في اماكن اخرى من العالم وفي بيته.

اليوم يوم القدس وستنظم في تلة الذخيرة مسيرة احتفالية رسمية لاحياء ذكرى مرور 42 عاما على تحرير عاصمة اسرائيل. سيكون بامكان نتنياهو في خطابه ان يخفف قليلا من الحماس الخلاصي الذي عبر عنه اوباما وان يوضح بلباقة من الذي تعود له مدينة القدس هذه. وان يلتزم ان اية قوة غريبة لن تصل الى بوابات القدس بعد ان حررتها قوات المظليين في حرب حزيران.