خبر بعثة فرنسية رسمية تدعو إلى رفع الحصار عن غزة لمنع قيام « حماسستان »

الساعة 05:08 ص|21 مايو 2009

فلسطين اليوم-الحياة اللندنية

شددت بعثة رسمية فرنسية تضم مسؤولين يتابعون الملف الفلسطيني زاروا غزة الأسبوع الماضي، على ضرورة «إخراج القطاع من الوضع القائم غير المحتمل بسرعة ملحة»، محذرة من أن استمرار الأوضاع الحالية «يحمل في طياته مخاطر اندلاع تطور جديد وخطير» يهدد بأسلمة القطاع وقيام «ما يمكن اعتباره دولة حماسستان».

 

وأبدت البعثة «خيبة أمل» من مصير قرار مجلس الأمن الرقم 1860 الذي ساهم وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في مناقشات إقراره إبان العدوان الإسرائيلي على غزة. ولاحظت عدم حدوث أي تقدم في تطبيق القرار ببنوده المختلفة، سواء على صعيد رفع الحصار أو توقف العنف كلياً، رغم وقف النار الساري، أو حتى المصالحة الفلسطينية وإعادة إدخال غزة في مسيرة السلام. ورأت أن «جميع هذه العناصر لم تشهد أي تقدم بل شهدت تدهوراً ملموساً».

 

وبالنسبة إلى الحصار، خرجت البعثة بانطباع مفاده أنه لا يضعف «حماس»، بل على العكس، فإنه يعزز موقعها، وأن الحصار يصيب أولاً حلفاء فرنسا «الضمنيين» في غزة، أي المجتمع المدني ورجال الأعمال والمنظمات غير الحكومية و «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا)، وهي كلها «مراكز قوى مضادة لحماس».

 

وقدرت أنه «إذا فتحت غزة وعاد النشاط الاقتصادي إلى وتيرته الطبيعية، فإن مراكز القوى هذه قادرة على اكتساب صدقية وتكوين هيكلية لمعارضة سياسية، ليست متوافرة الآن، نظراً إلى سيطرة الرعب الذي تمارسه حماس التي تعتقل وتعذب المعارضين من دون أن يكون هناك مخرج».

 

ورأت أن «مأزق المصالحة لا يزعج حماس والمتشددين في صفوفها، لأنهم يستغلون هذا المأزق لتعزيز نفوذهم في غزة عبر المساجد والقوات الأمنية وأيضاً المؤسسات التعليمية... إذ أن لرد حماس برنامج اجتماعي سياسي لأسلمة المجتمع إذا استمرت الأمور على هذا النحو، وسيكون هناك في غضون سنوات ما يمكن تسميته حماسستان»-حسب التقرير الفرنسي.

 

على أن أكثر ما «صدم» أفراد البعثة الفرنسية هو غياب الرؤية والاستراتيجية الإسرائيلية حيال غزة، إذ أن إسرائيل تدرك أن الحصار لا يضعف «حماس» وان حركة «فتح» مزعزعة، لكنها تفتقد أي استراتيجية أو رؤية، فيما تعمل «حماس» على الإبقاء على سيطرتها إلى ما لا نهاية. ورأت أن الحصار يضعف الأسرة الدولية و «أونروا» والقطاع الخاص والشعب لأن كل شيء يمر عبر الأنفاق ولا يشكل اقتصاداً منتجاً، بل تعود السلع الاستهلاكية التي تدخل عبر الأنفاق وتباع بأسعار باهظة، بالنفع على «مافيات محلية في رفح، خاضعة إلى حد ما لرقابة حماس». أما مصر، فهي «في وضع محرج، لأنه ليس في إمكانها إغلاق الانفاق، ولأن هناك اقتصاداً ينظم في سيناء حول هذه الأنفاق، كما انه ليس بوسع الرئيس المصري (حسني مبارك) العمل على ما يمكن أن يعزز الحصار الإسرائيلي، وهذه إذن معضلة لا حل لها».

 

وتولي باريس تصريحات الرئيس باراك أوباما عن الوضع في غزة أهمية كبيرة، إذ أن الشعب الفلسطيني «لا يمكن اتخاذه رهينة»، مشددة على أن هذا الملف شديد الأهمية، وكذلك العمل بقوة أكبر على المصالحة الفلسطينية. وتعتبر أن هناك مشكلتين أساسيتين تحولان دون المصالحة حالياً، وهما قوات الأمن وشروط المجموعة الرباعية، وهي تعتقد أن على الأميركيين والأوروبيين أن يظهروا بعض المرونة في ما يخص قضية الاعتراف بإسرائيل، وأنه إذا احترمت «حماس» الاتفاقات القائمة وأوقفت العنف، وهذا شرطان أساسيان، يمكن بعدها العمل مع الحكومة الفلسطينية.