خبر ها هي الذريعة المناوبة- يديعوت

الساعة 08:56 ص|20 مايو 2009

بقلم: ب. ميخائيل

ها قد عدنا الى الاصول. الى الاساليب المضمونة، المجربة والعتيقة لتأجيل النهاية: طرح مطالب مرفوضة، غريبة وعديم المعنى، كي نردع بهم من ينهض علينا ليقتلنا.

والموضة المناوبة هذه المرة هي: "اولا ليعترفوا باسرائيل كدولة يهودية".

بمعنى، طالما لا يوقع الفلسطينيون بايديهم بانهم يعترفون باسرائيل كدولة يهودية، فلن نبحث معهم أبدا، ولن نخفف القبضة على عناقهم، وبالطبع لن ننسحب حتى ولو سنتمتر واحد من الارض المقدسة.

لا يهم احد بالطبع حقا اذا كان مجلس م.ت.ف سيعترف بيهودية دولة اسرائيل أم لا. وهل لهذا أي نتيجة عملية؟ لا شيء. وهل سينجح احد ما بصب مضمون منسجم في تعبير "دولة يهودية"؟ ليس بعد. وهل يحتمل على الاطلاق "دولة يهودية" ليست دولة شريعة بكل معنى الكلمة؟ ولا باي حال من الاحوال. وهل مواطنو اسرائيل مطالبون بان يعترفوا باسرائيل كدولة يهودية؟ ما القصة. قسم لا بأس به من مواطني اسرائيل – يهودا وغير يهود على حد سواء – يمقت هذا التعبير الفارغ والمضلل.

احد لن ينفي أن دولة اسرائيل هي دولة الكثير من اليهود. كما أنها دولة اختارت ان تقيم صلة خاصة مع الثقافة اليهودية والدين اليهودي، وهي ايضا المكان الذي يحاول فيه (ولا يزال) الشعب اليهودي تحقيق حقه في تقرير المصير. ان يبني وطنا قوميا لليهود الراغبين في ذلك وان يصبح قومية ككل القوميات.

ليس صدفة أن تحدث تصريح بلفور عن "اقامة وطن قومي للشعب اليهودي في ارض اسرائيل". والفارق حاد وواضح بين "شعب" – الذي هو اسم جماهي لكل الذين يتشاركون في الانتماء العرقي – الثقافي وبين "قومية" – الذي هو تعبير جماعي عن كل المواطنين بجنسية موحدة سياسية – جغرافية. الشعب اليهودي بالفعل اقام هنا وطنا قوميا؛ دولة اسرائيل. دولة القومية الاسرائيلية. الوطن القومي لليهود – الاسرائيليين، المسلمين – الاسرائيليين، المسيحيين – الاسرائيليين، البهائيين – الاسرائيليين، الزرتوستانيين – الاسرائيليين بل وحتى الكافرين – الاسرائيليين.

ولكن "دولة يهودية"؟ لا يوجد كائن كهذا. وللاذان الديمقراطية يبدو التعبير "دولة يهودية" مفعم بالمضمون والمعنى مثل تعبير "بندورة برفوسلافية".

ولكن ما لهذا وللطلب من الفلسطينيين ان يعترفوا بيهودية الدولة؟ فهذا ليس سوى طلب شقيق لشقيقه الشاب "الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود". وابن عمه الخلاف التاريخي هل "سلام" هو "صلح" أم العكس. وحفيد الجدال الدراماتيكي حول معنى ربطة عنق السادات. وصهر مطلب الانتقال من "التهدئة" الى "الهدنة" وبالعكس. والشقيق التوأم لمطلب الاعتراف بالقدس الموحدة العاصمة الخالدة للشعب اليهودي وله وحده.

وفي واقع الامر ليس هذا المطلب سوى نوع أديب للطلب من كل زعيم فلسطيني يسعى الى الحوار معنا ان يقول قبل كل شيء ثلاثين مرة وبسرعة كبيرة بكل قوته "ينتيبرازي"

إذ ان هذا هو المضمون الواحد والوحيد لكل هذه المطالب: اثارة اعصاب الطرف الاخر لدرجة أن يفروا من طاولة المفاوضات محمري الوجوه من الغضب والاهانة. اما نحن فنكون انقذنا مناطقنا.

ولكن ابناء العرب، اولئك البناديق، تعلموا كل الاحابيل واجتازوا كل الجسور. وعليه، فيجدر بهم أن يسارعوا لان يعدو قبل الاوان عدة مطالب منطقية ولازمة.

مثلا: ان يعترفوا بدولة اسرائيل كدولة يهودية – ارثوذكسية. بحيث لا تعرف على لسانهم كدولة مجرد يهودية، يوجد فيها ايضا انواع من الاصلاحيين والمحافظين.

وليتفضلوا ايضا ليعترفوا بنا ليس مجرد دولة يهودية بل "دولة يهودية – ديمقراطية". فلا يعقل ان يقرر المشرع الاسرائيلي بان "يهودية وديمقراطية" فيما أن اسوأ اعدائنا يعفون من الاعتراف بـ 50 في المائة من مزايانا.

وبالطبع – فليوقعوا على تصريح يعترف بالجيش الاسرائيلي بانه الجيش الاكثر اخلاقية في العالم وبالمخابرات الاسرائيلية كمنظمة خيرية.

حسنا، واذا لم يجدِ كل هذا، فان اسرائيل ستطالب الفلسطينيين بالاعتراف بان النكبة لم تقع على الاطلاق. وهذا بلا شك، سيحدث المعجزة.