خبر الامر متعلق بنتنياهو -معاريف

الساعة 08:54 ص|20 مايو 2009

بقلم: جدعون سامت

 (المضمون: ان نجاح المسيرة التي تريد واشنطن الدفع بها قدما متعلق بنتنياهو فقط. فهو قادر على التشويش عليها وهو ايضا قادر على تقديمها على نحو ينشىء مناخا جديدا في المنطقة - المصدر).

أساس علاقة الدولة اليهودية بالولايات المتحدة متعلق الان بشخص واحد مهما يبدو مفاجئا. وليس هو الرئيس الامريكي. ان نجاح المسار الغامض حتى الان الذي تريد واشنطن ان تقدمه متعلق قبل كل شيء برئيس حكومة اسرائيل. فهو قادر على التشويش عليه. وهو قادر ايضا على تقديمه على نحو ينشىء مناخا جديدا.

لم يدع براك اوباما ضيفه يعلم جدولا زمنيا كارثيا ازاء الذرة الايرانية. ان ملخص توجهه هو عد الزمن حتى نهاية العام من اجل اختبار احتمالات التوجه المعتدل. في هذه الاثناء سيفحص بجد جدية نيات نتنياهو ان يتقدم نحو خطة تسوية اقليمية جديدة. يبادر براك اوباما الى عرضها في الشهر المقبل في القاهرة.

لحظت صحيفة "نيويورك تايمز" اشكالا في لغة الجسم بين الرجلين. كان هناك بطبيعة الامر اختلافا. لكن سجل انجاز واحد على الاقل لمزايا بيبي الا وهو كونه متحدثا ذكيا. فقد خدمته اللغة نفسها – لا لغة الجسم – على نحو يستطيعه قليل من الاشخاص الاسرائيليين في نقاش جدي ضاغط. ما بقي كثير جدا هو تغيير المضمون.

مرت سبع سنين ضائعة أعرضت فيها حكومات اسرائيل عن مبادرة حاسمة من الجانب العربي، وهي تفضي الان الى ما يرثه اوباما. لديه استعداد ممكن لجميع الدول الاسلامية لعقد صفقة مع العدو الصهيوني. لا يحل لنتنياهو ان يضيع معناه التاريخي.

يمكن ان يتم شيء من هذا اذا ما استجاب اخر الامر الى بعض مطالب من خريطة الطريق واتفاق أنابوليس. اذا ازال المواقع الاستيطانية، وحدد البناء في المستوطنات. واذا غير أسلوب السيادة الفظة على الحواجز، ووقف البضائع والاحتياجات الانسانية. لكن هذا ضئيل الشأن بالقياس الى قدر صفقة على مستقبل المنطقة.

ان توجها حازما منه سيصحبه بلا شك اشتعال داخلي قاس، من النوع الذي وصف في اليمين على انه حرب اهلية. اعتاد مناحيم بيغن ان يقول عن تهديدات اخرى: لا يهددونا. ان اجراء بدل ورؤيا عند بنيامين نتنياهو لن يمر بهدوء. لكن لا مناص منه. سيمر كل زعيم  يسعى الى اتفاق واسع مع الفلسطينيين والى هدوء مع ساقتهم الاسلامية الضخمة بهذه الصدمة للصراع على المستقبل الاسرائيلي.

الامر متعلق قبل كل شيء برئيس الحكومة نتنياهو لان جذوره في اليمين. لانه فعل كل ما يستطيع في عودته لاقناع عدد كاف من الاسرائيليين بشأن مخاوفه من الاخطار على الوجود القومي. والعكس متعلق به. فهو قد يستمر على مسار حيل بيبي، ويغذي المخاوف ويجر الدولة الى كارثة.

بنيامين نتنياهو مدمن لاستطلاعات الرأي. يمكن ان نتعلم منها انه تنتظره مفاجأة جيدة من اختيار مسار سياسي جريء. المشورة الصحيحة على نتنياهو هي امض لذلك وتيقن ان قدرتك السياسية اكبر مما تخمن. ما الذي سيحدث له اذا ما استقر رأيه على ذلك؟ هل يسقطونه؟ أيزيد تأييد الشارع؟ أم سيعلم اذا ما جرب فقط.

اخطأ نتنياهو خطأ صغيرا واحدا هذا الاسبوع. لقد أتى أوباما بهدية غريبة، بيوميات رحلة مارك توين في اوروبا وارض اسرائيل في 1867. كتب توين بشرارة، أعتقد أن هذا البلد من بين جميع البلدان القبيحة يستحق تاج البطولة. لقد انتظر ضيق الصبر سفينة تأخذه من هناك في أسرع وقت ممكن. ما كان زعيم اسرائيلي زمن ضيق يريد ان تبدو لناظري مضيفه الانطباعات السيئة لاديب كبير، في حين ان اسرائيل الزاهرة تلتزم خطأ مدمرا.