خبر محللون سياسيون لـ فلسطين اليوم« تصعيد إسرائيلي قادم يشجعه انقسام داخلي أضعف شعبنا »

الساعة 08:54 ص|20 مايو 2009

فلسطين اليوم- غزة

توقع محللون سياسيون اليوم الأربعاء، أن تصعِّد إسرائيل من عدوانها العسكري على قطاع غزة في ظل انقسام داخلي يضعف الطرف الفلسطيني ويجعل من إمكانية مواجهته لهذا العدوان صعباً.

 

وقال طلال عوكل الكاتب والمحلل السياسي في حديث لـ"فلسطين اليوم"،"إن إسرائيل ستوجه ضربة قوية للقطاع في وقت أقرب مما يتوقع الكثيرون، حيث سيكون هذا الصيف ساخن".

 

وأوضح عوكل، أن إسرائيل ستضرب حركة حماس وكافة فصائل المقاومة، خاصةً في ظل قوة الاستخبارات العسكرية، فضلاً عن أن وسائل الطرف الفلسطيني كلها موجودة فوق الأرض من قيادات وعناصر ومؤسسات.

 

وفي تعقيبه على التصعيد الإسرائيلي الأخير، رأى عوكل أن هذا التصعيد كان متوقعاً قائلاً:"

لا أريد أن أقول أن نتنياهو ذهب لواشنطن للحصول على ضوء أخضر أو غيره ولكن الأصل فإن سياسة الحكومة المتطرفة تذهب إلى الحروب والعدوان، ولا تذهب إلى السلام وهي مسألة واضحة للجميع.

 

وأشار إلى أن ميدان الاختبار الرئيسي والأول هو قطاع غزة، أما في الضفة الغربية فإسرائيل تمارس عدوانها بوسائل متعددة كتهويد القدس، والإستيلاء على الأراضي وتوسيع الاستيطان.

 

وبين عوكل، أن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية اتفقتا على ضرب النووي الإيراني والقادة الإسرائيليين من ليبرمان إلى نتنياهو دوماً يربطان بين حركة حماس وحزب الله وإيران، فتريد القضاء على حركة حماس قبل الوصول إلى معالجة الملف النووي أمام تفعيل الخيار العسكري وتحاول توفير المناخات في المنطقة في الحروب وتقول بأعمال عسكرية، ربما يكون عنوانها كما يقولون القضاء على سيطرة على غزة.

 

وأشار عوكل، إلى أن إسرائيل تحضر لتستعيد دورها الإقليمي على مستوى الشرق الأوسط، فهي شريكة للولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ سياساتها والمحافظة على موقعها.

 

وحول الانقسام الداخلي، قال عوكل:"كان ينبغي ألا نضيع الوقت في حوارات فارغة المضمون وكان لابد من التوحد، ولكن بالإمكان أن تذهب الناس إلى الاتفاق والوحدة وتقديم تنازلات الاتفاق أقل خطراً وأهمية من التنازلات التي يمكن أن يقدمها شعبنا لإسرائيل إذا ماتعرض لضربة قوية.

 

من ناحيته، اعتبر الدكتور إبراهيم أبراش المحلل السياسي في حديث لـ"فلسطين اليوم"، أن التصعيد متوقع حيث أن إسرائيل تريد بالأساس أن تبعد الأنظار عما يجري في الضفة الغربية من استيطان وتهويد القدس وهدم منازلهم وتشريد المواطنين، كما أن سياسة نتنياهو الرافضة للتسوية خلقت حالة من النقمة والغضب من سياساتها.

 

وأضاف أن إسرائيل تريد أن تبعد الأنظار عنها وخلق حالة متوترة في غزة حتى تصبح كل الأنظار في غزة والتركيز عليها لكي تنفرد بأعماليها في الضفة الغربية، كما تريد توتير الوضع الداخلي الفلسطيني بالعدوان على غزة حتى تزيد من الخلافات الفلسطينية ولن ترفع إسرائيل يدها عن غزة ولن تسمح لحماس أن تحكم حكماً هادئاً حتى تنفرد حماس وتنتقل للضفة الغربية.

 

وعن طبيعة هذا التصعيد، أوضح الدكتور أبراش، أن سياسة التصعيد ستشمل اجتياحات محدودة وقضف ومحاولة اغتيال قادة ميدانين، مستبعداً أن تقوم إسرائيل بحرب كاسبقاتها في يناير الماضي بسبب وجود سياسة أمريكية جديدة تريد تثبت أنها تتبع طريقة مختلفة للعالم.

 

وحول إمكانيات الفلسطينيين في الرد على العدوان قال الدكتور أبراش:"إن غزة لا تستطيع مواجهة العدوان فهي لا تملك سوى الصمود وإرادة موجودة لدى الناس، كما أن موازين القوى تفرض نفسها".

 

وأضاف، أن إسرائيل تستغل عنصر الضعف الموجود في غزة وهو أخطر عنصر تستخدمه وهو الانقسام الداخلي، حيث أن أي عدوان على غزة لن يقابله أي تحرك في الضفة الغربية بسبب عدم وجود تواصل بين غزة والضفة فوجود انقسام وحكومتنان متباعدتان يشجع إسرائيل على أعمالها.

 

 

من ناحيته، حذر الدكتور أسعد أبو شرخ المحلل السياسي في حديث لـ"فلسطين اليوم"، من قيام إسرائيل بضربة قوية لشعبنا على أكثر من جهة، مبيناً أن إسرائيل قد لا تقوم بهجوم شامل على القطاع أمام العالم، ولكن يمكنها استهداف الأشخاص واغتيالهم، وتستخدم سياسة القتل والتجريف.

 

وأضاف، أن الحكومة الصهيونية هي حكومة القتلة والمجرمين ولا تتوانى في قتل أبناء الشعب الفلسطيني وتوجيه ضرباتها لها، وليس أمام شعبنا سوى التصدي لهذا العدوان، مشدداً على أن أهم مايملك شعبنا هو المقاومة وهو شعب قادر على الصمود والتحدي.

 

وطالب الدكتور أبو شرخ، بضرورة إيقاف المباحثات العبثية، وعدم التفاوض مع إسرائيل، وبناء استراتيجية موحدة للتمسك بالحقوق الفلسطينية، فضلاً عن مقاطعة الدول العربية لإسرائيل ومواجهة الحصار الذي تفرضه على شعبنا.