"الأونروا" 2022 .. العام القادم هو الأصعب بديون مُرحّلة ومحاربة تغيير المناهج متواصلة

الساعة 02:18 م|29 ديسمبر 2022

فلسطين اليوم

تدخل "الأونروا" عام 2022 وفي جعبتها أزمات مالية وعقبات في ملفات مختلفة، لتزيد من الأعباء المتراكمة على كاهلها، ليؤكد المفوض العام للأونروا المفوض فيليب لازاريني، أنّه وعلى الرغم من ان الوكالة تعاني من أكبر ضائقة مالية في تاريخها "ألا أنه لا بديل عن الوكالة لحين حل قضية اللاجئين الفلسطينيين".

العديد من الملفات العالقة ما تزال تفترش طاولة إدارة الاونروا منذ سنوات، في الوقت الذي يشن فيه اتحاد المعلمين بغزة احتجاجات بشأن "مماطلة" إدارة الأونروا في الاستجابة لمطالبهم المتعلقة بحقوق الموظفين واللاجئين، إلى جانب قضايا أخرى.

توظيف الأقارب

وحول قضية "توظيف الأقارب"، أفاد الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عدنان أبو حسنة، بأنه سيصدر بيان صحفي بشأن قضية "توظيف الأقارب" في الاونروا.

وقال أبو حسنة، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن البيان سيصدر من قبل الاتحادات اليوم الخميس، دون أن يدلي بتفاصيل حول ذلك.

وفي وقت سابق، يؤكد أبو حسنة في تصريحات صحفية، أنه لن يتم حرمان الأقرباء من الدرجة الأولى من التقدُّم للوظيفة بشكل كامل، لكن سيتم وضعهم في "ذيل القائمة"، وستكون الأولوية لغيرهم ممن لا يوجد لديهم أقارب من الدرجة الأولى يعملون في "أونروا".

ويوضح أبو حسنة أن ما كان يتم خلال السنوات الماضية من عمليات توظيف لأقارب الموظفين من الدرجة الأولى، هو استثناء وخرق للقانون، وذكر أن الأقرباء من الدرجة الأولى هم: (الأب/ الأم/ الزوجة/ الأخ/ الأخت/ الابن/ والابنة).

ويشير إلى أن القرار سيسري على موظفي المياومة والعقود.

فيما اعترض اتحاد الموظفين في غزة على هذا القرار آنذاك، حيث قال نائب رئيس الاتحاد عبد العزيز أبو سويرح، إنّ الاتحاد قدّم لإدارة "أونروا" احتجاجاً رسمياً على القرار، لافتاً إلى أنّ هناك عملية تفاوض مع إدارة "أونروا" حول هذا القرار، وفي حال لم يتم التوصّل لاتفاق سيكون هناك إجراءات تصعيديّة من قبل الاتحادات.

ترحيل العجز المالي "عام صعب"

وعن عام 2022، اعتبر أبو حسنة، أنها من أصعب السنوات التي مرت على الاونروا، جراء الأزمة الأوكرانية الروسية، إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، فضلًا عن المشاكل التي لحقت بالدول المانحة، مبينًا أن "الاونروا" تمكنت من إنهاء هذا العام الرواتب دفعت بعجز مالي مرحل للعام القادم بقيمة 80 مليون دولار،

وتوقع الناطق باسم الاونروا، أن يكون عام 2023 القادم "عام صعب" على الاونروا ويحتاج جهود أكبر، مستدركًا: "في المقابل هناك إنجازات كبيرة تم تحقيها، فقد استطعنا رغم الأزمات الطاحنة التي هددت دول بأكملها، أن نبقي المدارس مفتوحة لأكثر من نصف مليون طالب، وأبقينا العيادات الطبية مفتوحة، إلى جانب توزيع المساعدات الغذائية على أكتر من مليون 600 ألف لاجئ، والأهم نجاح تمديد الجمعية العامة للأمم المتحدة تفويض الوكالة لمدة 3 سنوات.

تقليص الخدمات

وبشأن تقليص خدمات الاونروا، نفى أبو حسنة نفى وجود تقليصات في الخدمات المقدمة للاجئين.

وتابع: "أعداد اللاجئين تزداد وهناك ميزانية ثابتة، بالتالي لا نستطيع توزيع الخدمات بالجودة والكم المطلوب نتيجة محدودية الموارد".

والأسبوع الماضي، أكد رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، إن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا، وقطاع غزة، يعيشون أوضاعا مأساوية ومعيشية صعبة للغاية، سببها النقص في الخدمات التي تقدمها وكالة الغوث الدولية "الأونروا".

ويشدد أبو هولي على أن المرحلة المقبلة تتطلب التركيز على ضرورة العمل على تطويق الأزمة المالية التي تعيشها الاونروا، خاصة في ظل وجود محاولات من قبل إسرائيل لإنهاء عملها قبل إيجاد حل لقضية اللاجئين.

تغيير المناهج

وعن محاولات الاحتلال الضغط على الدول المانحة لتغيير المنهاج الفلسطيني، يقول أبو حسنة، إن الاونروا ملزمة بمنهاج الدول المضيفة مع المحافظة على معايير الأمم المتحدة المختلفة، مشددًا على أن الاونروا تبذل سياسية وإعلامية وجهود حثيثة بالاتصالات مع كافة المانحين في هذا الإطار.

ويضيف أن "الاونروا" تعتبر عامل استقرار في المنطقة، مشيرًا إلى أن مفوض الأونروا أكد أنه لا يستطيع أحد أن يحلم بإلغاء ملايين اللاجئين، محذرًا في الوقت ذاته: "أي اهتزاز في عمليات الاونروا سيكون له تداعيات خطيرة على المنطقة والدول المضيفة".

في السياق، يؤكد رئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، أن الاحتلال يقود حملة إعلامية ودبلوماسية ضد المناهج الفلسطينية، تدّعي احتوائها على مواد تبث الكراهية وتشجع على العنف، وتتجاهل أن شعب فلسطين يمارس حقه المشروع في مقاومة الاحتلال.

إنجازات وخطط

واستعرض أبو حسنة، إنجازات الأونروا، منها: الانتهاء من ملف الأضرار الكلية والجزئية للمنازل المدمرة في حرب 2021 بصورة شاملة، مبينًا أن هناك تقدم كبير في هذا الملف على وشك الانتهاء تقريبا.

ويفيد بأن الاونروا ستزيد أعداد المستفيدين من الخدمات التي تقدمها وكالة الغوث خلال الفترة القادمة، لافتًا أن العدد سيصل 200 ألف لاجئ بحلول شهر ابريل 2023.

وكشف الناطق باسم الاونروا، عن "رقمنة البرامج"، والتي تختص بتهيئة هذا الجيل لسوق العمل العالمي، مشيرًا إلى وجود خطط مستقبلية لدى الاونروا خلال السنوات الـ5 المقبلة.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عن زيادة أعداد المستفيدين من مساعداتها الغذائية في قطاع غزة لعام ٢٠٢٣.

وقال توماس وايت، مدير شؤون "أونروا" بغزة، خلال لقاء مع مجموعة من الصحفيين: "سيتم إضافة 30 ألف مستفيد، لتلقي المساعدات الغذائية بدءا من أبريل/ نيسان لعام 2023".

وتستقبل الاونروا العام الجديد بأزمة مالية خانقة جراء انخفاض الدعم الخارجي، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود عالميًا، ما يؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي في قطاع غزة، وسط تحذيرات أممية تداعيات ذلك، ليضع الاونروا أمام تحديات فارقة.

كلمات دلالية