خبر من الحقائق انها مقسمة -معاريف

الساعة 08:53 ص|20 مايو 2009

بقلم: ابراهام تيروش

 (المضمون: ليس جبل الهيكل في يد اسرائيل لكن أحدا في اسرائيل لا يتخلى من الذاكرة التاريخية ورمزية الحائط الغربي وعلى ذلك تدور الاحتفالات ليوم القدس غدا - المصدر).

صدق اليوم ان زعيم المفدال الاسطوري، وزير الداخلية حايم موشيه شابيرا، هو خاصة، ما كان متحمسا للخروج لحرب تحرير القدس الشرقية والحائط الغربي في حرب الايام الستة. لكن هذا ما كان بالضبط. توجد وثائق. اليوم بمقابلة ذلك، يدور يوم القدس المقبل تذكارا لتحرير المدينة وتوحيدها حول بعض المراسم الرسمية ولا سيما من قبل افراد الصهيونية المتدينة. ولد لنا عيد ديني آخر.

ان نشوة تحرير حائط المبكى الكبيرة في 1967، مع المظليين الباكين وبوق الحاخام غورن و "المدينة التي وحدت اجزاؤها"، التي غمرت اكثر الشعب، حل محلها خيبة الامل. فأي "توحيد" وأي "أجزاء"، يقول كثيرون. فالاسوار قائمة، حتى لو لم تكن على نحو مادي، والفصل بين القدس اليهودية والعربية تامة ينطف كارهية اكثر من اي وقت مضى ولا يوجد سبب للاحتفال.

لا يمكن الاعتراض على الحقائق. فالقدس مقسمة في الواقع ويبدو انها ستظل كذلك. يبدو اليوم انه لن يكون حل للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني الا باقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل على يهودا والسامرة كلها، ما عدا تبادل المناطق، هذا ما يجب ان يكون واضحا وانه لن يوجد اتفاق مع الفلسطينيين بغير تقسيم القدس تقسيما فعليا. هذا مؤلم ومغضب لكن سنضطر للعيش مع ذلك.

يبدو ان هذا أصبح واضحا لاكثر الجمهور. كان أن يقال في الماضي عن شخص ما "إنه سيقسم القدس" كالقول "إنه خائن". فبيرس وباراك واولمرت، جميعهم عيبوا بذلك. اليوم يعيب بعض افراد من اليمين على بيبي ذلك ايضا. لكن في الحاصل العام لم يعد احد يتأثر كثيرا عندما يتحدثون عن تقسيم المدينة. كذلك لم نعد نسمع من افواه زعماء تصريحات حماسية بصيغة "لن تقسم القدس ابدا". بل انه يوجد في استطلاعات الرأي نسبة ملحوظة هي الاكثرون احيانا، توافق على تقسيم المدينة باتفاق سلام، مع ابقاء الحائط الغربي والحي اليهودي في يد اسرائيل.

إن مصطلح "تقسيم القدس" مضلل بقدر كبير. بعد حرب الايام الستة ضمت اسرائيل الى العاصمة أحياء وقرى عربية وزادت بذلك مساحة المدينة الشرقية من 6.4 كيلومتر مربع في الفترة الاردنية الى نحو من 70 كيلومتر مربع اليوم، وذلك خاصة للسيطرة على سلاسل الجبال حول المدينة. لا توجد لهذا أي صلة بالقدس التي صلى اليهود وأملوا العودة إليها في جميع سنيه الجلاء. لم يفكر أحد منهم في أبو ديس وشعفاط عندما صلى للقدس، ولا يجب ان يسبب فصل هذه الاماكن عن اسرائيل إنكسار القلب. وهذا الضم أحدث مشكلة ديموغرافية ايضا. ففي غضون نحو من عشر سنين قد تتقلص الكثرة اليهودية في القدس الى 50 في المائة او فوق ذلك بقليل.

بمقابلة ذلك يثار زعم – في وثيقة لمعهد القدس مثلا – أن الانفصال عن شرقي المدينة لم يحل المشكلة السكانية بل سيكون مصحوبا بمشكلات اقتصادية وقانونية. لكن هذا الجدل كله غير ذي صلة، اذا افترضنا ان تسوية نهائية مع الفلسطينيين ستشتمل بالضرورة على تقسيم القدس.

اذن اذا لم تكن القدس موحدة ويبدو انها لن تكون، فلماذا الاحتفال غدا؟ لا لتوحيد القدس، بل لتحريرها. اي لاعادة المدينة الشرقية اليهودية التي في مركزها الحائط الغربي – الذي منع الاردنيون حتى سنة 1967 وصول الاسرائيليين اليه بخلاف اتفاقات رودوس في سنة 1949 – الى دولة اسرائيل.

لا يستطيع حتى من يتحفظ من عبادة الحجارة وليس ممن يأتون الى الحائط الغربي ولا يدس قصاصات الورق بين حجارته، ان يتجاهل الرمزية والذاكرة التاريخية والقومية، لا الدينية فقط، التي يجسدها الحائط الداعم الغربي لجبل الهيكل، الذي يجتذب اليه اشواق الشعب اليهودي وآماله منذ خراب الهيكل الثاني.

ليس جبل الهيكل في ايدينا، بخلاف الاعلان التاريخي لموتي غور في حرب الايام الستة، أما الذاكرة والرمز فهما كذلك ولن يتخلى منهما احد. اذن هناك سبب للاحتفال، وللعلمانيين ايضا.