خبر بعقب اللقاء: انتظروا الرابع من حزيران في القاهرة -إسرائيل اليوم

الساعة 08:53 ص|20 مايو 2009

بقلم: يوسي بيلين

 (المضمون: ستكون خطبة أوباما في القاهرة في الرابع من حزيران متضمنة دعوة الى اعادة التزام الدول العربية بالمبادرة العربية بمقابلة دعوة اسرائيل الى بدء مفاوضات مع الفلسطينيين تمهيدا لحل الدولتين - المصدر).

كان لقاء اوباما نتنياهو لقاء شخصين ذوَي اهداف مختلفة جدا. أتى نتنياهو للاقناع بالحاح الموضوع الايراني وبأهمية تحديد برنامج زمني في هذا الموضوع. كان من المهم عنده ان يبين انه لن يغير اي اتفاق اسرائيلي – فلسطيني خطر التهديد الايراني. لم يرد أوباما أن يفاجأ أوباما وان يظهر التزاما امريكيا قديما. لن تكون الخطبة التي سيخطبها في القاهرة في الرابع من حزيران خطبة يحب نتنياهو سماعها، وكان من الضروري ألا يسمعها أول مرة من وسائل الاعلام. وكان اللقاء بالنسبة لاوباما لقاء اخر من سلسلة لقاءات مع زعماء الشرق الاوسط، سمع فيها مواقفهم وصاغ بمساعدتها لنفسه خطة خاصة.

يسمع من الزعماء العرب رسالة متشابهة: حذاري من سابقة قطر. اذا لم تقتنع الدول العربية البراغماتية بأن الولايات المتحدة تقف وراء مسيرة كبيرة في الشرق الاوسط، فأنها ستدرك ان المستقبل هو مع الجهات التي هي اكثر تطرفا في المنطقة؛ وستقوي علاقاتها بايران وبالمنظمات الاسلامية لا حبا بل خوفا منها. ويدرك أوباما أنه للخروج من العراق ولضمان ائتلاف في مواجهة ايران، يجب عليه ان يقدم سلاما اسرائيليا – عربيا. لم يلتق نتنياهو ليقنع نفسه بأن المستوطنات تعزز أمن اسرائيل أو أن فكرة الدولتين ما زالت لم تنضج. يستطيع نتنياهو أن يهنىء نفسه بمقالة أوباما إنه سيفحص في نهاية العام العلاقات بإيران، لكنه عاد من واشنطن مع علم واضح بأن جورج بوش الابن لم يعد يسكن هناك.

ما زالت الخطة التي تصاغ في البيت الابيض غير تامة وفيها عدد من علامات السؤال ولا سيما فيما يتصل بالحاجة الى محادثات موازية مع الفلسطينيين وسورية. وذلك بازاء توجه يفضل القناة الفلسطينية وحدها، توجه يؤيده عدد من الاشخاص البارزين في العالم العربي ممن يحادثهم الرئيس.

الفكرة هي حصر العناية في المبادرة العربية في سنة 2002 وأن يطلب الى العالم العربي التزامها من جديد. يجب ان يكون الحل اقليميا، ويجب ان تقوم التسوية مع الفلسطينيين على حدود 1976 مع تعديلات حدودية متبادلة ومتساوية. بحسب التسوية، ستنشأ في القدس عاصمتان واحدة لاسرائيل واخرى لفلسطين. وسيكون تقرير المصير للشعب الفلسطيني في الدولة الفلسطينية الجديدة، ولهذا لن يحل موضوع اللاجئين في اسرائيل بل خارجها (باستثناء محاسبة رمزية في حالات خاصة وتعويضات من المعاناة التي سببت للاجئين والممتلكات التي كانت لهم). ستلبي التسويات الامنية مطالب اسرائيل الرئيسة، وستوجد قوة متعددة الجنسيات (قد تكون تحت قيادة امريكية) زمنا ما طويلا في الضفة الغربية. وستدعى حماس الى الاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات معها، وان تعلن وقف العنف. واذا لم تفعل ذلك فسيتحقق الاتفاق بالضفة الغربية فقط وسيوجد في غزة هدنة صورية او غير صورية.

سيطلب اوباما الى زعماء الدول العربية تحقيق المبادرة العربية تحقيقا جزئيا، ويطلب بمقابلة ذلك اقامة محادثات بين اسرائيل والسلطة ووقف الاستيطان، وسيطلب اليهم ان ينشئوا مكاتب مصالح في اسرائيل وأن يوافقوا على مكاتب مصالح اسرائيلية في بلدانهم. لا ينوي تحديد زمن للمحادثات لكنه ينوي ان يطلب ألا تمتد زمنا طويلا جدا.

هذا ما ستكونه خطبة أوباما في الرابع من حزيران مع تغييرات ما. ستعادة الكرة الى نتنياهو. يستطيع ان يقول "لا" وأن يتحمل مسؤولية فظيعة. ويستطيع ان يفاجأ العالم وان يقول اخر الامر "نعم".