خبر القيادة الرشيدة مصدر الثبات في « وقت الأزمات »

الساعة 07:55 ص|20 مايو 2009

فلسطين اليوم : غزة

مع ازدياد الأزمات والمحن في العالم الإسلامي يزداد احتياج المسلمين إلى عوامل الثبات على الأزمات وقت المحن والشدائد، والصبر لا يأتي سدى إلا إذا توفرت عوامل الثبات على الحق، إضافة إلى دور القيادة الرشيدة في التعامل مع الجد والشدة في وقت الأزمات.

 

وفي هذه الحالة يبرز دور الدعاة في توعية الناس وإرشادهم وتعريفهم بعوامل الثبات على الحق وتعريفهم أن الله ناصر الفئة المؤمنة.

 

يقول الداعية الإسلامي أ. يوسف فرحات، مدير دائرة الأوقاف في المحافظة الوسطى: "إن من عوامل الثبات على الحق وقت الأزمات ونجاح الفكرة يحتاج للعديد من مقومات الثبات على الحق، فيجب الإيمان بالفكرة وهو من أهم عوامل الانتصار للفكرة وللحق الذي يدافع عنه الإنسان؛ فلا يمكن أن تنتصر فكرة عند إنسان هو غير مؤمن بها، والإخلاص هو الذي يحمل الإنسان على أن يبذل الجهد وأن يبذل أغلى ما يملك من وقت ومال من أجل هذه الفكرة، وإذا ما توفر ذلك الشيء في الإنسان وتوفر الصبر على المحن والأزمات توفرت الحماسة للفكرة والقابلية للعمل والتعامل مع الفكرة".

 

مقومات الثبات

 

وأضاف فرحات: "إن الكثير من الناس من ينتمي لهذا الدين، وما أكثرهم، ولكنهم يعانون من البلادة وعدم الحماسة، وهذه البلادة تكون سبباً في تأخير النصر، لذلك لا بد للإنسان أن يكون متحمساً ومتفاعلاً مع الحق الذي يحمله، وإذا توفرت في الإنسان هذه الخصال الثلاث وجد العامل الأهم والرابع هو التضحية لهذا الدين أو القضية أو الفكرة التي يحملها الإنسان، وإذا كان مؤمناً بتلك الفكرة يضحي بكل ما يملك من أجلها".

 

وأشار الداعية الإسلامي إلى أن وعد الله تعالى والنبي المصطفى للمؤمنين بالنصر والتمكين من الله تعالي للصابرين على المحن والأزمات والقابضين على الحق في أشد الأوقات محقق، وأن الله يقذف الباطل ويمحقه، ويتجسد ذلك في قوله تعالى "ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون".

 

وأكد أن هذا وعد الله تعالى في الآيات القرآنية وكذلك وعد النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الحق بأنهم سينتصرون، وخاصة أن انتصار الحق على الباطل سنة كونية لا تتبدل ولا تتغير، وأن الحق ينتصر على الباطل بعد جولة أو جولات من الصراع.

 

وبين الداعية فرحات أن النصر يأتي لسبب واحد هو أن السموات والأرض قامت من أجل الحق وقامت بالحق وعلى أساس متين، وأن الحق له حبل متين متصل بالحق المطلق وهو الله والذي من أسمائه "الحق"، فهذه العوامل كلها إذا اجتمعت في النفس البشرية تحمله على الثبات والصبر  وإلى أن يكون مطمئناً من ناحية نفسية أن العاقبة للمتقين مهما اشتدت المحن والأزمات والشدائد.

 

قيادة حكيمة

 

وأوضح أن الرسول (صلي الله عليه وسلم) في أي محنة يكون في قلبها وكان يشاركهم معنوياً وعملياً وهذا دور القائد الناجح والحكيم في تعامله مع الشعب، وأن القيادة المؤمنة الراسخة هي التي تثبت الأفراد والجند والشعوب وقت الأزمات.

 

وضرب فرحات مثلا على ذلك بالقول: "عندما جاء خباب بن الإرث للنبي وقد تعرض للأذى على يد المشركين في مكة وكان الرسول يبشر صحابته ويبث في قلوبهم الأمل ويقول لهم "والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون"، ويوم الأحزاب عندما التف المشركون حول المدينة وقال تعالى، "وإذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون" في ذلك الموقف العصيب وفي تلك المحنة الشديدة كان النبي في قلب المحنة يبشر بفتح قصور الشام وقصور كسرى، فهذه هي حقيقة وثقافة القيادة الواعية التي تثبت الأفراد والجنود في قلب المحنة وتبث الأمل في القلوب.

 

والنبي كان يشارك المسلمين في كل الأزمات وحتى في الجوع وهو الذي ربط على بطنه حجران وكان يشاركهم وجدانيا وعمليا مع الجنود في العمل والمعاناة وهذا دور القيادة الرشيدة. 

 

وأشار إلى أن الأمة تعرضت للكثير من الأزمات حيث سجل التاريخ هذه الأزمات  وأول أزمة هي الاقتتال الداخلي بين المسلمين، وقد قيض الله تعالى لهذه الأزمة الحسن بن علي ليوحد كلمة الأمة على قلب رجل واحد، وأزمة الاجتياح الذي قام به التتار على المسلمين وسخر الله تعالى لهم سيف الدين قطز والظاهر بيبرس، وأزمة الاجتياح الصليبي وسخر الله تعالي لهم صلاح الدين الأيوبي والكثير من الأزمات التي تعرض لها الإسلام وكان تعالى في كل مرة يحقق وعده للفئة المؤمنة ويحقق لهم النصر المبين ويحقق الوعد، وكذلك في كل هذه الأزمات والمحن كان للقيادة دور كبير في تثبيت الصف الإسلامي

 

دور الدعاة في التثبيت

 

وأوضح الداعية فرحات أن للدعاة دوراً كبيراً في تثبيت الناس على الحق وفي وقت الأزمات  وأزمات الدين والعقيدة، والمطلوب من الدعاة أن يذكروا الناس بالله وبعظمته وأنه هو الذي يرفع ويخفض، وهو الذي بيده كل شيء وهو يرفع أقواما ويذل أقواما، وان الله تعالى قادر على كل شيء، وأن عظمة الله تعالى إذا سيطرت على قلوب الناس فإن الإنسان بعدها سيستخف بكل القوى التي تهدد أمنه ومستقبله ويبقى الاعتماد على الله تعالى وعلى الدعاة أن ينشروا بين الناس ثقافة التبشير وأن يبتعدوا عن ثقافة التنفير والتحبيط والتخويف وأن العاقبة للمتقين وأن الغلبة لهذا الدين وأن يمنحوا الناس الأمل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.