اقتصاد غزة 2022 يُغلق عاماً مُثقلاً بالأزمات الاحتلال سببها والحرب الروسية الأوكرانية زادت الطين بلة...!

الساعة 09:09 ص|27 ديسمبر 2022

فلسطين اليوم

يُعاني قطاع غزة من أوضاع معيشية واقتصادية صعبة متفاقمة منذ أكثر من 16 عاماً على التوالي بفعل الحصار "الإسرائيلي" والانقسام الفلسطيني، وهو ما أدى إلى زيادة نسبة الفقر والبطالة بين سكان القطاع، مما أثر على القدرة الشرائية للمستهلك وتراجعها، وبالتالي نقص السيولة النقدية في السوق.

الحصار "الإسرائيلي" المتواصل على قطاع غزة، تسببت في "شلل" الحركة الاقتصادية التجارية، وأصبحت دورة الأعمال والنشاط الاقتصادي في حالة انهيار، وهو ما أدى إلى إغلاق عشرات المؤسسات الاقتصادية، وتسريح آلاف العمال وانضمامهم إلى صفوف البطالة، لتصبح أعلى معدل نسبة بطالة عالمياً في فلسطين.

من هنا بدأت الأزمة

وما زاد الطين بلة، بدء الحرب الروسية على أوكرانيا لتوجه ضربة جديدة للنمو الاقتصادي العالمي، والتي أسفرت عن عواقب مدمرة على الأمن الغذائي العالمي، وأدت إلى زيادة أسعار السلع الأساسية بشكل ملحوظ جداً، كالغاز والقمح والوقود، وهو ما ألقى بظلاله على قطاع غزة، حيث بدأ تأثير أزمة الغلاء بفعل بدء واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية يضرب المفاصل الأساسية في القطاع الذي يعاني أصلا من ضعف كافة القطاعات الحيوية، جراء استمرار الحصار الذي تخلّله حروب "إسرائيلية" وجولات عسكرية متكررة.

وفي الـ 24 من شهر فبراير 2022، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إطلاق ما أسماه "عملية عسكرية خاصة"، للدفاع عن إقليمي لوغانسك ودونيتسك الأوكرانيين، الذين يسيطر عليهما انفصاليون موالون لموسكو، على حد قوله.

غزة من المتضررين

استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية، ألقت بظلالها على أسعار السلع الأساسية حول العالم، إذ عبر مختصون في الشأن الاقتصادي والمالي عن خشيتهم من استمرار تأثير الأزمة على الأوضاع الإنسانية، التي شهدت ارتفاعاً كبيراً على أسعار السلع الأساسية في قطاع غزة، أبرزها "السكر، وزيت الطهي، والغاز، والوقود، والقمح والطحين"، تزامناً مع انعدام فرص العمل في القطاع الذي يعاني أهله وعماله من انخفاض كبير في الدخل مقارنة مع الدول الأخرى، وباتوا لا يتحملون تداعيات الارتفاع في الأسعار.

ويعد الغذاء من أهم المصادر الأساسية لحياة الإنسان، وتسعى الكيانات السياسية إلى تأمين احتياجاتها سواء بالزراعة أو بالاستيراد. وهو ما جعل مسألة تحقيق الأمن الغذائي في صلب الاهتمامات الدولية الأكثر إلحاحاً، خاصة في ضوء المتغيرات الدولية.

زيت الطهي والقمح تتصدران الأزمة

وتعد روسيا أيضاً مُصدراً رئيسياً لزيت عباد الشمس والقمح والشعير، ولا توجد عقوبات مباشرة على الصادرات الغذائية الروسية، لكن العقوبات الواسعة على أجزاء أخرى من الاقتصاد الروسي تقطع هذه الشحنات.

وحاصرت روسيا جميع موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود، وهي الطريقة الرئيسية لتصدير أوكرانيا الغذاء إلى بقية العالم، ولا شيء يتحرك عبر تلك المنافذ، ولا تستطيع روابط السكك الحديدية والطرق المؤدية إلى أوروبا نقل كل الإنتاج في أوكرانيا، هذا هو قطع الإمدادات الحالية، كما يمكن أن تقلل الحرب نفسها من زراعة المحاصيل المستقبلية بنسبة 10% إلى 35%، وفقا للتقديرات.

شبح الأسعار في غزة

ونال "شبح الأسعار" من المواد الأساسية التي تشكل عماد الأسرة البسيطة في غزة كالطحين والأرز والسكر والزيت، وارتفعت أسعارها بنسبة كبيرة، حتى باتت أسعارها فوق مقدرة المئات من سكان قطاع غزة المحاصرين.

المختص في الشأن الاقتصادي والمالي د. أسامة نوفل، قال: إن قطاع غزة يستورد نحو 80% من السلع والبضائع من الخارج، معظمها من السلع الأساسية ذات الاستهلاك اليومي، كالطحين، والأرز، والدقيق، والغاز، والبترول، و20% انتاج محلي.

ارتفاع كبير على الأسعار

وأشار المختص نوفل في مقابلة خاصة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن ارتفاع أسعار البضائع والسلع الأساسية المستوردة إلى قطاع غزة لاسيما في ظل استمرار الأزمة الأوكرانية الروسية، ترهق جيوب الغزيين، وتنعكس سلباً عليهم في ظل محدودية الدخل، وارتفاع نسبة البطالة والفقر

ونوه نوفل إلى أن حرب روسيا وأوكرانيا خلال عام 2022، أثرت سلباً على القدرة الشرائية للمواطن في قطاع غزة، وتوفير السلع والاحتياجات الأساسية، والتي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث إن الطحين وزن 50 كيلوغراماً ارتفع بنسبة 10%، والسكر وزن 50 كيلوغراماً ارتفع بنسبة 10%، وارتفاع أسعار الزيوت والبقوليات بنسبة 7%، وارتفاع أسعار اللحوم البيضاء بشكل كبير بسبب الزيادة الهائلة في أسعار الأعلاف نحو 500 شيكل زيادة على الطن الواحد، وارتفاع سعر بيض المائدة (بيض الدجاج) من 11 إلى 15 شيكلاً (3 إلى 4 دولارات) للطبق الواحد (30 بيضة)، وارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بنسبة 6%.

فاقمت الازمة

وقال: "إن الواقع الاقتصادي في غزة متردٍ وهش بالأساس، وجاءت الحرب الروسية لتزيده سوءا، وما يعمق من الأزمة أن المخزون الاستراتيجي من السلع والبضائع ليس كبيراً، لعدم قدرة التجار المادية على التخزين، فتداعيات الحصار عصفت

وأضاف نوفل: أن الفئات الهشة والأشد فقراً في غزة تعاني من هذه الأسعار، خصوصاً أسعار اللحوم البيضاء لاعتمادهم في غذائهم على الدجاج والبيض بالأساس، في حين لم يلمس الغلاء اللحوم الحمراء الطازجة التي لا تزيد نسبة مستهلكيها في غزة عن 20%، موضحاً أن 80% من السكان يعتمدون على اللحوم المجمدة لانخفاض سعرها إلى أقل من النصف مقارنة بالطازجة.

-في منتصف شهر مايو 2022 أعلنت جمعية أصحاب المخابز في غزة عن رفع سعر ربطة الخبز إلى 8 شواكل بوزن 2600 جرام.

-ارتفاع سعر كيس الطحين 25 كيلو جرام من 44 شيكلاً – 55 شيكلاً.

-ارتفاع سعر طبق البيض من 11-14 شيكلاَ.

-ارتفاع سعر طن العلف الخاص بالدجاج من 2800- 3300 شيكل.

- ارتفاع سعر أسطوانة الغاز 12 كيلو من 63-70 شيكلاً.

-ارتفاع سعر لتر البنزين 95 بنسبة 18.6% صعوداً من 6.06 شواكل إلى 7.19 شيكلا.

- ارتفاع سعر لتر السولار بنسبة 20.6% من 5.19 شيكلاً إلى 6.26 شيكلاً.

-ارتفاع أسعار الزيوت والبقوليات بنسبة 7%.

- ارتفاع سعر السكر وزن 50 كيلوغراماً بنسبة 10%- ارتفع سعر الكيلو من 3- 3.5 شيكل.

وتقدر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن نسبة 80% من مليوني نسمة هم سكان غزة، وغالبيتهم من اللاجئين، لا يتمتعون بالأمن الغذائي، ويعتمدون في معيشتهم على مساعدات إغاثية.

كلمات دلالية