خبر طلبة من الشبيبة الفتحاوية والكتلة الإسلامية يجتمعون على طاولة بوجود ابو شهلا ورضوان

الساعة 03:00 م|19 مايو 2009

فلسطين اليوم: غزة

دعا ممثلون عن الأطر الطلابية للشبيبة الفتحاوية والكتلة الإسلامية في جامعات غزة اليوم الثلاثاء إلى توحيد الصفوف لإنجاح الحوار وتوحيد شطري الوطن، وذلك خلال ورشة عمل نظمها تحالف السلام الفلسطيني بمدينة غزة وسط حضور النائب عن حركة فتح فيصل ابو شهلا والقيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان وعدد غفير من الشباب.

وجاءت الورشة تحت عنوان "الشباب وبناء الحوار الداخلي.. الحركة الطلابية كنموذج" في فندق السلام على شاطئ بحر غزة. وسادت الورشة أجواء ايجابية، حيث تحاور الطلاب وأكدوا على ضرورة إبعاد المسيرة التعليمية والأطر الطلابية عن المناكفات والخلافات السياسية.

من جهته أشاد النائب عن حركة فتح فيصل ابو شهلا بجلوس طلبة من فتح وحماس حول طاولة واحدة، داعيا إلى تكرار هذا العمل حتى إزالة كل الخلافات الثنائية التي آثرت سلبا على العملية التعليمية خلال السنوات الأخيرة.

وأوضح أن الحركة الطلابية لا تعيش في أزمة وإنما الأزمة هي في الواقع الذي نعيشه وما نتعرض له من ضغط نفسي قد يؤدي إلى ردود أفعال مبالغ فيها وداعيا كافة الأطر الطلابية للعمل يدا بيد للمساهمة في بناء الحركة الطلابية .

كما أكد أبو شهلا بان اخطر مشكلة هي ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة فالدين للجميع والوطن للجميع ولا احد يجب أن يدعي ان أي منها هي حكرا عليه ، لذلك علينا أن نمتلك الحكمة وليس ادعاء امتلاك الحقيقة، وبامتلاكنا الحكمة نكون قادرين على احترام الأخر .

وقال أبو شهلا إن الوحدة الوطنية خط احمر، مشيرا إلى أن الجميع من قادة الشعب الفلسطيني يعترفون بان ما حدث خلال السنتين الأخيرتين هي صفحة سوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني.

ودعا الطلاب إلى عدم جعل ما يجري من انتهاكات داخل الجامعات أو أحداث على تفكيرهم ومستقبلهم.

وقال إن مستقبل الوطن يكمن في الوحدة الوطنية والتسامح وفي نجاح الحوار، مضيفا أن لا احد يحتكر الصواب والأساس هو قبول الرأي الآخر.

وتابع أبو شهلا انه لا يجوز أن نجعل الفكر الاقصائي أو التخويني سائدا ومسيطرا، داعيا إلى الابتعاد عن التعصب الحزبي.

وقال أبو شهلا إن العمل السياسي أساسه اجتهاد الفكر الإنساني وصولا لمصلحة المجتمع، مؤكدا أن منظمة التحرير والسلطة الوطنية ارتضت الديمقراطية أسلوبا لبناء الوطن مبنية على أساس الاختلاف بالرأي وأن الرأي وأن الرأي في النهاية للشعب الفلسطيني ولكن على الأقلية أن تلتزم بقرار الأغلبية ولا يمكن الوصول إلى الحكم من خلال وسائل غير ديمقراطية.

وأضاف أنه منذ بداية الثورة الفلسطينية انتهجت الديمقراطية على الرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها الثورة.

وضرب أبو شهلا مثلا على الوحدة الوطنية التي تجسدت خلال الانتفاضة  الأولى رغم قسوة الاحتلال.

بدوره طالب إسماعيل رضوان بتعزيز ثقافة الحوار والتسامح وسماع الرأي الآخر، مشددا على ضرورة أن يتحلى طلبة الجامعات بالتسامح ، وضرورة ترسيخ المنهج الديمقراطي في الحوار بين الطلبة واحترام الأخر

ودعا الأطر الطلابية إلى تنظيم والمشاركة في فعاليات مشتركة، من اجل تعزيز العمل الطلابي والارتقاء بالعملية السياسية، مشيدا في الوقت ذاته بجهود تحالف السلام في هذا الإطار.

ودعا رضوان الجميع إلى استشعار المخاطر التي تواجه الوطن من المخططات الإسرائيلية في تهويد القدس وتعزيز الاستيطان وبناء الجدار واستمرار عمليان القتل والاعتقال.

 وقال انه وبالرغم من صعوبة أجواء الحوار في القاهرة إلا انه لا يجب علينا أن نيأس أو تنعكس أجواء الحوار على الطلاب، داعيا إلى ميثاق شرف بين الكتل الطلابية المختلفة من اجل تنظيم العمل الطلابي والأكاديمي والوصول إلى قواسم مشتركة.

وأضاف إن الحوار بالنسبة لحركة حماس هو إستراتيجية لتحقيق الوحدة الوطنية.

وقال رضوان إننا لا زلنا بحاجة إلى الرعاية العربية والمصرية في ظل استمرار الخلاف الفلسطيني الفلسطيني.

وفي كلمة له أعتبر سليم الهندي ممثل تحالف السلام الفلسطيني في قطاع غزة  أن الحركة الطلابية هي جزء أصيل من النسيج الفلسطيني.

وقال إن هذه الحركة أثبتت أنها دائما وابدأ رهان الأمة وأمل المستقبل، ولكن وفي أتون حالة الانقسام وتنامي الصراعات الداخلية وتغييب لغة العقل والمنطق وسيادة أجواء العنف ونفي الأخر، انعكست هذه الأجواء وبشكل سلبي على دور الحركة الطلابية أيا كانت خلفيات وانتماءات منتسبيها.

وقال إن الجامعات والكليات والمعاهد باتت منابر للقدح والذم دون رقيب أو حسيب حتى وصلت الأمور في إحدى الجامعات الفلسطينية ومن خلال الدعاية الانتخابية الخاصة بانتخابات مجلس الطلبة انه تم ذكر عشرات الاختراقات والإساءات من كل المناظرين من ممثلي الكتل الطلابية ولم يذكر الاحتلال في مناسبة واحدة.

وأضاف الهندي: لم يقف الانقسام إلى هذا الحد بل كان له التأثير الأكبر على مستقبل المسيرة التعليمية  مع اضمحلال دور الحركات الطلابية وتراجع سقف مطالبها في النضال النقابي المشروع مع إدارات الجامعات من اجل تحصيل حقوق الطلبة والسعي إلى تحقيق الأفضل لهم دائما بل زادت هذه الحالة من تعميق مفاهيم الانقسام وتغييب ثقافة الحوار ليس بين الكتل الطلابية فقط وإنما بين صفوف الشباب بشكل عام.

وأكد الهندي على أهمية  إعادة الاعتبار للدور الريادي الذي لعبته الحركة الطلابية الفلسطينية على مر السنين من خلال الابتعاد عن لغات المناكفة والتخوين ونفي الأخر.

ودعا إلى تغليب لغة الحوار والاستماع للأخر حتى لو لم نتفق معه بالرأي ووقف جميع الحملات الإعلامية والتحريضية داخل أروقة الجامعات والتركيز على خطاب الوحدة ولم الشمل الفلسطيني، وإعادة الاعتبار والهيبة للعلم الفلسطيني الذي سقط من اجله ألاف الشهداء من الشباب ومن الحركة الطلابية وتغليبه على الإعلام والرايات الفصائلية، والعمل معا وبجد من اجل بناء دولتنا الفلسطينية كاملة السيادة وتحقيق المستقبل الأمثل للأجيال القادمة.