خبر نعم، شريطة ان تكون دولتان علمانيتان -إسرائيل اليوم

الساعة 09:19 ص|19 مايو 2009

بقلم: روني الوني سدوبنيك

 (المضمون: وجود دولة فلسطينية ديمقراطية علمانية بدون جيش وحده يمكنه ان يضمن الا تقوم دولة تكون فرعا اسلاميا دينيا متزمتا هدفها ابادة اسرائيل لكونها يهودية او لكونها بذرة ديمقراطية غربية غريبة في المشهد الاسلامي الشرق اوسطي - المصدر).

هذا الاسبوع طرح في استطلاع أعد خصيصا للقناة الاولى سؤالان مثيران للاهتمام: "هل انت مع حل الدولتين للشعبين؟" اكثر من 63 في المائة اجابوا بانهم يؤيدون ذلك اما السؤال الثاني فكان: "هل توافق على اقامة دولة فلسطينية يكون لها جيش؟" اكثر من 71 في المائة من ذات مجموعة المستطلعين اجابوا بانهم يعارضون ذلك قطعا.

عمليا، شعار "دولتين للشعبين" جذاب ويرن على نحو رائع في الاذن، ولكن المشكلة هي ان كل طرف يستخدمه ويفسره بطريقة مختلفة: اليسار الاسرائيلي واليمين سوي العقل يقبلان هذا الحل كدولتين منفصلتين ومستقلتين تشكل كل منهما وطنا قوميا للشعب الذي يسكن فيهما – واحدة لليهود واخرى للفلسطينيين.

اما المعسكر المؤيد للفلسطينيين على علم بالمعطيات الديموغرافية والتي تفيد بانه في غضون سنوات ستصبح الاقلية الفلسطينية اغلبية ديمقراطية وعليه فان التفسير الذي يمنحه هذا المعسكر لتعبير "الدولتين" مغاير.

قصده الحقيقي هو "دولتان لشعب واحد". دولة فلسطين والى جانبها دولة اخرى، يهودية من حيث المبدأ ولكن هي مع الزمن سيفقد اليهود فيها مكانتهم، في سياق ديمقراطي وقانوني، في صالح الاغلبية الفلسطينية.

وحتى بالنسبة لمفهوم "كفى للاحتلال" توجد عدة تفسيرات. البعض يقصد بانه يجب وضع حد لتواجد الجيش الاسرائيلي في المناطق، بينما البعض الاخر يقصد انه يجب وضع حد للتواجد "الامبريالي للكيان الصهيوني" والغائه من أساسه.

المعنى واضح: معظم الجمهور في اسرائيل يؤيد ايجاد حل يسمح للفلسطينيين بالعيش بكرامة في دولة ذات سيادة خاصة بهم، واعادة بناء ثقافتهم واقتصادهم وبناء وطن قومي للفلسطينيين المشتتين في كل ارجاء العالم بما في ذلك في اسرائيل. وبذات النفس فان ذات الجمهور غير مستعد باي حال لان يرى جيشا فلسطينيا مستقلا على مسافة دقيقتين من كفر سابا. وعليه ففي لقائه مع براك اوباما، على بنيامين نتنياهو ان يصر على شرط حاسم وهام لم يطرح ابدا على البحث حتى الان. الشرط يكمن في ان حل "الدولتين للشعبين" يجب ان يكون مشروطا في ان تكون كلتاهما دولتين ديمقراطيتين، ويكون فيهما فصل دستوري مطلق بين الدين والدولة.

الشعبان، اليهودي والفلسطيني، يتماثلان مع جذورهما الدينية. ولكن بالتدريج الخطر الحقيقي للسلام في منطقتنا هو التزمت الديني، الاسلامي او اليهودي، الذي يتغذى وينمو في تجمعات الفقر والجهل. هذان الخطران يهددان الديمقراطية الاسرائيلية والفلسطينية على حد سواء.

وعليه، فان فصل الدين عن الدولة فقط، في الدولتين في اسرائيل ايضا، يمكنها ان تخلق اساسا معياريا لاستقرار سياسي اقليمي، لجيرة طيبة وأمن. وعليه على نتنياهو ان يطلب من الادارة الامريكية والاسرة الدولية ان تضع، في اساس كل اتفاق، الشرط في ان تقوم الدولتان على نموذج ديمقراطي علماني غربي، يكون الشعب فيها قريبا في قلبه من ايمانه، بإلهه ونبيه فيما يكون الحكم نفسه لا يتأثر بذلك .

وجود دولة فلسطينية ديمقراطية علمانية بدون جيش وحده يمكنه ان يضمن الا تقوم دولة تكون فرعا اسلاميا دينيا متزمتا هدفها ابادة اسرائيل لكونها يهودية او لكونها بذرة ديمقراطية غربية غريبة في المشهد الاسلامي الشرق اوسطي.