خبر صداقة مضبوطة -هآرتس

الساعة 09:18 ص|19 مايو 2009

بقلم: الوف بن

 (المضمون: الزعيمان اختارا ان يضعا جانبا القناة السورية، ولم يتحدثا عن احياء المفاوضات مع سوريا.وهما يعطيان أولوية واضحة للقناة الفلسطينية مع تعزيزات تطبيعية من الدول العربية - المصدر).

التجديد الاول الذي أدخله براك اوباما الى البيت الابيض يظهر حتى قبل الدخول الى غرفة العمل البيضاوية: سحسيلة كبيرة من الخشب نصبت في الساحة الخضراء، لاستخدام ابنتي الرئيس. في مكتبه نصب اوباما تمثالين، واحد لسلفه ابراهام لينكولين وآخر لمارتن لوثر كينغ. هذه رسالته: التزام بالحرية، حقوق الانسان والمساواة في الفرص. ولكن ايضا لاستخدام القوة حين لا يكون هناك بديل آخر.

اوباما يتحدث باستطالة اكبر من سلفه، جورج بوش. يقل في الابتسام، ويبدأ حديثه بكلمة "انظروا"، "اسمعوا". حين يتحدث بنيامين نتنياهو فانه ينظر اليه بتركيز. كلاهما اعدا لنفسيهما بطاقات قبل اللقاء: اوباما باسطر طويلة من الطباعة، نتنياهو بقلم سميك وباختصار. اربع ساعات جلسا أمس معا في البيت الابيض، منها ساعة وثلاثة ارباع الساعة ثنائيا والباقي مع المساعدين والناطقين باللسان.

لقاء نتنياهو واوباما سار وفقا للتوقعات: الرئيس اظهر صداقة مضبوطة، غطت على خلافات الرأي الشديدة في المضمون. نتنياهو روى للصحافيين لدى خروجه، بانه يتوقع ولادة "ثنائي" جديد بين الرئيس ورئيس الوزراء، مثلما كان في تاريخ العلاقات الخاصة بين اسرائيل والولايات المتحدة وبين امريكا وبريطانيا. وكما هو متوقع، وصف اللقاء بانه "جيد جدا وودي"، واوباما أثنى على رئيس الوزراء علنا لكفاءاته السياسية ومعرفته التاريخية وقدر بان نتنياهو سيتخذ في فترة ولايته "قرارات استراتيجية لامن اسرائيل".

حتى هنا البادرات الطيبة. وماذا عن المضمون؟ اللقاء عني بايران، بالفلسطينيين وبالصلة بينهما. في المجال الايراني، نتنياهو يقول انه تحقق تفاهم كامل على الهدف: "منع ايران من تحقيق قدرة نووية عسكرية". اوباما وعده في أنه اذا لم يحقق الجهد الدبلوماسي نتائج حتى نهاية السنة، فسيتم اعادة تقويم، ويحتمل تشديد للعقوبات. نتنياهو سمع بان كل الخيارات على الطاولة، وقال ان لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. ولم يوفر عن اوباما وصف المعاناة اليهودية على مدى التاريخ، وتحدث عن التزامه بالحفاظ على اسرائيل والشعب اليهودي من التهديد على وجودهما.

نتنياهو يقول انه "يأمل بان ينجح اوباما" في الحوار مع ايران، ولكن هذا قول دبلوماسي. مشكوك فيه أن يكون يصدق بان الايرانيين سيصبحون فجأة لطفاء ويتخلون عن النووي فقط لان اوباما يقترح الحديث معه. معنى الامور هو ان نتنياهو وافق على اعطاء اوباما مهلة حتى نهاية السنة، واذا ما واصلت ايران المشروع النووي، فان اسرائيل ستنظر في "الخيارات الاخرى". ولكن يجب وضع حد لامر آخر: نتنياهو يتحدث عن "منع قدرة عسكرية" عن ايران، ويبقي مفتوحة الامكانية في أن تحتفظ ايران في المستقبل ايضا بقدرة نووية مدنية. وهذا شرخ لصفقة محتملة بين امريكا وطهران.

نتنياهو سُئل هل يعتزم اوباما المس بالقدرة النووية لاسرائيل ام سيتمسك بالاسناد الذي اعطاه اسلافه لـ "سياسة الغموض". فأجاب: العلاقات الخاصة بين الولايات المتحدة واسرائيل متينة جدا"، والمح بان التفاهم لم يتآكل.

في المجال الفلسطيني، الخلافات بقيت على حالها. اوباما يريد دولة فلسطينية، ونتنياهو يرفض قول "دولتين" ويفضل الحديث عن السبل التي تمنع الفلسطينيين من ان يقيموا غزة ثانية في الضفة الغربية: الاعتراف باسرائيل كدولة الشعب اليهودي وترتيبات امنية. اوباما يقول ان المستوطنات يجب أن تتوقف، ونتنياهو يرد له بمطلب "التبادلية" من الفلسطينيين. فككنا مستوطنات في غزة وتلقينا الصواريخ، يقول.

اوباما يعتزم الخروج بمبادرة سلام امريكية جديدة، سيعرضها في خطابه في القاهرة في 4 حزيران. لا ريب أنه ستكون فيها كل الاسس غير المريحة لنتنياهو – دولتان، وقف المستوطنات، حل البؤر الاستيطانية. رئيس الوزراء يفضل التركيز على الجوانب الايجابية – دعوة الدول العربية لاسراع التطبيع مع اسرائيل. الزعيمان اختارا ان يضعا جانبا القناة السورية، ولم يتحدثا عن احياء المفاوضات مع سوريا. وهما يعطيان أولوية واضحة للقناة الفلسطينية مع تعزيزات تطبيعية من الدول العربية. نتنياهو يأمل بان تشطب المبادرة الجديدة عن جدول الاعمال الالتزامات القديمة لـ "خريطة الطريق" وتعرض سجلا اكثر راحة لاسرائيل. في الاسبوعين القريبين سيجتهد كي يؤثر على تصميم "خطاب القاهرة" لاوباما.