خبر إما نحن وإما هم- معاريف

الساعة 09:17 ص|19 مايو 2009

بقلم: بن – درور يميني

 (المضمون: يؤيد الغرب كله وعلى رأسه الولايات المتحدة قصف الجيش الباكستاني لتجمعات سكانية مدنية في الباكستان لكن الغرب احتج على فعل اسرائيل ذلك في غزة - المصدر).

 

يهاجم الجيش البربري بقصف كثيف تجمعات سكنية مدنية؛ وأصبح يوجد نتيجة القتال اكثر من مليون لاجيء. لن يوجد لكثير منهم بيوت يرجعون اليها؛ مقدار المصابين غير معلوم لانه لا يوجد صحفيون في منطقة القتال وليس هذا كل شيء. الحديث عن أزمة انسانية، في حين ان الجيش المهاجم لا يمكن من "ساعات هدنة" او "ممر انسان"، او "بعثات مساعدة من الغذاء والادوية". هل سمع احد عن مظاهرات احتجاج عنيفية في لندن وكوبنهاغن، لكثير من المسلمين واليساريين المتطرفين، بسبب الازمة الانسانية؟ أقرأ احد ما مقالات فائزين بجائزة نوبل تقاوم الدولة الوحشية؟ هل طلبت الدول الغربية "وقف اطلاق نار" من الفور لوقف الكارثة الانسانية"؟ العكس هو الصحيح. يتبين ان اوباما يظن ان هذا وقت زيادة النار. فجميع الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة تطلب الى الجيش الكف عن التسامح وأن يعمل بحزم اكبر. وفي شوارع لندن ستان يسجل هدوء تام.

كيف يحدث هذا اذا؟ وكيف تطلب الادارة الامريكية – اوباما لا بوش – ان تكون محاربة العدو الشديد المراس اكثر عنفا؟ وكيف تشجع قصف التجمعات السكانية اكثر فاكثر؟ التفسير سهل. انه موجود في جملة واحدة قالتها عضوة برلمان من المعارضة: "إما ان نكون نحن وإما هم".

لم يحدث هذا بطبيعة الامر عندنا. بل يحدث الان في قلب باكستان. عندما يحدث عندنا تجند الجموع انفسها داخلنا وفي العالم لتقييد ايدينا. وعندما يحدث هذا هناك، فان الغرب كله وجزءا من العالم الاسلامي ايضا يعلم ان عضوة البرلمان من المعارضة، ماربي ممون، قالت ما يجب قوله: "إما نحن وإما هم" . وهم تعني طالبان. يدرك جزء من العالم الاسلامي ومن الغرب هذه الحقيقة البسيطة عندما يكون الحديث عن طالبان. وعندما يكون الحديث عن حماس فإن هذا الفهم يختفي. تشغل اجزاء كبيرة من وسائل الاعلام – عندنا لا في العالم فقط – انفسها في الاتيان ببراهين على جرائم حرب لم توجد، وعلى أنه لا يحل لنا ان نحاربهم لئلا يصاب ابرياء ايضا.

توجد عدة فروق. جميعها لمصلحتنا. فهناك في اقليم سوات، صوت اكثر المواطنين في مقاومة احزاب مثلت الاسلام المتطرف. وبرغم ذلك هم الضحايا. اما هنا فقد صوت سكان غزة اكثرهم تأييدا لحماس. وهناك توصلت الحكومة الى اتفاق مع طالبان نقضته طالبان. وهنا وجدت تفاهمات مع حماس واصرت حماس على الاستمرار على اطلاق صواريخ على اسرائيل. وهكذا فانه بحسب كل معيار اخلاقي ودولي حق اسرائيل في محاربة حماس حربا لا هوادة فيها اكبر. قالت عضوة البرلمان من باكستان قولها الحق ازاء ازمة انسانية لابناء شعبها. وهي تعلم انه يجب عليهم ان يدفعوا ثمنا مؤلما وفظيعا ورهيبا، وفي ظله ازمة انسانية شديدة لان البديل اسوء كثيرا. لها منطق قوي جدا. وهي اكثر اخلاقية. اما المنطق المعوج فهو منطقنا. وهو منطق يبين فيه اساتذة للفلسفة انه لا يحل لنا ان نصيبهم. ويجب علينا ان ننظر الى المواطنين الذين يساعدون القتلة الذين يطلقون الصواريخ على النساء والاولاد نظرنا الى مواطنينا.

بحسب هذا المنطق المعوج كان يجب عليهم "هم" ان يسيطروا على باكستان و "هم" يحل لهم ان يطلقوا الصواريخ وان يهربوا الصواريخ التي تصيب تل ابيب ايضا. و "هم" كان يجب ان يسيطروا على فلسطين. وبعد ذلك ايضا على روما وباريس. هذا ما يقولونه بلسانهم. يتبين ان مشكلة الغرب ورجال الاخلاق ليست في مجرد استعمال الوسائل التي تحدث كارثة انسانية. فالغرب يعلم تسويغ هذه الوسائل. حان وقت ان يدرك الغرب انه لا فرق بين طالبان وحماس. ان ما يدركه الغرب يجب ان يدركه ها هنا. وان يستوعب في الاساس ما تدركه عضوة المعارضة في الباكستان. اما نحن واما هم.